حساب الكربوهيدرات ضرورة لإدارة «النوع الأول»


قالت أخصائية التغذية العلاجية نرمين عبدالغفار إن جودة حياة الأطفال المصابين بالسكري ترتبط بعوامل عدة على رأسها التغذية والرياضة والنوم الجيد.

وأضافت: «يُعدّ حساب الكربوهيدرات أمراً ضرورياً لإدارة مرض السكري النوع الأول. بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن يتّبع الأطفال نمط حياة صحياً للمساعدة في الحفاظ على مستويات السكر في الدم وتحسين جودة الحياة».

وتابعت أخصائية التغذية العلاجية: «تُعدّ قلة النوم من العوامل المؤثرة سلباً على التحكم على مستوى السكر في الدم، حيث يؤدي قلة النوم إلى انخفاض حساسية الأنسولين وتراجع القدرة على تنظيم السكر».

وأردفت: «إضافة إلى ذلك، تُعرف ظاهرة الفجر بإفراز الجسم للهرمونات في الصباح، مما قد يتسبب في ارتفاع مستويات السكر، كما تؤثر أيضاً أوقات تناول الطعام على استقرار مستويات السكر في الدم، فتناول وجبات غير منتظمة أو متأخرة، خاصة قبل النوم قد يؤدي إلى ارتفاعات مفاجئة في مستوى السكر».

وأكدت نرمين عبدالغفار أن «قلة شرب الماء والجفاف يؤديان إلى ارتفاع السكر». وحول كمية ونوع الكربوهيدرات المستهلكة، أوضحت أنها «قد تساهم في تقلبات مستوى السكر، ولما كان ذلك، فإنه من الواجب الاهتمام بالعوامل المذكورة أعلاه لتقليل احتمالية حدوث نوبات ارتفاع السكر في الدم، خاصةً لدى الأفراد المصابين بمرض السكري».

ونصحت الأخصائية عبدالغفار باتباع نظام غذائي متوازن يتكون من نصف طبق من الخضروات غير النشوية، وربع طبق من الأطعمة الغنية بالبروتين، والربع الآخر من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات.

وأوضحت أنه «من الأفضل أن تكون هذه الكربوهيدرات المعقدة غنية بالألياف، على سبيل المثال، الحبوب الكاملة كالعيش البني، الكينوا، البرغل، خبز القمح الكامل، وخبز الجاودار، البطاطا الحلوة، والبقوليات كالفاصوليا والعدس.

كما يُستحسن شرب كوب من الماء قبل كل وجبة وبعدها لضمان الحصول على كمية كافية من السوائل طوال اليوم».

وأشارت إلى أن «تناول الوجبات خفيفة بعد -على الأقل- ساعتين من الوجبة الرئيسة، حصة واحدة من الكربوهيدرات مع مصدر بروتين أو الدهون الصحية، مثل شرائح التفاح مع ملعقة كبيرة من زبدة الفول السوداني، أو الزبادي قليل الدسم مع ربع كوب من الجرانولا أو الفواكه المجففة أو التوت.

خيار آخر هو تناول الخضروات غير النشوية مع حصة من الكربوهيدرات، مثل الجزر والخيار مع 1/3 كوب من الحمص، حيث يساعد هذا النظام الغذائي المتوازن في تحسين استقرار مستويات السكر في الدم، مما يسهم في إدارة مرض السكري بشكل أفضل».

وعن النشاط البدني، قالت إنه «يوفر العديد من الفوائد الصحية، إذ تساعد تمارين الأيروبيك (المشي، الجري، ركوب الدراجات أو السباحة) على تحسين حساسية الأنسولين. أما تمارين المقاومة، فهي تساهم في زيادة كتلة العضلات، القوة، وتحسين الوظائف العامة للجسم، بالإضافة إلى تعزيز حساسية الأنسولين وتقليل خطر انخفاض مستويات السكر في الدم أثناء التمرين».

وأكدت أن «أفضل طريقة لتشجيع الأطفال على البقاء نشيطين هي مشاركتهم في الأنشطة التي يحبونها ويستمتعون بها، على سبيل المثال، الرياضة، والسباحة، والرقص، وأنشطة اللعب في الهواء الطلق.

