سماهر سيف اليزل
52.5 دينار أول راتب حصلت عليه من التعليم
الحراك الثقافي في البحرين قام على جهود فردية أهلية وشعبية
المسرحان البحريني والعربي في حالة «ضمور» حالياً بسبب التطور التكنولوجي
كان التدريس حلمي ودرست العلوم واللغة الإنجليزية 10 سنوات
لم يعد هناك قارئ والثقافة والمسرح لم يعودا كما كانا
المحرقيون مشهورون بغبقاتهم بالعيش المحمر والسمك
المسحر يستهوينا ونحن صغار واليوم يأتي على «بيك آب»
حصلت على قرض بـ952 ديناراً لترميم المنزل وكان يستقطع مني 11.5 ديناراً
يعتبر أحد رواد الحركة المسرحية في مملكة البحرين، ومن أبرز العناصر المخضرمة في الفن والمسرح البحريني، وصاحب مسيرة زاخرة بالتجديد والإبداع والابتكار، وهو أيضا حامل رسالة تربوية وثقافية، وصاحب ذاكرة تاريخية، وشخصية هادئة ومتزنة متقنة لعملها، ويعد المؤسس الأول للنشاط المسرحي المدرسي بوزارة التربية والتعليم.
هو الأستاذ محمد أحمد الجزاف رئيس مجلس إدارة مركز الجزيرة الثقافي حاليا، ومؤسس مسرح الجزيرة، متقاعد شغل منصب اختصاصي مسرح مدرسي لمدة 25 سنة، ومدرساً لمدة 10 سنوات، بمدرسة عمر بن عبدالعزيز المشهورة بمدرسة الدوي في حالة بوماهر.
«الوطن» التقت الأستاذ محمد الجزاف في حوار خاص تناول سيرته ومسيرته، وعرجت خلاله على رحلته التي امتدت لـ35 عاما، في خدمة الحركة المسرحية بالبحرين، وأبرز ذكرياته ومحطاته.
وفي ما يلي نص اللقاء:
حدثنا عن الميلاد والنشأة وأبرز الذكريات.
- ولدت في المحرق العريقة، وأنا من أبناء حالة بو ماهر، تربيت ونشأت وترعرت وتشربت من عراقتها، وولدت معي كل أنشطتي وهواياتي وصقلت كل الإمكانيات التي امتلكتها في المحرق 1947، والذكريات كثيرة ومختلطة، حيث كنا نمارس الألعاب التقليدية القديمة البدائية، وكنا نمارس «الحداق» والسباحة، وكانت محطتي التعليمية الأولى في مدرسة المحرق الجنوبية للبنين حيث درست فيها المرحلة الابتدائية عام 1955، وعلاقتي بالمحرق وطيدة، وهناك تعصب من أهالي المحرق «ولين قال لك أنا محرقي ما تقدر تقص راسه» فالمحرق مدينة ثراثية وعريقة، وهي مدينة الثقافة والأدب والشعر والرياضة وأُطلق عليها اسم «أم المدائن»، وانطلق النشاط المسرحي في أربعينيات القرن الماضي من المحرق أساساً، ويشهد لها بالزخم الثقافي والتراثي، وكنا نحن الجيل الثاني الذي تولى إكمال هذه المسيرة، حيث كانت البداية في نادي الجزيرة بفرقة فنية مسرحية وتم من خلالهم تكوين وتأسيس مسرح الجزيرة في عام 1974.
بدأت مدرساً، فما سبب توجهك لمهنة التعلم وما كان تخصصك؟
- في عام 1962 أنهيت المرحلة الإعدادية من مدرسة الهداية الخليفية، وكنت من الأوائل، وكانت هناك مدرسة ثانوية واحدة تضم كافة أبناء البحرين من كافة المناطق وهي المنامة الثانوية، وكانت رغبتي في التوجه للتعليم لما كان للمعلم من مكانة تمثل أمنية للشباب، وأصررت على أن أصبح معلما رغم محاولات اللجنة لإقناعي بالتوجه لقطاع آخر أو الابتعاث للخارج، وعينت سنة 1967 أستاذاً للعلوم واللغة الإنجليزية في مدرسة عمر بن عبدالعزيز للصفين الخامس والسادس حتى سنة 1976، وكنت مرشحاً للانتقال للتدريس في المرحلة الإعدادية، حتى طلب المرحوم الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة وزير التربية والتعليم الأسبق أن أكون مسؤولاً عن قسم النشاط المدرسي المسرحي، حيث كان المرحوم هاويا ومحباً للمسرح ومشاهدة العروض المسرحية وكان من أول الحاضرين لأعمالنا المسرحية التي كانت تقدم على مسرح الجفير، وكانت هذه هي بدايتي في المسرح المدرسي وعملت به حتى سنة 2000، وكانت رحلة امتدت لـ25 سنة حتى تقاعدت.
