تعد الفاكهة مصدرًا غنيًا بالفيتامينات، الألياف، ومضادات الأكسدة التي تدعم صحة الجسم، لكن الإفراط في تناولها قد يؤثر سلبًا على بعض الأعضاء خاصة الكبد نظرًا لاحتوائها على الفركتوز وهو نوع من السكر الطبيعي الذي تتم معالجته في الكبد، مما قد يؤدي إلى مشكلات صحية عند استهلاكه بكميات زائدة.
دور الكبد في معالجة الفركتوز
عند تناول الفاكهة، يقوم الكبد بتحويل الفركتوز إلى طاقة أو تخزينه على شكل جليكوجين لاستخدامه لاحقًا، لكن في حالة تناول كميات كبيرة من الفاكهة، يتجاوز الفركتوز احتياجات الجسم، مما يدفع الكبد إلى تحويله إلى دهون، وقد تتراكم هذه الدهون مع مرور الوقت مسببة مشاكل في وظائف الكبد.
زيادة خطر الإصابة بالكبد الدهني
يعد الكبد الدهني غير الكحولي من أبرز المشكلات المرتبطة بزيادة استهلاك الفركتوز، حيث تؤدي تراكمات الدهون في خلايا الكبد إلى التهابات قد تتطور إلى مشاكل صحية خطيرة مثل تليف الكبد، وتشير الأبحاث إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالفركتوز تساهم في زيادة خطر الإصابة بهذه الحالة، خاصة عند تناول الفاكهة بكميات كبيرة إلى جانب السكريات الأخرى.
تأثير الفركتوز على مقاومة الأنسولين
يرتبط الإفراط في تناول الفاكهة بزيادة خطر مقاومة الأنسولين، وهي حالة تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم وتزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، حيث إن ارتفاع مستويات الفركتوز في الجسم يقلل من استجابة الخلايا للأنسولين، مما يؤدي إلى اضطرابات في التمثيل الغذائي ويضع ضغطًا إضافيًا على الكبد.
اضطرابات الجهاز الهضمي وتأثيرها على الكبد
تناول كميات زائدة من الفاكهة قد يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ، الإسهال، وتراكم الغازات بسبب ارتفاع محتواها من الألياف والفركتوز، مما قد يضع عبئًا إضافيًا على الكبد في عملية التمثيل الغذائي، كما أن سوء امتصاص الفركتوز قد يسبب مشاكل هضمية تؤثر على الصحة العامة للكبد والجهاز الهضمي.
التوازن في تناول الفاكهة للحفاظ على صحة الكبد
لا يعني تأثير الفركتوز السلبي أن الفاكهة غير صحية بل إن تناولها بكميات معتدلة وموزعة على مدار اليوم لا يشكل ضررًا على الكبد، حيث يوصى بالاعتماد على أنواع الفاكهة منخفضة الفركتوز مثل التوت، الفراولة، والبرتقال بدلاً من الفواكه الغنية بالفركتوز مثل العنب والمانجو، كما يمكن تقليل التأثير السلبي للفركتوز من خلال تناول الفاكهة الكاملة بدلًا من العصائر نظرًا لاحتوائها على الألياف التي تقلل من سرعة امتصاص السكر في الدم.
