وليد صبري




* "الوطن" تسبر أغوار الفنان حسن الخاجة.. نصف قرن من الفن التشكيلي

* أنتمي لعائلة فنية.. والجينات فن في فن.. والوراثة من الوالد

* نشأت في "فريج الفاضل" بالمنامة والأصول من المحرق

* درست الفن في بريطانيا في السبعينيات

* عملت في التشريح الفني بجامعة الخليج العربي نحو 15 عاماً

* أول لوحة رسمتها كان عمري 8 سنوات

* الوالد اكتشف موهبتي الفنية وكان يوجهني للرسم الدقيق

* بعت أول لوحة فنية عن الطبيعة بنحو 30 ديناراً عام 1969

* تفرغت للرسم والفن التشكيلي بعد تقاعدي من جامعة الخليج العربي

* شاركت في معارض فنية في عهد المرحوم طارق المؤيد

* بعض لوحاتي تعرض في معارض عربية وأوروبية ولا سيما بريطانيا

* تركيزي في السنوات الأخيرة على رسومات الخيول

* رسمت مئات اللوحات الفنية المختلفة على مدار تاريخي الفني

* رسم بعض اللوحات الفنية قد يستغرق سنوات للانتهاء منها

* لا أحصر فكري وذهني ووقتي في رسم لوحة فنية معينة

* شغفي بالفن الواقعي واهتمامي بإبراز اللوحة الفنية بوضعها الدقيق

* أصعب لوحة رسمتها طولها نحو 6 أمتار واستغرقت شهوراً للانتهاء منها

* أتعلق بلوحات التراث البحريني والخليجي والعربي ولا أفرط فيها بسهولة

* بعض لوحاتي الفنية خاصة التراثية عزيزة علي ولا أبيعها حتى لو عرض علي مبالغ كبيرة

* كان لدي مرسم طابق كامل في منزلي في الجفير حتى عام 2004

* المرحوم يوسف قاسم من رواد الفن التشكيلي في البحرين

* فخور بفن المايسترو عبدالله المحرقي ولمساته المؤثرة

* لوحات عبدالله المحرقي نقلة نوعية في التراث بالخليج



"رسمت مئات اللوحات الفنية عبر تاريخي الفني الممتد أكثر من نصف قرن، وتنوعت اللوحات الفنية، في معناها، ومقصدها، ومنها ما قمت ببيعه، ومنها ما احتفظت به ورفضت بيعه"، بهذه الكلمات تحدث الفنان التشكيلي البحريني حسن الخاجة، وهو يسرد مسيرته الفنية لـ"الوطن"، كاشفاً عن أن والده وإخوانه كان لهم دور كبير في تنمية موهبته، خاصة وأنه نشأ في وسط عائلة فنية تعشق الفن التشكيلي، في "فريج الفاضل"، في المنامة، مشيراً إلى أن والده وإخوانه مارسوا الفن بأنواعه المختلفة، خاصة وأن أول لوحة فنية رسمها وكان عمره وقتها 8 سنوات.

وقال إنه توجه إلى بريطانيا من أجل دراسة الفن التشكيلي في بريطانيا في السبعينيات، بعد انتهاء المرحلة الثانوية، كما أنه عمل هناك لفترة"، لافتاً إلى أنه عمل في مجال التشريح الفني في جامعة الخليج العربي على مدار نحو 15 عاماً، فكان يرسم عضلات الجسم والقلب وما يشابه ذلك، في أجزاء جسم الإنسان، وكان الرسم يتوقف على ما سوف يتم دراسته وشرحه من أساتذة الجامعة للطلاب.

وأوضح أنه كان يشارك بلوحاته الفنية في المعارض، لا سيما في عهد المرحوم طارق المؤيد، رحمه الله، وأيضاً خلال فترة الجامعة، لكنه لم يشارك كثيراً في معارض بالبحرين، لكنه شارك في معارض خليجية وعربية وأوروبية ولا سيما في بريطانيا، وفي الوقت ذاته، كان مشهوراً بلوحاته في وسط الفن التشكيلي في البحرين، وخارجه.

وتحدث الخاجة عن تفرغه للفن واللوحات والرسومات بعد تقاعده من جامعة الخليج العربي، وكان تركيزه دائماً على رسم الطبيعة البحرينية، والمناظر الطبيعية في البحرين، وكذلك كان اهتمامه بالتراث، خاصة التراث البحريني، والخليجي، والعربي، وأيضاً كان مهتماً برسم الـ"كاليغرافي"، "Calligraphy"، والزخارف الإسلامية، والآيات القرآنية.

