تلعب الغدة الدرقية دورًا أساسيًا في تنظيم وظائف الجسم المختلفة، بما في ذلك عمليات التمثيل الغذائي وإنتاج الهرمونات التي تؤثر على صحة الأعضاء والأنظمة الحيوية، وأي خلل في عمل الغدة سواء كان قصورًا أو فرط نشاط، يمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأعراض، من بينها التأثير على رائحة الفم، وقد لا يكون ارتباط الغدة الدرقية برائحة الفم واضحًا للكثيرين لكنه يحدث نتيجة للتغيرات التي تطرأ على الجسم بسبب اضطرابات الغدة.
قصور الغدة الدرقية ورائحة الفم
عندما لا تنتج الغدة الدرقية كميات كافية من الهرمونات يؤدي ذلك إلى تباطؤ عمليات الأيض، مما يؤثر على وظائف الجسم المختلفة بما في ذلك إفراز اللعاب، وانخفاض إنتاج اللعاب يؤدي إلى جفاف الفم، وهي بيئة مثالية لنمو البكتيريا المسببة لرائحة الفم الكريهة، وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن يؤدي قصور الغدة الدرقية إلى تغيرات في الجهاز الهضمي، مثل بطء حركة الأمعاء والإمساك، مما قد يسبب تراكم السموم في الجسم وانبعاث روائح غير مرغوبة من الفم.
فرط نشاط الغدة الدرقية وتأثيره على رائحة الفم
على الجانب الآخر يمكن لفرط نشاط الغدة الدرقية أن يؤثر على التوازن الكيميائي للجسم، مما يؤدي إلى زيادة التعرق وارتفاع درجة حرارة الجسم، وهذا النشاط المفرط قد يسبب جفاف الفم أيضًا، مما يزيد من احتمالية انبعاث روائح كريهة، كما أن بعض المرضى الذين يعانون من فرط نشاط الغدة قد يواجهون اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الإسهال أو ارتجاع الحمض المعدي، وهو أحد الأسباب الرئيسية لرائحة الفم غير المستحبة.
جفاف الفم وعلاقته بالغدة الدرقية
يعتبر جفاف الفم من أكثر العوامل ارتباطًا برائحة الفم الكريهة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الغدة الدرقية، وعندما ينخفض إنتاج اللعاب تقل القدرة على تنظيف الفم والتخلص من بقايا الطعام والبكتيريا، مما يؤدي إلى تراكم البكتيريا اللاهوائية التي تنتج مركبات الكبريت المتطايرة، وهي السبب الرئيسي للرائحة الكريهة، كما أن جفاف الفم قد يزيد من خطر الإصابة بتسوس الأسنان والتهابات اللثة، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
العلاقة بين الأدوية واضطرابات الغدة الدرقية
غالبًا ما يحتاج مرضى الغدة الدرقية إلى تناول أدوية تنظيم الهرمونات، مثل هرمون ليفوثيروكسين في حالات القصور، أو أدوية تثبيط الغدة في حالات الفرط، وبعض هذه الأدوية قد تؤدي إلى جفاف الفم كأحد الآثار الجانبية، مما يزيد احتمالية ظهور رائحة الفم الكريهة، كما أن بعض المرضى قد يعانون من تغيرات في حموضة المعدة نتيجة استخدام هذه الأدوية، مما يساهم في تفاقم المشكلة.
كيفية الحد من رائحة الفم الناتجة عن اضطرابات الغدة الدرقية
للتقليل من تأثير الغدة الدرقية على رائحة الفم ينصح بشرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الفم وتحفيز إنتاج اللعاب، كما يمكن استخدام غسولات الفم المضادة للبكتيريا، وتجنب الأطعمة التي تسبب جفاف الفم، مثل الكافيين والمشروبات الكحولية، والعناية بصحة الفم والأسنان، مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميًا واستخدام خيط الأسنان، يساعد في تقليل تراكم البكتيريا، كما أن مراجعة الطبيب لضبط جرعات الأدوية أو البحث عن بدائل أقل تأثيرًا على الفم قد يكون ضروريًا في بعض الحالات.