كم كان أول راتب لك؟
- كان راتبي عندما عينت 52.5 دينار، والزيادة السنوية 2.5 دينار، وفي قسم المعلمين وطلبة المدارس الصناعية يتم إعطاؤنا 5 دنانير كحافز، وكانت الـ5 دنانير هذه تكفينا لشراء ملابس جديدة، وعن تجربة شخصية اشتريت منزلاً صغيراً ورممته من هذا الراتب، وتزوجت في 2 سبتمبر 1972، براتب 72 ديناراً، وأخذت قرضاً من وزارة التربية والتعليم بقيمة 952 ديناراً لترميم المنزل وكان يستقطع من راتبي 11 ديناراً ونصفا شهرياً، وظللت على هذا الحال وأنجبت وربيت أبنائي، وفي سنة 1980 حصلت على قرض من الإسكان وبنيت بيتاً ثانياً، وكانت هذه هي الفترة التي تمثل الزمن الجميل.
ما هي الشخصية التي كانت سبب تعلقك بالفن والمسرح والثقافة.. سواء كانت محلية أو خليجية أو عربية؟
- كان لدينا العديد من الأسماء البارزة في الساحة الفنية في فترة الستينيات، مثل راشد المعاودة، ومحمد الماجد، والمرحوم محمد عواد، واستفدنا من تجاربهم في ذلك الوقت، ولم يكن هناك معاهد للفنون فكان الاعتماد على المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت حيث تخرج منه العديد من الأسماء مثل إبراهيم بحر وعبدالله ملك وسامي الغوص وخليفة العريفي وأحلام محمد، وغيرها من الأسماء الكثيرة التي حملت على عاتقها نشاط المسرح في البحرين، وهي مكونات وشخصيات ساهمت في تكوين الشخصية الفنية لنا، وكوّنّا من خلالها توجها فنيا بارزا ومؤثرا في الآخرين.
ما هي أبرز الأعمال الفنية والمسرحية العالقة في ذاكرتك؟
- تظل مســرحية الســــيد من المسرحيات العالقة لي ولكافة شخصياتها الأربع، حيث تجولنا بها في الكويت والأردن ومصر والمغرب وسوريا، وحظيت بترحيب كافة الدول الخليجية والعربية، وبدأت تقديم مسرحية السيد سنة 1986 مع افتتاح جسر الملك فهد، وظلت تعرض حتى سنة 1990 بين مختلف الدول العربية.
حدثنا عن أعمالك المسرحية والتلفزيونية وأبرز التحديات التي واجهتك في مسيرتك؟
- بدأنا بأعمال صغيرة وفي الستينات قمت بتمثيل العديد من المسرحيات القصيرة في مسرح الأندية نذكر منها مسرحية المصير، وغلطة أب، وكلنا فدائيون، وفي مطلع السبعينيات كتبت العديد من المسرحيات وشاركت في تمثيلها منها، مسرحية اصبر وتشوف، وغلط يا ناس، كما قمت بالتمثيل في مسرحيات الضايع، زمان البطيخ، توب يا بحر، نواخذة الفريج، السعد، الرجل الطيب، ممثل الشعب، كبش، الكل زمان، الدانة، وأخيرا مسرحية السيد عام 1986 وهذه المسرحيات جميعها من إخراج الفنان سعد الجزاف.
وقمت بإعداد مسرحية المرحوم للكاتب اليوغسلافي براتسيلاف توشيتس، كما قمت بإعداد وتأليف مسرحيتي طاش ما طاش عن مسرحية النص للروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل ومسرحية فرجة، كما قمت بتأليف مسرحية الأطفال أبناء الوطن ومسرحية عنبر أخو بلال.
وفي التلفزيون شاركت في تمثيل العديد من الأعمال التلفزيونية في فترة الثمانينات منها سباعية الصمت في قلوب مغلقة وخفايا ضمير ومسلسل الأوفياء وسهرة ربيع كل الفصول التي كتبها المرحوم جاسم الزايد.