وذكر أنه منذ نحو 5 سنوات بدأ تركيزه بشكل كبير على رسومات الخيول، موضحاً أنه يتخيل اللوحة ومحتوياتها ومقاسها ومساحتها قبل الرسم، كاشفاً عن أن أصعب لوحة رسمتها طولها نحو 6 أمتار واستغرقت شهوراً للانتهاء منها. واعتبر أن المرحوم يوسف قاسم يعد من رواد الفن التشكيلي في البحرين، فيما أعرب عن فخره بالفنان عبدالله المحرقي ولوحاته ولمساته المؤثرة، واصفاً إياه بأنه "المايسترو"، معتبراً أن لوحات المحرقي تمثل نقلة نوعية في التراث بالخليج. و"الوطن" تسبر أغوار الفنان التشكيلي حسن الخاجة، عبر الحوار التالي:

حدثنا عن النشأة

- نشأت في عائلة فنية، بين والدي، وإخواني، كلهم فنانون، ومن أسرة فنية، والجينات كلها فن في فن، والتنافس بيننا كلنا أيضاً في الفن، وأنا وإخواني درسنا الفن وراثة من الوالد، لأنه كان فناناً، وأخواي، إبراهيم، وعلي، كانا قدوة لنا، أخي إبراهيم من الخمسينيات، كان من رواد الفن في البحرين، ودرس الفن لأجيال، من خلال مدارس الحكومة، وكذلك أخي علي، الذي يعتبر مايسترو بالنسبة إلينا، وكذلك إخواني، أحمد، وخليل، وعبدالله، وعزيز، فنحن كنا، 7 أبناء و3 بنات، والـ7 أبناء درسوا الفن ومارسوه بأنواعه المختلفة، وتنوع الفن بين الفن التشكيلي والخط، وكنا نتعلم من أبي وأخي الكبير، كيف يخلطون الألوان؟ وكيف يرسمون؟

في أي منطقة كانت النشأة؟

- نشأت في "فريج الفاضل"، بين العوضية، والفاضل، لكن أصلنا كان من المحرق، وبالتالي نشأنا في الفن ولعبت الوراثة دوراً كبيراً في ذلك، وكنا متميزين أنا وإخواني في مسألة الفن وخاصة منذ الطفولة، وفي أثناء الدراسة في المدارس، وكان المدرسون يدركون ذلك.

ماذا بعد انتهاء الدراسة في البحرين؟

- أكملت دراستي الفنية في بريطانيا خلال فترة السبعينيات، ثم عدت إلى البحرين، والتحقت بالعمل في فنون التشريح في جامعة الخليج العربي، حيث استمر العمل نحو 15 عاماً، وكان عملي منصباً على رسم جسم الإنسان ويوزع على الطلاب حيث يدرس الأساتذة لطلابهم علم التشريح، وفي هذا الوقت لم يكن هناك حاسب آلي "كمبيوتر"، بل هي عبارة عن رسومات توزع على الطلاب في القاعة على حسب المادة التي يناقشها الأستاذ الجامعي لطلابه.

هل تتذكر أول لوحة رسمتها؟

- منذ الطفولة وأنا أرسم، ولا شك في أن الوالد له دور كبير في تنمية موهبتي، فهو من اكتشف أن لدي الموهبة في الرسم، وكان يصحح الأخطاء، وعلمني كيف أستخدم الألوان وكيف أركز على لون ما وأخفف من لون آخر، وهكذا..، وبالتالي كان الوالد يرشدني إلى الطريق الصحيح، وأتذكر أن أول لوحة رسمتها وأنا طفل كان عمري 8 سنوات وكانت عن الطبيعة.

ماذا عن فترة الدراسة في بريطانيا؟

- توجهت لدراسة الفن التشكيلي في بريطانيا في السبعينيات، بعد انتهاء المرحلة الثانوية، وعملت فترة بالفن.

ماذا عن طبيعة عملك في جامعة الخليج العربي؟

- عملي في جامعة الخليج العربي كان قريباً من الفن، وكان يختص برسومات فن التشريح، حيث كنت أرسم عضلات الجسم والقلب وما يشابه ذلك، في أجزاء جسم الإنسان، وكان الرسم يتوقف على ما سوف يتم دراسته وشرحه للطلاب، واستمر العمل حتى التقاعد.

