استئصال الغدة الدرقية هو إجراء جراحي يجرى عندما يعاني المريض من اضطرابات تؤثر على وظائفها، مثل الأورام الحميدة أو الخبيثة، أو فرط نشاط الغدة الدرقية غير المستجيب للعلاج الدوائي.
ويؤدي إزالة الغدة الدرقية إلى تغيرات في وظائف الجسم نظرًا لدورها الحيوي في تنظيم عمليات الأيض والطاقة، وتتراوح تأثيرات العملية من تغيرات في مستويات الهرمونات إلى تأثيرات طويلة المدى، تتطلب متابعة طبية مستمرة.
التغيرات الهرمونية بعد استئصال الغدة الدرقية
نظرًا لأن الغدة الدرقية تفرز هرموني "الثيروكسين" (T4) و"ثلاثي يودوثيرونين" (T3) فإن استئصالها يؤدي إلى نقص هذه الهرمونات، مما يؤثر بشكل مباشر على معدل الأيض في الجسم.
ويشعر بعض المرضى بالإرهاق الشديد وزيادة الوزن بسبب انخفاض معدل حرق الدهون والطاقة.
كما يمكن أن تحدث تغيرات في درجة حرارة الجسم، حيث يعاني البعض من الشعور بالبرودة أكثر من المعتاد، بسبب تباطؤ عمليات الأيض.
تأثير استئصال الغدة الدرقية على القلب والجهاز العصبي
بما أن هرمونات الغدة الدرقية تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم معدل ضربات القلب، فإن انخفاض مستوياتها قد يؤدي إلى بطء في النبض والشعور بالإرهاق.
كما قد يشعر المرضى بصعوبة في التركيز وضعف الذاكرة، نظرًا لتأثير نقص الهرمونات على الجهاز العصبي.
ويمكن أن تتطور بعض الأعراض النفسية، مثل القلق والاكتئاب، خاصة في الأشهر الأولى بعد الجراحة حتى يتم تنظيم مستويات الهرمونات البديلة.
تأثير استئصال الغدة الدرقية على الوزن والهضم
يعاني بعض الأشخاص من زيادة في الوزن بعد استئصال الغدة الدرقية نتيجة انخفاض معدل الأيض، مما يؤدي إلى تراكم الدهون بشكل أسرع، كما قد تحدث مشاكل في الهضم، مثل: الإمساك، بسبب تأثير الهرمونات على حركة الأمعاء، ويمكن التحكم بهذه الأعراض من خلال تعديل النظام الغذائي وتناول العلاج التعويضي للهرمونات وفق توجيهات الطبيب.
تأثير استئصال الغدة الدرقية على العظام والعضلات
قد يؤدي نقص هرمونات الغدة الدرقية إلى ضعف العظام وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام بمرور الوقت، خاصة إذا لم يتم تعويض النقص بالهرمونات المناسبة، كما قد يعاني بعض المرضى من ضعف في العضلات أو الشعور بالتشنجات.
وهو ما يتطلب الحرص على تناول الكالسيوم وفيتامين "د" لدعم صحة العظام والعضلات.
كيفية التكيف مع استئصال الغدة الدرقية
يحتاج المرضى بعد الجراحة إلى تناول بدائل الهرمونات الدرقية لتعويض النقص، ويتم ذلك عادة من خلال أقراص "ليفوثيروكسين"، التي تُؤخذ يوميًا لضمان استقرار مستويات الهرمونات في الجسم، ومن الضروري الالتزام بالمراقبة الطبية المنتظمة لضبط الجرعات وفق حاجة الجسم، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني للحفاظ على الصحة العامة وتقليل تأثيرات العملية على الوزن والطاقة.