يوما تلو آخر، تتحول ضغوط عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة إلى حبل يلتف حول رقبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
إذ تواصل العائلات تصعيدها، تزامنا مع تزايد التقارير عن وصول المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس إلى طريق مسدود، وكذلك مع حلول عيد الفصح اليهودي يوم الإثنين.
ومؤخرا، حملت العائلات شعار أن التوصل إلى اتفاق ممكن، لو أبدت الحكومة الإسرائيلية المرونة المطلوبة في المفاوضات.
العقبة في نتنياهو؟
وتعتقد العائلات أن نتنياهو يمنع التوصل إلى اتفاق، في محاولة لإطالة أمد الحرب، وبالتالي مزيد من الاستمرار السياسي له ولحكومته، في وقت يطالب ذوو المحتجزين برحيله.
وبمرور أكثر من 6 أشهر على الحرب في غزة دون إعادة الرهائن بشكل كامل، فإن العائلات باتت لا تقتنع بحديث نتنياهو عن أن التصعيد في المواجهات العسكرية يعيد ذويهم.
ومساء أمس الجمعة، أغلق عدد من أفراد عائلات الرهائن طريقا رئيسيا بين القدس الغربية وتل أبيب، للاحتجاج على عدم التحرك في المفاوضات، كما تعود العائلات إلى الشوارع، مساء اليوم السبت، للمزيد من الاحتجاجات.
وقال المحلل العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هارئيل إن حماس نقلت ردها على الاقتراح الأخير لصفقة الرهائن الذي طرحه الوسطاء هذا الأسبوع، حيث تشير التقارير إلى أن الحركة لا تزال متمسكة بمطالب صارمة، بل وأكثر صرامة من ذي قبل.
وأضاف، في تحليل تابعته "العين الإخبارية"، أن هذا، ظاهريا، دليل على أن عائلات الرهائن تسيء بشكل غير مبرر إلى القائد، بدعوى عدم محاولته إعادة أبنائهم وبناتهم.
ويستدرك قائلا: "لكن من الناحية العملية، ساهم رئيس الوزراء في الوصول إلى الطريق المسدود، ولأكثر من شهرين، قيد مجال المناورة أمام مفاوضيه، وعندما حان الوقت لإحراز تقدم، لم يفعل ذلك".
وعود فارغة
تبقى إحدى الأوراق المحتملة هي تصعيد الضغط العسكري، حيث يؤكد المحلل العسكري أنه في هذه اللحظة، لا يحدث أبعد من وعود نتنياهو الفارغة بأن إسرائيل على بعد خطوة من تحقيق النصر الكامل، بما في ذلك خطة احتلال رفح، التي لا تزال تمضي قدما بخمول.
واستذكر في هذا الصدد ما قاله اللواء (احتياط) عاموس يادلين، للقناة 12 الإخبارية يوم الأربعاء الماضي، من أنه إذا كان أي شخص يعتقد أن الضغط العسكري سيعيد الرهائن، فعليه أن يطبقه، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فيجب على إسرائيل أن تتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب.
وقال هارئيل: "ما يبدو الآن وكأنه رصاصة الرحمة على احتمالات إنقاذ الرهائن، يثير اليأس بين العائلات، التي نظم معظمها احتجاجات مهذبة ضد التخلي عن أحبائهم".
وأضاف أن الخطاب ضد نتنياهو في اليسار يتصاعد، ولا يمكن استبعاد أن أحد الوالدين الثكالى أو والد الرهينة سيؤذي نفسه في الأماكن العامة، أو يحاول إيذاء شخصية كبيرة في الحكومة، مشددا على أن "اليأس غامر بما فيه الكفاية لذلك".
وبالمقابل فإن تصريحات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش ضد الاتفاق تتصاعد، إذ يهددان بأنه في حال التوصل إلى اتفاق، فإنهما سيسقطان الحكومة، ولكن زعيم المعارضة يائير لابيد تعهد مرارا بمنح الحكومة شبكة أمان في الكنيست حال التوصل إلى اتفاق.