هل شاركت بلوحاتك الفنية في معارض سواء في البحرين أو خارجها؟

- في السابق، كنت أشارك باللوحات الفنية في المعارض، ولا سيما في عهد المرحوم طارق المؤيد، رحمه الله، وأيضاً خلال فترة الجامعة كنت أشارك بأعمال مختلفة، لكن لم أشارك كثيراً في معارض بالبحرين، لكن شاركت في معارض خليجية وعربية وأوروبية ولا سيما في بريطانيا.

هل نظمت معرضاً لأعمالك الفنية في البحرين أم خارجها؟

- للأسف، لم أنظم معرضاً لعرض اللوحات، لكني كنت معروفاً في وسط الفن التشكيلي في البحرين، وخارجه، ومن هم على دراية وعلم بالفن التشكيلي يعرفون لوحاتي وأعمالي الفنية جيداً، ومؤخراً تم عرض لوحاتي الفنية في مجلة فنية متميزة تسمى "الدرة".

حدثنا عن حياتك الفنية بعد التقاعد من جامعة الخليج العربي؟

- تفرغت للفن واللوحات والرسومات بعد تقاعدي من جامعة الخليج العربي، وكان تركيزي دائماً على رسم الطبيعة البحرينية، والمناظر الطبيعية في البحرين تستهويني كثيراً، لأن البحرين بلد جميل، ويتميز بطبيعته الجميلة الساحرة، ولا سيما البحر، وكذلك كان اهتمامي بالتراث، وخاصة التراث البحريني، والخليجي، والعربي، وأيضاً كنت مهتماً برسم الـ"كاليغرافي"، "Calligraphy"، والزخارف الإسلامية، والآيات القرآنية، وكانت هناك مؤسسات تشتري مني اللوحات الفنية الخاصة برسومات الآيات القرآنية، لكن منذ نحو 5 سنوات بدأ تركيزي بشكل كبير على رسومات الخيول، وكان لدي صديق سعودي هو د. أمجد الحجيري، فكان يرشدني إلى التركيز على رسومات الخيول، وكان يصحح لي أخطاء في الرسومات، سواء بالنسبة إلى عيون وعضلات وشعر وأقدام الخيول.

كم عدد اللوحات الفنية التي رسمتها على مدار حياتك؟

- رسمت مئات اللوحات الفنية عبر تاريخي الفني الممتد أكثر من نصف قرن، وتنوعت اللوحات الفنية، في معناها، ومقصدها، ومنها ما قمت ببيعه، ومنها ما احتفظت به ورفضت بيعه.

كيف تكون مستعداً لرسم اللوحة الفنية؟

- قبل رسم اللوحة، أتخيلها، وأتخيل مقاسها، وما تحتويه، وبالتالي عندما أطبقها على الرسم، ربما لا أكون راضياً عنها، لاكتشافي أن فيها أخطاء، من وجهة نظري بالطبع، وبالتالي اضطر إلى أن أعود لتصحيح الأخطاء مرة ثانية، وربما مرة ثالثة، وبالتالي، مسألة الرسم ليست سهلة، أو أن الخيال يتحول إلى واقع. وأنا بوجه عام الآن أفضل الرسم في الصباح الباكر، وربما أمتد لأكثر من 10 ساعات في الرسم، حيث يكون كل تركيزي في الرسم، دون تفكير في طعام أو شراب، وأنا أفضل أن أكون في أجوائي الخاصة الهادئة.

كم المدة الزمنية التي تستغرقها في رسم اللوحة؟

لا توجد فترة زمنية محددة لرسم اللوحة الفنية، ولدي لوحات رسمتها منذ سنوات، وحتى الآن لم أنته منها، وبالتالي من الممكن أن تستمر اللوحة الفنية سنوات حتى أنتهي منها تماماً، كما أنني لا أحصر وقتي وذهني وفكري في رسم لوحة معينة أو واحدة، لأنه ربما أشعر بالملل منها، أو أنها تسبب لي تعباً لعدم وصولي إلى الفكرة الأفضل والأحسن، لكن من الممكن أن أبدأ رسم أكثر من لوحة في وقت واحد، لأن شغفي يكون بالفن الواقعي وإبراز اللوحة الفنية بوضعها الدقيق، ومن ثم، استعادتي لفكري فيما يخص اللوحة الأولى يحتاج إلى مزاج وفكر جديد، ونشاط أكثر، وجو مختلف، وتفكير آخر، وربما هذا ما يطلق عليه تحرر الفنان التشكيلي في عمله، وربما هذا هو سبب ميلي إلى الفن الواقعي، وإبراز اللوحة بوضعها الحقيقي والدقيق.