أظهرت الدراسات أن ممارسة الرياضة المنتظمة لمدة 150 دقيقة أسبوعياً تحسن كفاءة الأنسولين وتخفض مستويات السكر في الدم. كما يُنصح تناول وجبة متوازنة قبل التمرين بفترة لا تقل عن ساعتين لضمان إمداد الجسم بالطاقة اللازمة وتفادي حدوث نقص في السكر أثناء الأنشطة البدنية».

وشددت على ضرورة مراقبة مستوى السكر قبل وأثناء وبعد التمرين، إذ قد يؤدي أحياناً إلى انخفاض مستويات السكر في الدم، ومن المهم التخطيط مسبقًا والاستعداد لمعالجة انخفاض السكر إذا لزم الأمر، أثناء التمارين منخفضة الشدة، مثل المشي أو ركوب الدراجة الخفيفة أو البولينغ».

وأوضحت أنه يجب أن تتراوح مستويات السكر في الدم بين 5.5 و6.7 ممول/لتر (100-120 ملغ/ديسيلتر) للحفاظ على استقرار السكر وتقليل خطر انخفاضه.

أما أثناء التمارين متوسطة أو شديدة الشدة، وفقاً للأخصائية عبدالغفار، فيجب أن تتراوح مستويات السكر بين 8.3 و11.1 ممول/لتر (150-200 ملغ/ديسيلتر) لتلبية احتياجات الطاقة ومنع انخفاض السكر.

إذا كانت مستويات السكر في دمك أقل من 100 ملغ/ديسيلتر، من المهم تناول وجبة خفيفة تحتوي على حوالي 15 غراما من الكربوهيدرات من غير جرعة أنسولين، مثل حبة فاكهة، 1/2 كوب سلطة فواكه، 3 حبات تمر أو 1/4 كوب من الفواكه المجففة، خصوصاً إذا كنت ستتمرن لأكثر من نصف ساعة لتجنب الهبوط. بالإضافة إلى ذلك، من المهم شرب الكثير من الماء قبل وأثناء وبعد الرياضة لتجنب الجفاف.

ومن المهم أيضا تناول وجبة متوازنة صحية على الأقل بعد ساعة من الرياضة.

وتُعدّ جودة النوم، بحسب الأخصائية، أمراً بالغ الأهمية للصحة العامة، خاصة للأطفال المصابين بمرض السكري من النوع الأول، حيث تساعد في تنظيم الهرمونات، بما في ذلك الأنسولين.

وقالت: «يحتاج الأطفال عادةً إلى 9 إلى 12 ساعة من النوم كل ليلة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء روتين منتظم لوقت النوم، ويبدأ إفراز هرمون الميلاتونين عادةً بين الساعة 9:00 و10:00 مساءً، ويصل إلى ذروته بين منتصف الليل والساعة 2:00 صباحاً، وهذا الهرمون يلعب دوراً رئيساً في تعزيز الاسترخاء والنوم، حيث يتم إفرازه استجابةً للظلام، ثم تنخفض مستوياته تدريجياً مع اقتراب الصباح».

وتشير الأبحاث إلى أن تناول الوجبات في وقت متأخر، وخاصة الوجبات الغنية بالكربوهيدرات والدهون غير الصحية، قد يؤثر سلباً على إفراز الميلاتونين ووظيفة الأنسولين، مما يزيد من مقاومة الأنسولين ويرتفع مستوى السكر في الدم في الصباح التالي.

لذلك، يُنصح بتناول العشاء في وقت مبكر على الأقل من 2-3 ساعات قبل النوم، لضمان استقرار مستويات السكر في الدم.

وإذا كان من الضروري تناول وجبة خفيفة قبل النوم، يفضل أن تكون حصة واحدة من المنتجات الألبان قليلة الدسم مع ربع كوب من المكسرات أو خضروات غير نشوية، حيث تساعد هذه الأطعمة في الحفاظ على توازن مستويات السكر.

ومن خلال ترسيخ عادات صحية لكل من التغذية، والتمارين الرياضية، والعناية بالنفس منذ الصغر، يطوّر الأطفال المصابون بالسكري روتيناً يمكنهم اتباعه.

يشكّل هذا الأساس دعماً لصحتهم على المدى الطويل ويساعدهم على إدارة حالتهم بشكل أكثر فعالية مع تقدمهم في العمر.