أما التحديات، فكانت أن الحراك المجتمعي بشكل عام كان يعتمد على الجهود الفردية، حيث قامت الأندية والجمعيات والدور الشعبية والمسرح بإمكانيات بسيطة وجهود فردية إلى أن تأسست وزارة الإعلام في السبعينات كوزارة مستقلة تعني بالثقافة، وبدأ الدعم الرسمي يساعد في جهودنا، ولكن ظل الدعم الأهلي والمبادرات الشعبية بذات الدور الأكبر في قيام وعمل الحركات الرياضية والثقافية الشعبية، وكان ذالك الوقت ضنك والحياة صعبة، من حيث إمكانيات الفرد ومدخوله، ولكن كان هناك حياة، وتجاوزنا الأزمة وبقيت المؤسسات وكبرت وتطورت على مر الزمان.
كيف ترى المسرح البحريني اليوم؟
- المسرح بشكل عام في البحرين والوطن العربي في حالة ضمور، وهذا يعود لتاثره بالامور التكنولوجية وثورة التواصل الاجتماعي والميديا، حيث لم يعد هناك مشاهد أو قارئ، والثقافة والمسرح لم تعد كما كانت، حتى الجمهور لم يعد يحضر، ففي السابق كانت العروض تستمر لشهور، ولكن عجلة الوقت والحياة حالت دون ذلك اليوم، فلم يعد هناك وقت او اهتمام كالسابق، ونحن نأمل ان تعيد الدماء الجديدة إحياء المسرح.
كيف كنت تقضي رمضان؟ وما الفرق بين رمضان «لول» ورمضان اليوم من وجهة نظرك؟
- أنا أنتمي إلى جيل المحرق، وشباب المحرق، والمحرقيون معروفون بغبقاتهم المتمثلة في العيش المحمر والسمك الصافي أو الشعري، وهي ذكريات عاشت معنا لسنوات طوال، وكنا نجدول للغبقات في المسرح وفي نطاق الكادر التعليمي كذلك، وكانت الغبقات المحرقية تجمع الشباب والأهالي، والآن انقطعت هذه السمة أو هي موجودة ولكن ليست كما السابق، حيث كانت سمة يحافظ عليها أهالي المحرق بالذات، ومن أبرز ذكرياتي أيضاً الألعاب الرمضانية الشعبية التي كنا نلعبها، وكان يستهوينا المسحر ونحرص على أن نجوب معه الشوارع خصوصا في ليالي الوداع، وكانت شوارع المحرق تزخر بفرق الدور الشعبية، والآن يأتيك المسحراتي على «بيك آب»، وكان لرمضان سمات روحية شعبية بسيطة مختلفة عن اليوم.
52.5 دينار أول راتب حصلت عليه من التعليم
الحراك الثقافي في البحرين قام على جهود فردية أهلية وشعبية
المسرحان البحريني والعربي في حالة «ضمور» حالياً بسبب التطور التكنولوجي
كان التدريس حلمي ودرست العلوم واللغة الإنجليزية 10 سنوات
لم يعد هناك قارئ والثقافة والمسرح لم يعودا كما كانا
المحرقيون مشهورون بغبقاتهم بالعيش المحمر والسمك
المسحر يستهوينا ونحن صغار واليوم يأتي على «بيك آب»
حصلت على قرض بـ952 ديناراً لترميم المنزل وكان يستقطع مني 11.5 ديناراً
يعتبر أحد رواد الحركة المسرحية في مملكة البحرين، ومن أبرز العناصر المخضرمة في الفن والمسرح البحريني، وصاحب مسيرة زاخرة بالتجديد والإبداع والابتكار، وهو أيضا حامل رسالة تربوية وثقافية، وصاحب ذاكرة تاريخية، وشخصية هادئة ومتزنة متقنة لعملها، ويعد المؤسس الأول للنشاط المسرحي المدرسي بوزارة التربية والتعليم.
هو الأستاذ محمد أحمد الجزاف رئيس مجلس إدارة مركز الجزيرة الثقافي حاليا، ومؤسس مسرح الجزيرة، متقاعد شغل منصب اختصاصي مسرح مدرسي لمدة 25 سنة، ومدرساً لمدة 10 سنوات، بمدرسة عمر بن عبدالعزيز المشهورة بمدرسة الدوي في حالة بوماهر.
«الوطن» التقت الأستاذ محمد الجزاف في حوار خاص تناول سيرته ومسيرته، وعرجت خلاله على رحلته التي امتدت لـ35 عاما، في خدمة الحركة المسرحية بالبحرين، وأبرز ذكرياته ومحطاته.
وفي ما يلي نص اللقاء:
حدثنا عن الميلاد والنشأة وأبرز الذكريات.
