الحرة
حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن المساعدات الغذائية المقدمة لـ 1.4 مليون شخص في تشاد تواجه "توقفاً وشيكاً" بسبب عدم توفر الأموال، وذلك مع الوقت الذي تشهد فيه البلاد تدفقاً للاجئين من القتال في إقليم دارفور بالسودان.
وقالت الوكالة إن "نقص التمويل وزيادة الاحتياجات الإنسانية يعني أن برنامج الأغذية العالمي سيضطر إلى وقف المساعدات الغذائية لملايين النازحين واللاجئين في نيجيريا، وجمهورية أفريقيا الوسطى، والكاميرون، اعتبارا من ديسمبر المقبل".
وأوضح برنامج الأغذية العالمي في بيان، أنه "اعتبارا من يناير، سيتم تمديد التعليق ليشمل تشاد، وهو قرار قاس سيؤثر على الوافدين الجدد من السودان، الذين لن يحصلوا على الغذاء أثناء فرارهم عبر الحدود".
وكان قد عبر ما يقرب من نصف مليون سوداني إلى تشاد منذ أن أدى الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الدائر منذ منتصف أبريل الماضي، إلى دخول البلاد في حرب أهلية.
وأكثر من 90 بالمئة من هؤلاء اللاجئين ليس لديهم بالفعل ما يكفي من الطعام، وفقاً لتقييم حديث، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وقد فر معظمهم من إقليم غرب دارفور، وهي منطقة شهدت العديد من المذابح العرقية وجرائم الاغتصاب وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان.
وهذا الشهر، قتلت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ما لا يقل عن 1000 شخص من مجتمع المساليت في قرية أردماتا بغرب دارفور، مما أثار تحذيرات من تكرار الإبادة الجماعية التي وقعت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وفق الصحيفة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن "التقارير تفيد بأن أعمال العنف يُزعم أنها ارتُكبت من جماعات ميليشيا عربية بتواطؤ محتمل من قبل قوات الدعم السريع، في الفترة ما بين 4 و6 نوفمبر".
وأضاف، في مؤتمر صحفي، أن تلك الأعمال "تضمنت القتل المستهدف لرجال ونساء من المساليت، والمعاملة اللاإنسانية والمهينة، والطرد القسري لمجتمعات المساليت، الذين كانوا يلتمسون الأمان سابقا داخل حي أردمتا بالجنينة والمناطق المحيطة".
وأشار دوجاريك أيضا إلى التقارير التي تفيد بأن "أعضاء في ميليشيات المساليت استهدفوا بعض أفراد المجتمع العربي في الجنينة".
وشدد على أن هذه التطورات "تشير للأسف إلى تصاعد التوترات العرقية والصراعات القبلية في السودان".
"أزمة منسية"
وفي نفس السياق، قال المدير لبرنامج الأغذية العالمي في تشاد، بيير أونورات: "لقد تفاقمت هذه الأزمة المنسية، بينما تتجه أنظار العالم نحو حالات الطوارئ الأخرى".
وتابع: "عدد سكان دارفور الذين فروا إلى تشاد في الأشهر الستة الماضية أكبر مما كان عليه في السنوات العشرين الماضية. لا يمكننا أن نترك العالم يقف مكتوف الأيدي ونسمح لعملياتنا المنقذة للحياة بالتوقف".
ويعاني مئات الآلاف من مواطني تشاد أيضًا من الجوع، بسبب آثار أزمة المناخ والتوترات بين الطوائف وارتفاع أسعار الغذاء والوقود.
وحذر هونورات من أن قطع المساعدات الغذائية سيؤدي إلى "إلغاء سنوات من العمل في مكافحة الجوع، ويمهد الطريق لأزمات التغذية وأزمات عدم الاستقرار وأزمات النزوح".
ويحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 185 مليون دولار لمواصلة إطعام الناس في تشاد لمدة 6 أشهر أخرى، فيما تواجه هذه الوكالة الدولية أزمة تمويل عالمية، أجبرتها على خفض حصصها الغذائية وتقليص عملياتها في بلدان متعددة.
وقد بدأ تمويل برنامج الأغذية ينضب مع تزايد الدعوات للحصول على مساعدات عالمية.
وفي عام 2022، ارتفعت أعداد المحتاجين إلى المساعدات بنسبة الثلث تقريبًا، لتصل إلى 407 ملايين شخص، وهو رقم قياسي، وفقًا لمنظمة "Development Initiatives"، وهي شركة استشارية للبيانات.