الأمل الوحيد لإنقاذ من يخوضون الجولة الأخيرة بصراعهم مع الموت في الغاطسة "تيتان" المنقطعة بها السبل منذ الأحد الماضي، هو غطاس فرنسي روبوتي الطراز، يسمونه Victor 6000 الموصوف بأنه القادر الوحيد في العالم على النزول غطسا إلى حيث تعطلت Titan قرب حطام "تايتنيك" الغريق عند عمق 3800 متر تحت مياه المحيط الأطلسي، وانتشالها من حيث انقطع بها الاتصال.
وبإمكان "فيكتور 6000" البالغ وزنه 4 أطنان، وسرعة غوصه 1.5 عقدة، أي 2778 مترا بالساعة، النزول إلى 20000 قدم غطسا تحت المياه، تعادل 6000 متر، وهو يحتاج إلى 4 ساعات للوصول إلى Titan البالغ طولها 6.7 أمتار، ثم الصعود بها إلى سطح الماء ليتنفس ركابها الخمسة الهواء طبيعيا، في وقت لم يعد لديهم من الأكسجين إلا ما يكفي للعاشرة صباح الخميس بالتوقيت الأميركي الشرقي، وفقا للوارد بتقرير نشرته اليوم صحيفة "التايمز" البريطانية.
وكان الغاطس الفرنسي الشهير وصل أمس الأربعاء على متن سفينة L’Atalante العامل عليها من يقومون بتشغيله عن بعد، والتي قرأت "العربية.نت" بسيرتها أنها تخص "معهد الأبحاث الفرنسي لاستغلال البحار" المعروف بأحرف FREMER اختصارا لاسمه الطويل، وستقوم فجر الخميس بالتوقيت الأميركي، بإنزال "فيكتور 6000" إلى مياه المنطقة التي رصدت طائرات كندية الثلاثاء الماضي أصوات "قرقعة" تصدر منها، في أول وآخر محاولة جدية لإنقاذ المهددين بالهلاك اختناقا، اليوم بالذات.
الوقت أصبح ضيقا
وما سيقوم به "فيكتور6000" عبر تشغيله من 25 خبيرا على متن السفينة الأم L’Atalante هو تحريك أذرعه ومد كابلات لربط الغاطسة "تيتان" البالغ وزنها أكثر من 10 أطنان، بحيث يتم سحبها من سفينة على السطح، وإخراج الأسرى فيها.
والذي يتضح من تغطية الإعلام الغربي لمأزق الغواصة، أن الوقت أصبح ضيقا إلى درجة أنه لا يسمح إلا لعملية إنقاذ واحدة، هي الأولى والأخيرة عبر "فكتور 6000"على الأقل، وهو ما يمكن استنتاجه أيضا مما قاله الملازم Jamie Frederick من خفر السواحل الأميركي، حين قال في مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء الماضي إن مهمة البحث الدولية ستستمر لمدة 48 ساعة أخرى "لأن هذه مهمة بحث وإنقاذ 100% وعندما تكون في منتصف عملية من هذا النوع يكون لديك أمل دائما"، وأضاف أن نشر الفرق الفرنسية سيتم فور وصولها.
وأعلن الملازم أن 5 سفن وطائرات متنوعة تقوم بتمشيط منطقة من المحيط الأطلسي مساحتها 16 ألف كيلومتر مربع، وتوقع وصول 5 سفن أخرى خلال اليومين المقبلين، بينها وصول الفرنسية L’Atalante إلى الموقع حوالي منتصف ليل الأربعاء بالتوقيت الأميركي، وعلى متنها الغطاس الروبوتي.