- ولدت في المحرق العريقة، وأنا من أبناء حالة بو ماهر، تربيت ونشأت وترعرت وتشربت من عراقتها، وولدت معي كل أنشطتي وهواياتي وصقلت كل الإمكانيات التي امتلكتها في المحرق 1947، والذكريات كثيرة ومختلطة، حيث كنا نمارس الألعاب التقليدية القديمة البدائية، وكنا نمارس «الحداق» والسباحة، وكانت محطتي التعليمية الأولى في مدرسة المحرق الجنوبية للبنين حيث درست فيها المرحلة الابتدائية عام 1955، وعلاقتي بالمحرق وطيدة، وهناك تعصب من أهالي المحرق «ولين قال لك أنا محرقي ما تقدر تقص راسه» فالمحرق مدينة ثراثية وعريقة، وهي مدينة الثقافة والأدب والشعر والرياضة وأُطلق عليها اسم «أم المدائن»، وانطلق النشاط المسرحي في أربعينيات القرن الماضي من المحرق أساساً، ويشهد لها بالزخم الثقافي والتراثي، وكنا نحن الجيل الثاني الذي تولى إكمال هذه المسيرة، حيث كانت البداية في نادي الجزيرة بفرقة فنية مسرحية وتم من خلالهم تكوين وتأسيس مسرح الجزيرة في عام 1974.
بدأت مدرساً، فما سبب توجهك لمهنة التعلم وما كان تخصصك؟
- في عام 1962 أنهيت المرحلة الإعدادية من مدرسة الهداية الخليفية، وكنت من الأوائل، وكانت هناك مدرسة ثانوية واحدة تضم كافة أبناء البحرين من كافة المناطق وهي المنامة الثانوية، وكانت رغبتي في التوجه للتعليم لما كان للمعلم من مكانة تمثل أمنية للشباب، وأصررت على أن أصبح معلما رغم محاولات اللجنة لإقناعي بالتوجه لقطاع آخر أو الابتعاث للخارج، وعينت سنة 1967 أستاذاً للعلوم واللغة الإنجليزية في مدرسة عمر بن عبدالعزيز للصفين الخامس والسادس حتى سنة 1976، وكنت مرشحاً للانتقال للتدريس في المرحلة الإعدادية، حتى طلب المرحوم الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة وزير التربية والتعليم الأسبق أن أكون مسؤولاً عن قسم النشاط المدرسي المسرحي، حيث كان المرحوم هاويا ومحباً للمسرح ومشاهدة العروض المسرحية وكان من أول الحاضرين لأعمالنا المسرحية التي كانت تقدم على مسرح الجفير، وكانت هذه هي بدايتي في المسرح المدرسي وعملت به حتى سنة 2000، وكانت رحلة امتدت لـ25 سنة حتى تقاعدت.
كم كان أول راتب لك؟
- كان راتبي عندما عينت 52.5 دينار، والزيادة السنوية 2.5 دينار، وفي قسم المعلمين وطلبة المدارس الصناعية يتم إعطاؤنا 5 دنانير كحافز، وكانت الـ5 دنانير هذه تكفينا لشراء ملابس جديدة، وعن تجربة شخصية اشتريت منزلاً صغيراً ورممته من هذا الراتب، وتزوجت في 2 سبتمبر 1972، براتب 72 ديناراً، وأخذت قرضاً من وزارة التربية والتعليم بقيمة 952 ديناراً لترميم المنزل وكان يستقطع من راتبي 11 ديناراً ونصفا شهرياً، وظللت على هذا الحال وأنجبت وربيت أبنائي، وفي سنة 1980 حصلت على قرض من الإسكان وبنيت بيتاً ثانياً، وكانت هذه هي الفترة التي تمثل الزمن الجميل.
ما هي الشخصية التي كانت سبب تعلقك بالفن والمسرح والثقافة.. سواء كانت محلية أو خليجية أو عربية؟
- كان لدينا العديد من الأسماء البارزة في الساحة الفنية في فترة الستينيات، مثل راشد المعاودة، ومحمد الماجد، والمرحوم محمد عواد، واستفدنا من تجاربهم في ذلك الوقت، ولم يكن هناك معاهد للفنون فكان الاعتماد على المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت حيث تخرج منه العديد من الأسماء مثل إبراهيم بحر وعبدالله ملك وسامي الغوص وخليفة العريفي وأحلام محمد، وغيرها من الأسماء الكثيرة التي حملت على عاتقها نشاط المسرح في البحرين، وهي مكونات وشخصيات ساهمت في تكوين الشخصية الفنية لنا، وكوّنّا من خلالها توجها فنيا بارزا ومؤثرا في الآخرين.