ما أصعب لوحة رسمتها؟

- لدي لوحات فنية يمتد طولها نحو 6 أمتار، وتستغرق وقتاً وتركيزاً، وربما أشعر بعد فترة من رسمها أن هناك خللاً ما فيها، وبالتالي أتركها، حتى أعود إليها في الوقت المناسب مرة أخرى، على سبيل المثال، لدي لوحة رسمتها عن سباق الخيل، وقد تركتها فترة، ولم أكملها، لأنني غير مقتنع بشكل الحصان، وربما أتعبتني قليلاً، وفي نظر الآخرين ربما تكون اللوحة جميلة ومنتهية، لكن من وجهة نظري ليس لدي القناعة بها، وهذه اللوحة استمرت نحو 3 أشهر، وكل فترة أعود إليها مرة أخرى. ولدي لوحة فنية خاصة بالتراث الخليجي العربي، وقد عرض علي مبالغ خيالية لبيعها، ولكني رفضت بيعها؛ لأن بها لقطات مختلفة من التراث، والمطوع، والزراعة، والريف، والصيد، وأنا أعتبرها لوحة فنية رائعة واستغرق رسمها أكثر من 6 أشهر، وبعض لوحاتي الفنية وخاصة التراثية عزيزة علي ولا أبيعها حتى لو عرض علي مبالغ كبيرة فيها، وبالمناسبة أن أعشق التراث البحريني والخليجي؛ لأن تراث الخليج مميز، وخاصة الطبيعة، والبحر، وفي الزمن القديم كانت البحرين مميزة بالمناظر الطبيعية الجميلة، وبالتراث، وبالبحر، وكانت الحياة بسيطة، وخاصة الزراعة، والبحر، والصيد، والبوانيش، وهذه تعطي للإنسان والفنان نوعاً من الراحة النفسية، وبالتالي عندما أمر على أي منطقة أتذكر أن هناك كان ساحل بهذه الصورة الجميلة، وكان البحر جميلاً، ومنظر الأشجار الخلابة.

كيف ومتى تحدد مساحة اللوحة الفنية؟

- على حسب الموضوع الذي تتناوله، ولا يؤثر المقاس أو مساحة اللوحة كثيراً، لكن الموضوع الذي تتخيله هو الذي يحدد هذا الأمر.

متى بعت أول لوحة رسمتها؟ وكم كان المبلغ؟

- أول لوحة بعتها كانت عن الطبيعة، وكان المبلغ نحو 30 ديناراً وذلك عام 1969.

هل كان لديك شغف بأن يكون لك مرسم خاص بك؟

- منذ زمن بعيد وأنا أسعى لذلك، ولكن، لدي الآن مرسم بسيط في الدرة، وقد كان لي مرسم كبير عبارة عن طابق كامل في منزلي في منطقة الجفير عام 2004، قبل انتقالي إلى منزلي الآن في الدرة.

من هم الفنانون الذين تأثرت بهم وتعتبرهم من رواد الفن التشكيلي في البحرين والخليج والمنطقة؟

- لدينا رواد في الفن التشكيلي في البحرين، وهم عباقرة ومميزون، وأنا أعتبر المرحوم يوسف قاسم من رواد الفن التشكيلي في البحرين، وفي الوقت ذاته أنا فخور جداً بالفنان عبدالله المحرقي؛ لأن فنه راقٍ، ولمساته مؤثرة، ولوحاته تعبر عن التراث الخليجي، وبالتالي أنا أعتبر لوحات عبدالله المحرقي نقلة نوعية في تاريخ التراث في البحرين والخليج، وعلى المستوى العربي هناك الفنان الكبير محمود صبري، وقد تعرفت به عن طريق أخيه أحمد صبري الذي كان يعمل في جامعة الخليج العربي، وهناك فنانون آخرون، ولكل فنان فكره وإحساسه ووجهة نظره، والكل يعبر عما يدور في خلده، وفيما يتعلق بالفنانين الغربيين هناك الفنانة التشكيلية الغربية آنا، وهي مميزة في اختيار الألوان والموضوعات، وتعيش الآن في الولايات المتحدة الأمريكية.

كيف ترى مستقبل الفن التشكيلي؟ وهل وسائل التواصل خدمت هذا الفن؟

- هناك فنانون مبدعون، وهناك نشاط أكثر للمشاركة في المعارض الفنية المختلفة، والاندماج في الفن، وفيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي، ربما خدمت تلك الوسائط هذا النوع من الفن في نشر اللوحات عبر "إنستغرام"، وبالتالي يمكن الاطلاع على رسومات وتجارب وأفكار الفنانين الآخرين.