روئ الحايكي




لقد تطرقت في مقال سابق لبعض التحديات التي تواجهنا كآباء مع أبنائنا أثناء مرورهم بفترة المراهقة. نعرف بأن التعامل مع مرحلة المراهقة يتطلب حذراً واهتماماً خاصاً، فجميعنا يعي تماماً بأن هذه المرحلة حرجة جداً وتحدد شخصية الطفل والكيفية التي سيتشكل بها منظوره للعالم الخارجي.

وبنظرة خاطفة على ما واجهناه في فترة الجائحة نحن وأبناؤنا من حجر منزلي وضغوط وتوترات مثل الإجراءات الاحترازية التي طبقت والتي كانت تحد من حرية ونشاط المراهقين، نستطيع أن نقول بأنهم قد واجهوا تحديات جديدة مثل الكيفية التي يمكنهم بها الاستمتاع والتواصل مع أقرانهم في ظل ظروف جديدة. ولمتابعة مستجدات المختصين المتعلقة بمرحلة المراهقة خلال الجائحة، أتطرق لما نشرته صحيفة الشرق الأوسط عن الموضوع في تقرير مفصل، حيث حذر عالم نفس أمريكي من أزمة ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب بين المراهقين بشكل ملحوظ منذ تفشي فيروس كورونا، مشيراً إلى ضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة في أسرع وقت ممكن.

ونقلت شبكة «سي إن إن» الأمريكية عن جون دافي، عالم النفس ومؤلف كتاب تربية المراهقين الجدد في عصر القلق، قوله إن عيادته النفسية شهدت خلال العام الماضي زيادة كبيرة في عدد المراهقين الذين جاؤوا يبحثون عن مساعدة بعد إصابتهم بقلق بالغ واكتئاب وانعدام أمان.

وأضاف قائلاً: «لقد جعل الوباء الأمور أسوأ بكثير بالنسبة للمراهقين، إما بسبب قلة التواصل مع الأصدقاء أو عدم ممارسة النشاطات الاجتماعية المختلفة مع زيادة تدفق الأخبار السلبية فيما يخص فيروس كورونا. وقد حاول الكثير من المراهقين التواصل اجتماعياً مع الأصدقاء من خلال تطبيقات «تيك توك» و»سناب شات»، الأمر الذي جاء بنتيجة عكسية وزاد من مستويات التوتر لديهم». كما أوضح الطبيب دافي أن بعض مرضاه من المراهقين يشعرون باليأس والاكتئاب والقلق بشكل لم يسبق له أن رآه من قبل، وأن معظمهم كانوا يعتبرون أنفسهم أشخاصاً إيجابيين ومتفائلين قبل تفشي الوباء. في حين أنهم يتناولون الآن أدوية للتصدي للاكتئاب والقلق.

الخلاصة، نحن كأولياء أمور نعتبر السند لأبنائنا وأساس فكرة الأمان لدى الأطفال والمراهقين. لذلك وجب علينا دائماً أن نكون مطلعين على كل جديد ومفيد لكي يتسنى لنا مساعدة أبنائنا وتجنب المشكلات التي يمكنهم خوضها. كما ويمكننا أن نناقشهم بعقل وحكمة وأن نمدهم بالدعم العاطفي وأن نزرع معهم الأمل والتفاؤل بالغد برغم صعوبة الأيام.