واشنطن - نشأت الإمام

قضت المحكمة الاتحادية في الإسكندريّة بولاية فرجينيا الأمريكية بسجن بول مانافورت، المدير السابق لحملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانتخابية، 47 شهراً بعد إدانته بالاحتيال الضريبي والمصرفي.

وأدين مانافورت بإخفاء ملايين من الدولارات حصل عليها نظير تقديم استشارات سياسية في أوكرانيا.

ويعتبر الحكم الصادر بحقّ مانافورت، أقلّ بكثير من توصيات وزارة العدل الأمريكيّة، التي اقترحت على القاضي أن يفرض عليه عقوبةً بالسجن تتراوح بين 19 و24 عاماً.

وبول مانافورت هو أول مسؤول يوجه إليه اتهام في إطار التحقيقات حول التدخل الروسي في الانتخابات.

كما أنه متهم بتزوير معلومات قدمها إلى مصارف للحصول على قروض.

وكُشف عن هذه الوقائع خلال التحقيقات التي يجريها المدعي الخاص روبرت مولر حول تواطؤ محتمل بين حملة ترامب وروسيا التي لطالما نفت مثل هذه الأمور.

تحقيقات أدانها مجددا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ قال في تغريدة له على تويتر: "أين التواطؤ؟ اخترعوا جنحة لا أساس لها تسمى التواطؤ"، واصفا المحققين الذين يعملون تحت إمرة روبرت مولر بأنهم من "الرعاع الديمقراطيين".

وردا على سؤال عما إذا كان سيعفو عن مدير حملته الانتخابية السابق، في حال إدانته، أجاب ترامب: "مانافورت عمل لحسابي لفترة قصيرة جدا. لكن أتعلمون؟ إنه شخص جيد جدا".

وتابع "أعتقد أن ما فعلوه مع بول مانافورت محزن جدا".

وتحدث مانافورت أمام المحكمة قبل النطق بالحكم، وطلب التعاطف معه. وقال مانافورت للقاضي، "كان العامان الماضيان من أصعب السنوات بالنسبة لعائلتي ولي". وأضاف، "إن القول بأنني أشعر بالإهانة والخجل".

وقال القاضي إيليس إن "مانافورت ارتكب جرائم خطيرة". كما طلب القاضي من مانافورت دفع تعويضات تتراوح بين 6 و25 مليون دولار، وغرامة مالية قدرها 50 ألف دولار.

ومن المقرر أن يصدر حكم قضائي بحق مانافورت في قضية أخرى الأسبوع المقبل.

ويعد مانافورت أحد سبعة شركاء أو مستشارين سابقين لترامب اتُهموا في إطار التحقيق الذي يجريه المدعي الخاص روبرت مولر حول تواطؤ محتمل بين حملة ترامب وروسيا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2016.

وشغل مانافورت منصب رئيس حملة ترامب لمدة شهرين، وأصبح هدفا للمحققين بعد أن تبين أنه كان من بين مسؤولي حملة ترامب، الذين حضروا اجتماعا في يونيو 2016 في برج ترامب بنيويورك مع الروس الذين تردد أنهم شوهوا سمعة منافسة ترامب، هيلاري كلينتون، رغم أن التهم التي حكم عليه بسببها لا ترتبط بعمله في حملة ترامب أو التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات.

وقد يواجه مانافورت حكماً بعشرة أعوام إضافية بالسجن عندما يصدر حكم ضده في 13 مارس في واشنطن في اتهامات بالتآمر تتعلق بعمله مع الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش وحزبه الموالي لروسيا في الفترة من 2005 إلى 2014. وتصرف مانافورت بشكل غير قانوني لصالح يانوكوفيتش، وفقا للادعاء، وحصل على ملايين الدولارات وقام بتبييضها عبر عدد من الدول ولم يسدد ضرائب عليها.

ووُجهت التهم إلى مانافورت على خلفية التحقيق في المزاعم بشأن علاقة روسيا بحملة ترامب خلال الانتخابات الرئاسية عام 2016.

ويُعتقد أن المحقق الخاص، روبرت مولر، على وشك الانتهاء من تحقيق استغرق قرابة 22 شهرا، وخيم بظلاله على رئاسة ترامب.

ومانافورت هو أول مساعد سابق لترامب يلقى القبض عليه في إطار تحقيقات مولر في أكتوبر 2017.