ما هي أبرز الأعمال الفنية والمسرحية العالقة في ذاكرتك؟
- تظل مســرحية الســــيد من المسرحيات العالقة لي ولكافة شخصياتها الأربع، حيث تجولنا بها في الكويت والأردن ومصر والمغرب وسوريا، وحظيت بترحيب كافة الدول الخليجية والعربية، وبدأت تقديم مسرحية السيد سنة 1986 مع افتتاح جسر الملك فهد، وظلت تعرض حتى سنة 1990 بين مختلف الدول العربية.
حدثنا عن أعمالك المسرحية والتلفزيونية وأبرز التحديات التي واجهتك في مسيرتك؟
- بدأنا بأعمال صغيرة وفي الستينات قمت بتمثيل العديد من المسرحيات القصيرة في مسرح الأندية نذكر منها مسرحية المصير، وغلطة أب، وكلنا فدائيون، وفي مطلع السبعينيات كتبت العديد من المسرحيات وشاركت في تمثيلها منها، مسرحية اصبر وتشوف، وغلط يا ناس، كما قمت بالتمثيل في مسرحيات الضايع، زمان البطيخ، توب يا بحر، نواخذة الفريج، السعد، الرجل الطيب، ممثل الشعب، كبش، الكل زمان، الدانة، وأخيرا مسرحية السيد عام 1986 وهذه المسرحيات جميعها من إخراج الفنان سعد الجزاف.
وقمت بإعداد مسرحية المرحوم للكاتب اليوغسلافي براتسيلاف توشيتس، كما قمت بإعداد وتأليف مسرحيتي طاش ما طاش عن مسرحية النص للروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل ومسرحية فرجة، كما قمت بتأليف مسرحية الأطفال أبناء الوطن ومسرحية عنبر أخو بلال.
وفي التلفزيون شاركت في تمثيل العديد من الأعمال التلفزيونية في فترة الثمانينات منها سباعية الصمت في قلوب مغلقة وخفايا ضمير ومسلسل الأوفياء وسهرة ربيع كل الفصول التي كتبها المرحوم جاسم الزايد.
أما التحديات، فكانت أن الحراك المجتمعي بشكل عام كان يعتمد على الجهود الفردية، حيث قامت الأندية والجمعيات والدور الشعبية والمسرح بإمكانيات بسيطة وجهود فردية إلى أن تأسست وزارة الإعلام في السبعينات كوزارة مستقلة تعني بالثقافة، وبدأ الدعم الرسمي يساعد في جهودنا، ولكن ظل الدعم الأهلي والمبادرات الشعبية بذات الدور الأكبر في قيام وعمل الحركات الرياضية والثقافية الشعبية، وكان ذالك الوقت ضنك والحياة صعبة، من حيث إمكانيات الفرد ومدخوله، ولكن كان هناك حياة، وتجاوزنا الأزمة وبقيت المؤسسات وكبرت وتطورت على مر الزمان.
كيف ترى المسرح البحريني اليوم؟
- المسرح بشكل عام في البحرين والوطن العربي في حالة ضمور، وهذا يعود لتاثره بالامور التكنولوجية وثورة التواصل الاجتماعي والميديا، حيث لم يعد هناك مشاهد أو قارئ، والثقافة والمسرح لم تعد كما كانت، حتى الجمهور لم يعد يحضر، ففي السابق كانت العروض تستمر لشهور، ولكن عجلة الوقت والحياة حالت دون ذلك اليوم، فلم يعد هناك وقت او اهتمام كالسابق، ونحن نأمل ان تعيد الدماء الجديدة إحياء المسرح.
كيف كنت تقضي رمضان؟ وما الفرق بين رمضان «لول» ورمضان اليوم من وجهة نظرك؟
- أنا أنتمي إلى جيل المحرق، وشباب المحرق، والمحرقيون معروفون بغبقاتهم المتمثلة في العيش المحمر والسمك الصافي أو الشعري، وهي ذكريات عاشت معنا لسنوات طوال، وكنا نجدول للغبقات في المسرح وفي نطاق الكادر التعليمي كذلك، وكانت الغبقات المحرقية تجمع الشباب والأهالي، والآن انقطعت هذه السمة أو هي موجودة ولكن ليست كما السابق، حيث كانت سمة يحافظ عليها أهالي المحرق بالذات، ومن أبرز ذكرياتي أيضاً الألعاب الرمضانية الشعبية التي كنا نلعبها، وكان يستهوينا المسحر ونحرص على أن نجوب معه الشوارع خصوصا في ليالي الوداع، وكانت شوارع المحرق تزخر بفرق الدور الشعبية، والآن يأتيك المسحراتي على «بيك آب»، وكان لرمضان سمات روحية شعبية بسيطة مختلفة عن اليوم.