يعد التسمم من الحالات الطارئة التي قد تهدد الحياة إذا لم يتم التعامل معها بسرعة وفعالية، ويحدث التسمم نتيجة دخول مواد سامة إلى الجسم عبر الطعام، أو الشراب، أو الأدوية، أو حتى استنشاق المواد الكيميائية، وتختلف أعراضه باختلاف نوع المادة السامة، وكمية التعرض، وحالة الشخص الصحية، لذا فإن معرفة الأعراض وطرق الإسعافات الأولية تعتبر أمرًا ضرورية لتجنب المضاعفات الخطيرة.
أعراض التسمم الشائعة
وتختلف أعراض التسمم بناءً على نوع المادة السامة وطريقة دخولها إلى الجسم، لكن هناك بعض العلامات الشائعة التي يمكن ملاحظتها في معظم الحالات، ومن بين هذه الأعراض، تظهر اضطرابات الجهاز الهضمي بشكل واضح، مثل الغثيان، والتقيؤ، والإسهال، وآلام المعدة، وتعد من الأعراض الأكثر شيوعًا خاصة في حالات التسمم الغذائي.
بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني المصاب من مشاكل في الجهاز التنفسي، حيث يشعر بضيق في التنفس، السعال، أو زيادة سرعة التنفس، وتزداد هذه الأعراض سوءًا في حالات التسمم الناتج عن استنشاق المواد الكيميائية.
في حالات التسمم الشديدة، يمكن أن تحدث تغيرات في الوعي، مثل الدوخة، الصداع، الارتباك، وأحيانًا قد يصل الأمر إلى فقدان الوعي، وإلى جانب ذلك، قد يلاحظ المصاب اضطرابات في ضربات القلب، حيث يتسارع أو يبطئ معدل نبضات القلب بسبب تأثير السموم على الدورة الدموية.
كما يمكن أن يطرأ تغيرات في لون الجلد، حيث يصبح الجلد شاحبًا، خاصة في حالات التسمم بأول أكسيد الكربون أو المواد الكيميائية السامة، ويدل ظهور التشنجات أو ارتعاش العضلات على تسمم حاد بالجهاز العصبي، ويعد هذا من الأعراض الخطيرة التي تتطلب تدخلاً فوريًا.
أخيرًا، قد يعاني الشخص من زيادة إفراز اللعاب أو التعرق الشديد، مما يشير إلى التسمم ببعض المواد الكيميائية مثل المبيدات الحشرية، فمعرفة هذه الأعراض تعد أمرًا بالغ الأهمية للتمكن من التعامل مع التسمم بشكل سريع وفعال.
كيفية التعامل الأولي مع التسمم؟
في حال الاشتباه في حدوث تسمم يجب التصرف بسرعة وفقًا لنوع المادة السامة وطريقة دخولها إلى الجسم، إذ تساعد الإسعافات الأولية في تقليل تأثير السموم حتى يتم تلقي الرعاية الطبية المناسبة، فإذا كان التسمم ناتجًا عن تناول مادة سامة، يفضل عدم محاولة إجبار المصاب على التقيؤ إلا إذا أوصى بذلك أحد المختصين، لأن بعض المواد قد تسبب ضررًا أكبر عند خروجها من المعدة.
وفي حال كان التسمم ناتجًا عن استنشاق غازات سامة، مثل أول أكسيد الكربون يجب إخراج المصاب فورًا إلى الهواء الطلق وفتح النوافذ لتهوية المكان مع تجنب التعرض للغاز نفسه، أما إذا كانت المادة السامة قد لامست الجلد أو العين، يجب غسل المنطقة المصابة فورًا بالماء الجاري لمدة 15 دقيقة على الأقل لإزالة آثار المادة وتقليل امتصاصها عبر الجلد.
وإذا كان التسمم ناتجًا عن تناول دواء بجرعة زائدة، يُفضل الاتصال بالطوارئ أو مركز مكافحة السموم للحصول على التعليمات المناسبة، مع محاولة معرفة نوع الدواء والجرعة التي تم تناولها.
وفي حال كان المصاب فاقدًا للوعي أو يعاني من صعوبة في التنفس، يجب الاتصال بالإسعاف فورًا والبدء في الإنعاش القلبي الرئوي إذا لزم الأمر، ويفضل الاحتفاظ بعبوة المادة السامة عند التوجه إلى المستشفى حيث يمكن أن تساعد الأطباء في تحديد العلاج المناسب بسرعة.