هناك أشخاص يشعرون بانزعاج شديد من بعض الأصوات العادية اليومية، التي تبدو معتادة للآخرين، مثل: صوت مضغ الطعام، نقر القلم، أو حتى صوت التنفس وقد يصل هذا الانزعاج إلى حد التوتر الشديد أو الغضب، مما يؤثر على راحتهم النفسية، هذه الحالة تعرف باسم الميزوفونيا، وهي اضطراب عصبي يرتبط بطريقة استجابة الدماغ للأصوات المحيطة
دور الدماغ والجهاز العصبي في الحساسية تجاه الأصوات
الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الشديدة تجاه الأصوات يمتلكون استجابة دماغية غير طبيعية لبعض الترددات الصوتية إذ يبالغ الدماغ في معالجة هذه الأصوات ويرسل إشارات مبالغ فيها إلى الجهاز العصبي، مما يسبب شعورًا بعدم الارتياح أو حتى الغضب.
وتظهر الأبحاث أن القشرة السمعية في الدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن معالجة الأصوات تتفاعل بشكل مفرط مع بعض المحفزات الصوتية
الارتباط بالتوتر والقلق
غالبًا ما يكون الأشخاص الذين يعانون من القلق أو التوتر أكثر عرضة للإحساس المبالغ فيه بالأصوات، حيث يؤدي الإجهاد المزمن إلى تحفيز الجهاز العصبي وزيادة الحساسية تجاه المحفزات الخارجية، مما يجعل بعض الأصوات تبدو أكثر إزعاجًا مما هي عليه في الواقع.
كما أن بعض الحالات النفسية مثل اضطراب الوسواس القهري واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد تزيد من شدة الاستجابة للأصوات
التأثيرات العاطفية والاجتماعية
يمكن أن تؤثر الميزوفونيا على الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية فقد يشعر الشخص المصاب بالغضب أو التوتر عندما يسمع صوتًا مزعجًا، مما يدفعه إلى تجنب الأماكن العامة أو التواصل مع الآخرين.
وفي بعض الحالات قد تتسبب هذه الحالة في الشعور بالإحراج أو العزلة الاجتماعية، خاصة إذا لم يكن من حوله يدركون سبب ردود أفعاله الشديدة
هل تلعب العوامل الوراثية دورًا؟
تشير بعض الدراسات إلى أن الميزوفونيا قد تكون مرتبطة بعوامل وراثية حيث لوحظ أن بعض العائلات يكون لديها أكثر من فرد يعاني من هذه الحالة، مما يشير إلى احتمال وجود عنصر جيني يؤثر على استجابة الدماغ للأصوات، ومع ذلك.
لا يزال هناك الكثير من الأبحاث المطلوبة لفهم العلاقة بين العوامل الوراثية والميزوفونيا بشكل دقيق
طرق التعامل مع الحساسية الشديدة تجاه الأصوات
يمكن تقليل تأثير الميزوفونيا من خلال بعض التقنيات والاستراتيجيات مثل استخدام سماعات عازلة للصوت، أو تشغيل موسيقى هادئة لتغطية الأصوات المزعجة، كما يمكن اللجوء إلى تقنيات الاسترخاء مثل التأمل وتمارين التنفس العميق للمساعدة في تقليل التوتر وتحسين استجابة الجسم للمحفزات الصوتية.
وفي الحالات الشديدة، قد يكون العلاج السلوكي المعرفي مفيدًا لتدريب الدماغ على التعامل مع الأصوات بشكل أكثر هدوءًا