مع تحول العديد إلى العمل عن بُعد، أصبح قضاء فترة ما بعد الظهر في المنزل أكثر شيوعًا، بدلاً من العودة إلى العمل مباشرة بعد تناول الطعام كما كنت تفعل عندما تعمل شخصياً، تُتاح للعاملين عن بُعد الفرصة لقراءة كتاب أو حتى أخذ قيلولة بعد تناول وجبتهم.

أصل القيلولة

في حين أنه من المُستحيل تحديد التاريخ الدقيق لبدء القيلولة، فمن المُرجح أن تعود هذه الممارسة إلى أوائل الإمبراطورية الرومانية، إلا أنها ترتبط بشكل أكثر شيوعًا بإسبانيا، وتحديداً بعد الحرب الأهلية الإسبانية، حيث كان من الشائع جداً أن يكون للعامل أكثر من وظيفة لإعالة أسرته.

تعني كلمة Siesta 'الساعة السادسة' وقد تم استخدامها للإشارة إلى الفترة الزمنية التي تغلق فيها المتاجر في إسبانيا وغيرها من المناطق ذات المناخ الحار أبوابها لبضع ساعات في فترة ما بعد الظهر، سمح هذا الإغلاق للناس بتناول الطعام والراحة والهروب من الحرارة. 

يمتد يوم العمل النموذجي في إسبانيا من الساعة 9 صباحًا حتى 2 ظهرًا. مع استراحة لمدة ساعتين للقيلولة، ثم يستأنف العمل من الساعة 4 مساءً حتى الساعة 8 مساءً.

فوائد القيلولة

يستخدم مصطلح القيلولة أيضًا بشكل عرضي للإشارة إلى قيلولة بعد الظهر، هناك العديد من الفوائد لدمج القيلولة في روتينك اليومي، قد تساعدك القيلولة القصيرة على الشعور بمزيد من الراحة وإنهاء يوم عملك بقوة.

تقليل ديون النوم

يحتاج معظم البالغين إلى سبع ساعات من النوم على الأقل كل ليلة ومع ذلك، فقد تبين أن أنشطة مثل العمل والتنقل والتواصل الاجتماعي ينخفض إجمالي الوقت الذي يقضيه الأشخاص في النوم، مما يؤدي إلى نقص النوم.

إن ديون النوم هي الفرق بين مقدار النوم الذي يحتاجه الشخص والمقدار الذي يحصل عليه بالفعل، القيلولة هي إحدى الطرق لتقليل ديون النوم وتأثيراتها السلبية. 

تحسين الإدراك والأداء

يُمكن أن تؤثر اضطرابات النوم بشكل مباشر على الصحة العامة، مما يؤثر على القدرة على التعامل مع التوتر، مما يُقلل من الإدراك والذاكرة ، فضلاً عن زيادة الحوادث في العمل والمنزل. 

ثبت أن القيلولة تزيد من قدرة الدماغ على تعزيز الذكريات وتنظيم العواطف بشكل أكثر فعالية، يمكن للقيلولة أيضًا أن تعزز أدائك المعرفي لمدة تصل إلى بضع ساعات بعد القيلولة.

يبدو أن هذه النتائج الإيجابية من القيلولة تعتمد على طول القيلولة. الالتزام بمدة قيلولة تتراوح بين 10 إلى 30 دقيقة، قد تكون أفضل طريقة لضمان جني جميع فوائد القيلولة. 

من المرجح أن تؤدي القيلولة التي تدوم لفترة أطول من 30 دقيقة إلى القصور الذاتي أثناء النوم وهو الشعور بالترنح وتأخر الاستجابة بعد قيلولة طويلة. يختفي القصور الذاتي أثناء النوم بعد فترة من الوقت، وبعد ذلك من المرجح أن تشعر بالأداء المحسن من قيلولتك.

الآثار الضارة للقيلولة

في حين أن هناك أدلة تشير إلى أن القيلولة لفترات قصيرة قد تساعد في الإدراك والذاكرة بشكل عام، إلا أن هذا قد لا يكون صحيحًا بالنسبة لجميع الفئات العمرية.

ترتبط القيلولة المُعتادة الطويلة أثناء النهار بزيادة الالتهاب بين كبار السن. النساء في مُنتصف العمر اللاتي يأخذن قيلولة أطول من ساعة يكون لديهن احتمال متزايد للإصابة بارتفاع ضغط الدم بينما الرجال لا يفعلون ذلك.

قد يكون هناك أيضًا خطر أكبر للإصابة بنوبة قلبية بعد القيلولة الطويلة لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ من مشاكل القلب. 

ويعود هذا الخطر إلى انخفاض ضغط الدم أثناء القيلولة والتي تزداد بسرعة بمجرد الاستيقاظ، مما قد يؤثر على صحة القلب لدى كبار السن. هناك أيضًا أدلة على أن القيلولة لدى كبار السن يمكن أن تزيد من أعراض الاكتئاب .

إذا كان لديك تاريخ من مشاكل القلب أو كنت كبيرًا في السن، فاستشر طبيبك قبل إضافة قيلولة بعد الظهر إلى روتينك.

نصائح لأخذ القيلولة

قد يكون أخذ قيلولة أو قيلولة يومية طريقة مفيدة لإضافة الراحة إلى روتينك اليومي. إذا كنت تتطلع إلى البدء في أخذ قيلولة قوية وقت الغداء، فإليك بعض النصائح:

1- ابحث عن مكان مريح للقيلولة. على الرغم من أن الأريكة قد تكون أكثر ملاءمة، إلا أنك قد تجد أن القيلولة في السرير أكثر راحة وقد تساعدك على النوم بشكل أسرع.

2- تأكد من ضبط المنبه على حوالي 20 دقيقة لجني فوائد قيلولتك دون الشعور بالنعاس أو النعاس.

3- اضبط درجة حرارة غرفة نومك على مستوى مريح قبل ساعات قليلة من قيلولتك.

4- إذا كنت تعاني من الارتجاع الحمضي أو حرقة المعدة، فحاول أن تأخذ قيلولة قبل الغداء بدلًا من بعدها.

5- ابحث عن جلسة تأمل أو موسيقى مريحة تساعدك على النوم بشكل أسرع، خاصةً إذا لم تكن معتادًا على القيلولة أثناء النهار.

مع تحول العديد إلى العمل عن بُعد، أصبح قضاء فترة ما بعد الظهر في المنزل أكثر شيوعًا، بدلاً من العودة إلى العمل مباشرة بعد تناول الطعام كما كنت تفعل عندما تعمل شخصياً، تتاح للعاملين عن بعد الفرصة لقراءة كتاب أو حتى أخذ قيلولة بعد تناول وجبتهم.