تعد نزلات البرد من أكثر الأمراض الشائعة التي تصيب الناس في مختلف الأعمار خاصة في فترات التغيرات الموسمية، وعادة ما يترافق هذا المرض مع أعراض مثل احتقان الأنف، والسعال، والتهاب الحلق، ويعتمد العديد من الأشخاص على الأدوية لتخفيف هذه الأعراض، ومع ذلك هناك بعض الأدوية التي يعتقد الكثيرون أنها مفيدة في علاج نزلات البرد لكن في الواقع لا تقدم أي فائدة كبيرة، ومن المهم معرفة هذه الأدوية لتجنب استخدامها بشكل غير صحيح.
المضادات الحيوية
من أشهر المفاهيم الخاطئة التي يعاني منها الكثير من الأشخاص هو الاعتقاد بأن المضادات الحيوية يمكن أن تعالج نزلات البرد، ولكن في الحقيقة لا تؤثر المضادات الحيوية على الفيروسات التي تسبب نزلات البرد التي عادة ما تكون ناتجة عن عدوى فيروسية.
وتعمل المضادات الحيوية فقط ضد البكتيريا، لذا فإن استخدامها في هذه الحالة لن يؤدي إلا إلى آثار جانبية محتملة دون أي فائدة، والاستخدام غير الضروري للمضادات الحيوية يمكن أن يسهم في زيادة مقاومة البكتيريا للأدوية، مما يجعلها أقل فعالية في المستقبل.
أدوية السعال التي تحتوي على الكودايين
تستخدم بعض أدوية السعال التي تحتوي على الكودايين كمثبطات للسعال، إذ يعتقد أنها تساعد في تقليل السعال المزعج الذي يصاحب نزلات البرد، لكن هذه الأدوية لا تعتبر فعالة بالقدر الكافي في علاج السعال الناجم عن نزلات البرد.
والكودايين هو مركب أفيوني يمكن أن يسبب آثارًا جانبية غير مرغوب فيها مثل الدوخة، والإمساك، وزيادة خطر الإدمان، كما أن السعال الناتج عن نزلة البرد هو عادةً سعال غير مسبب لمشاكل خطيرة وبالتالي فإن استخدام الأدوية التي تحتوي على الكودايين قد لا يكون ضروريًا.
أدوية مضادة للاحتقان تحتوي على السودوإيفيدرين
تستخدم أدوية مضادة للاحتقان مثل السودوإيفيدرين لتخفيف احتقان الأنف الناجم عن نزلات البرد، وعلى الرغم من أن هذه الأدوية قد توفر راحة مؤقتة إلا أن استخدامها لفترات طويلة قد يسبب آثارًا جانبية غير مرغوب فيها مثل زيادة ضغط الدم، والدوخة، واضطرابات في النوم، وأيضًا إذا تم استخدامها بشكل مفرط، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ما يعرف بـ "احتقان الأدوية" حيث يصبح الأنف أكثر احتقانًا بعد التوقف عن استخدامها، ولذلك يعتبر استخدامها بحذر مهمًا، ولا ينصح به لفترات طويلة.
أدوية مضادة للهيستامين لعلاج البرد
تستخدم بعض الأدوية التي تحتوي على مضادات الهيستامين في علاج الأعراض المرتبطة بنزلات البرد مثل سيلان الأنف والعطس، ومع ذلك فإن هذه الأدوية قد لا تكون فعالة بشكل كبير في علاج نزلات البرد، وقد تتسبب في آثار جانبية مثل النعاس وجفاف الفم، وبالرغم من أن مضادات الهيستامين قد تساعد في تقليل الأعراض المزعجة إلا أنها لا تعالج الفيروسات المسببة للبرد ولا تسهم في تسريع الشفاء.
أدوية مسكنة للألم لا تحتوي على مواد مضادة للفيروسات
على الرغم من أن مسكنات الألم مثل الباراسيتامول (أسيتامينوفين) أو الإيبوبروفين يمكن أن تخفف من بعض الأعراض المصاحبة لنزلات البرد مثل الحمى وآلام الجسم، إلا أنها لا تؤثر بشكل مباشر على الفيروسات التي تسبب نزلات البرد، وهذه الأدوية قد توفر راحة مؤقتة، ولكنها لا تعالج السبب الجذري للمرض مما يعني أن الشخص سيظل يعاني من الأعراض حتى يمر الوقت ويشفى الجسم بشكل طبيعي، ومن المهم أن يفهم الشخص أن هذه الأدوية ليست علاجًا شافيًا لنزلات البرد.