(بوابة العين الإخبارية): اعتبر سعيد قاسمي نجاد الخبير المتخصص بالشؤون الإيرانية لدى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات التي تتخذ من واشنطن مقرا لها أن صبر الولايات المتحدة الاستراتيجي ضد ما وصفه بالإرهاب الإيراني قد وصل إلى نهايته.

ودلل نجاد في تحليل نشرته إذاعة "فردا" الناطقة بالفارسية من التشيك عبر موقعها الإلكتروني على صحة وجهة نظره باستهداف أمريكا قائد فيلق القدس قاسم سليماني وأبومهدي المهندس نائب قائد مليشيا الحشد الشعبي وعدد من جنرالات مليشيا الحرس الثوري الإيراني قرب مطار بغداد في العراق، فجر الجمعة الماضي. وأشار إلى أن مقتل سليماني ورفاقه كان بمثابة "صدمة" للنظام الإيراني برمته، وفق قوله.

وأوضح التحليل أن أمريكا نجحت في رصد تحركات سليماني خلال السنوات الأخيرة غير أنها لم تسعى إلى التخلص منه سوى قبل عدة أيام، ما يعني أن الولايات المتحدة بصدد تغيير أسلوب تعاطيها مع التهديدات الإيرانية.

وتطرق قاسمي نجاد إلى أن الضربة الأمريكية ستسفر على المدى القصير عن ضعف تأثير فيلق القدس ذراع مليشيا الحرس الثوري الإيراني خارج الحدود، حيث لن يتمكن قائده الجديد إسماعيل قاآني من ملء فراغ سلفه قاسم سليماني الذي نسجت أساطير شعبية حول أنشطته العسكرية إقليميا، فضلا عن عن إدارته شبكة واسعة من المليشيات الموالية لإيران في عدد من دول المنطقة خلال العقود الماضية.

النقطة الأهم من وجهة نظر مستشار مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات تنحصر في أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وضع نهاية على ما يبدو لسياسة الاسترضاء مع الإرهاب الإيراني إقليميا منذ 40 عاما، لاسيما بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.

وأكد الخبير المتخصص في الشؤون الإيرانية أن ملامح السياسة الجديدة لترامب تجاه إيران في الفترة المقبلة تتمثل في التعامل الممنهج مع إرهاب نظام طهران بالمنطقة، مثلما تعاملت أمريكا مع التنظيمات الإرهابية على مدار العقدين الماضيين بعد هجمات سبتمبر.

واختتم الخبير بالشأن الإيراني بالقول إن التعامل الأمريكي آنذاك شكل مرحلة جديدة بالنسبة لهذه التنظيمات الإرهابية، وهو ما سيمثل تحولاً من حيث التداعيات المتوقعة للنظام الديني المسيطر على الحكم في إيران.

ورجح نجاد أن تؤدي سياسة واشنطن الجديدة تجاه طهران في عودة الأخيرة إلى داخل حدودها مرة أخرى، لكنه لفت إلى أن هذا الأمر من السابق لأوانه الحكم علىه حاليا.

ويتصاعد القلق الدولي من الوضع الأمني في العراق والمنطقة بعد مقتل قاسم سليماني في بغداد، في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار، ما دفع عدة دول غربية لتحذير رعاياها من السفر إلى العراق، كما سحبت شركات نفط موظفيها الأمريكيين من البلاد خشية ردود فعل انتقامية.

وفجر الجمعة، أمر ترامب بتنفيذ ضربة استهدفت سليماني لردع خطط هجمات إيرانية على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وسط معلومات عن تطوير فيلق القدس مخططات لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين في العراق والمنطقة.