نستيقظ أحيانًا بشعور مفاجئ بأن أجسادنا لم تعد كما كانت، حيث تصير الحركة مرهقة، والخطوة ثقيلة، وكأن في الجسم حملاً لا يرى، هذا الشعور قد يداهمنا دون سابق إنذار، فيربك يومنا ويجعل أبسط المهام عبئًا، وبينما نظنها مجرد سحابة عابرة، تكون وراءها أسباب أعمق تستحق التوقف عندها.

الأعراض

يتجلى ثقل الجسم في مظاهر عديدة، تبدأ بشعور عام بالتعب لا يتناسب مع المجهود المبذول، فالحركة تصبح بطيئة، والمشي يحتاج إلى جهد مضاعف، وقد يصاحب ذلك توتر في العضلات، أو آلام بسيطة لكنها متكررة، لكن البعض يشعر بدوخة عند الوقوف أو فقدان للتوازن، وآخرون يلاحظون أنهم يلهثون عند أقل مجهود.. هذا الثقل لا يكون جسديًا فقط، بل يتسلل إلى التركيز والانتباه أيضًا.

الأسباب

وراء هذا الشعور المفاجئ، قد تتخفى عدة أسباب، منها الإجهاد النفسي والتوتر من أكثر العوامل تأثيرًا، إذ يترك التوتر بصمته على الجسد كما يتركها على الذهن، كذلك، نقص الحديد أو فقر الدم يسبب ضعفًا عامًا وثقلًا في الأطراف، حتى الغدة الدرقية حين تبطئ، يبطؤ معها كل شيء في الجسد، ولا يمكن إغفال السمنة، التي تضغط على المفاصل وتثقل الحركة، كما أن هناك أيضًا مشكلات الدورة الدموية، والالتهابات المزمنة التي تنهك الجسد ببطء، وأحيانًا، يكون السبب دواء نتعاطاه دون أن نعلم أثره الجانبي.

الحلول

أولى خطوات الحل تبدأ من الإنصات للجسد، حيث زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات ضرورية لتحديد السبب الحقيقي، وبعد التشخيص، يمكن العمل على العلاج، سواء كان غذائيًا أو دوائيًا، ويجب تتبع الحركة المنتظمة، حتى لو خفيفة، وتحرر العضلات من كسلها، فالغذاء المتوازن، وخاصة ما يحتوي على الحديد والفيتامينات، يعيد للجسم طاقته، ولا يجب نسيان راحة النفس، فالتوتر عدو خفي يثقل الجسد أكثر من أي مرض، وأخيرًا، مراجعة الأدوية التي نتناولها قد تكشف عن مفتاح الحل.

في النهاية؛ ثقل الجسد ليس عارضًا بسيطًا، بل هو رسالة، قد تكون هذه الرسالة من القلب، أو من العضلات، أو من الروح حتى، المهم أن نقرأها جيدًا، ونرد عليها بعناية وزيارة الطبيب، فالجسد لا يخذلنا، بل نحن من نتجاهل نداءاته حين يطلب الراحة.