الحرة
في منصبه الذي انتهى لتوه كرئيس لقيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي، كان الميجر جنرال، أوري غوردين، مسؤولا عن تعزيز شبكة من أنظمة الإنذار المبكر والملاجئ في حالة الهجمات الصاروخية. ربما كان هذا هو التحضير المثالي لمهمته الجديدة.
من المقرر أن يتولى غوردين قريبا قيادة المنطقة الشمالية - ما يضعه في طليعة الجهود الإسرائيلية لاحتواء أي تصعيد مع حزب الله، وفقا لأسوشيتد برس.
وفي وقت تتصاعد فيه التوترات، يعتقد أن الجماعة اللبنانية المسلحة تمتلك عشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف القادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل.
وبالنسبة إلى غوردين، فإن دوره الجديد هو التأكد من أن أي قتال في المستقبل "لن يصل إلى الجبهة المدنية".
وفي مقابلة مع الأسوشيتد برس، قال غوردين إنه "لا شك" في أن إسرائيل لا تزال هي الجانب الأقوى. لكنه قال إن حزب الله رغم ذلك هو عدو قوي.
وأضاف "يمكنه أن يحدث بعض الأضرار الكبيرة، يتعين علي قول ذلك".
وتعتبر القيادة الشمالية واحدة من أكثر المهام المرموقة - والصعبة - في الجيش الإسرائيلي. فهي لا تشمل الحدود المتوترة مع لبنان فحسب، بل تشمل أيضا مجموعة من القوات الإيرانية والمدعومة من إيران في سوريا المجاورة.
يتولى غوردين، وهو قائد كوماندوز سابق وخريج جامعة هارفارد، المنصب في وقت مليء بالتحديات.
هدد حزب الله، على مدى أشهر، بضرب منصات الغاز الطبيعي الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط بينما تجري إسرائيل والحكومة اللبنانية مفاوضات بوساطة أميركية بشأن حدودهما البحرية المتنازع عليها. في يوليو الماضي، أسقطت إسرائيل ثلاث طائرات استطلاع مسيرة أطلقها حزب الله باتجاه حقل للغاز.
ووصف غوردين ترسانة حزب الله، التي يعتقد الآن أنها تحتوي على صواريخ متطورة دقيقة التوجيه، بأنها صعبة الفهم.
فيما يستطيع مسلحو غزة الآن إطلاق حوالي 400 صاروخ في اليوم على إسرائيل خلال قتال عنيف، قال إنه يعتقد أن حزب الله قادر على إطلاق عشرة أضعاف هذا العدد.
حتى مع اعتراض الدفاعات الجوية الإسرائيلية أكثر من 90 في المئة من الصواريخ، يقدر الجيش الإسرائيلي أن ما يصل إلى 7000 صاروخ سيضرب مناطق مبنية في حرب مستقبلية تمتد لعدة أسابيع.
وهنا يأتي دور قيادة الجبهة الداخلية، بحسب الوكالة.
وتأسست قيادة الجبهة الداخلية في أعقاب هجمات صواريخ سكود العراقية على إسرائيل خلال حرب الخليج عام 1991، وتعمل كقوة دفاع مدني إسرائيلية. وتساعد في الحفاظ على شبكة إسرائيل من الملاجئ ضد القنابل وصفارات الإنذار من الغارات الجوية، ويتم تدريب عناصرها على مساعدة المدنيين أثناء الحروب والكوارث الطبيعية. تحت قيادة غوردين، لعبت أيضا دورا رئيسيا خلال جائحة كورونا من خلال برنامج تتبع المخالطين واسع النطاق.
خلال تصعيد استمر ثلاثة أيام في أوائل أغسطس الماضي، أطلقت حركة الجهاد الإسلامي في غزة أكثر من 1000 صاروخ على إسرائيل. لكن لم يسقط قتلى أو تحدث إصابات خطيرة في الجانب الإسرائيلي. وقتل نحو 49 فلسطينيا بينهم ما لا يقل عن 12 مسلحا.
قال غوردين إن نظام الدفاع الصاروخي القبة الحديدية لعب دورا رئيسيا في تقليل الخسائر الإسرائيلية. كما أشار إلى أن حركة حماس المسلحة الأكثر قوة ظلت على الهامش. لكنه قال إن التقدم في قيادة الجبهة الداخلية أساسي للحفاظ على سلامة الناس.
في السنوات الأخيرة، حسنت إسرائيل بشكل كبير قدرتها على رصد إطلاق الصواريخ والتنبؤ بمكان سقوطها بدقة كبيرة، مثل حي معين في مدينة كبيرة.
كما طورت أيضا تطبيقا رائجا للهواتف المحمولة ينبه المستخدمين بنيران الصواريخ الواردة بناء على مواقعهم. قال غوردين إن التطبيق يعمل في كل مكان، بما في ذلك المناطق النائية التي لا تحتوي على صفارات إنذار.
كما قال إنه ومن المفارقات أن أزمة فيروس كورونا عززت قيادته من خلال زيادة تعاون الجيش مع السلطات المحلية.
مركز قيادة هذا التطبيق الآن هو غرفة لتبادل المعلومات المستقاة من السلطات العسكرية والمحلية. ومن خلال مجموعة من الشاشات الكبيرة يتم تتبع عمليات إطلاق الصواريخ واعتراضها وهبوطها في الوقت الفعلي. يمكن أن تظهر نقرة زر مواقع كل سيارة شرطة أو سيارة إسعاف أو سيارة إطفاء في الدولة، جنبا إلى جنب مع خرائط "ويز" التي تعرض أنماط حركة المرور على الصعيد الوطني.
قال غوردين إن هذا النظام المتكامل يوفر أداة قوية للسلطات لتنسيق عملها والتواصل مع الجمهور.
وأضاف "لا يمكنك خوض حرب بدون تعاون السكان الذين يعيشون في نفس المنطقة (...) كل هذه الأشياء تعتمد على قدرتنا على التعاون مع السكان المدنيين".