واشنطن - (العربية نت): أدان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أعمال العنف التي طالت مؤخراً المتظاهرين في النجف على يد الميليشيات. ودعا إلى السماح "للمحتجين السلميين ضد النفوذ الإيراني بالتظاهر"، مطالباً الحكومة العراقية بتقديم قتلة المتظاهرين إلى العدالة.

وكتب في تغريدة على حسابه في "تويتر" فجر الجمعة، "ندين بشدة العنف في النجف. يجب السماح للمتظاهرين السلميين بالتظاهر من أجل حكومة خالية من النفوذ الإيراني دون مواجهة الموت والعنف. يجب على الحكومة تقديم القتلة إلى العدالة".

أتى هذا الموقف بعد أن شهدت محافظة النجف خلال اليومين الماضيين قمعاً للمحتجين على يد مناصرين لمقتدى الصدر، حيث تم حرق خيم المتظاهرين في ساحة الصدرين، وإطلاق الرصاص الحي عليهم، ما أدى إلى مصرع 8 أشخاص وإصابة 158 آخرين بجروح.

وكان رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد توفيق علاوي، الذي كلف الأسبوع الماضي بتشكيل حكومة جديدة، قد ندد بالعنف وطالب، مجلس الوزراء المنتهية ولايته والذي يقوم بتصريف الأعمال حالياً "بحماية المحتجين".

يذكر أن مواقف الصدر تنقلت وتضاربت خلال الفترة الماضية، فقد أعلن في البداية وقوفه إلى جانب المحتجين العراقيين المطالبين بإبعاد النخبة الحاكمة بأكملها، إلا أنه عاد لاحقاً ودعا أنصاره إلى الخروج من ساحات التظاهر، ثم عاد وطلب منهم النزول مجدداً، لينتهي أخيراً بدعوتهم إلى مؤازرة القوى الأمنية ومساعدتها في فتح الطرقات بعد اعتداء أصحاب القبعات الزرقاء "أنصار الصدر من ميليشيات سرايا السلام" على المتظاهرين في عدد من المناطق، وذلك على خلفية تأييده لتكليف محمد علاوي رئاسة الوزراء، وهو ما رفضه الحراك العراقي.

ويشهد العراق منذ الأول من أكتوبر احتجاجات حاشدة، انطلقت للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ومكافحة البطالة والفساد، لتتحول لاحقاً إلى مطالب سياسية، تنادي بتشكيل حكومة مستقلة بعيداً عن المحاصصة الحزبية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة ومحاسبة قتلة المتظاهرين.

وتخللت تلك الاحتجاجات محطات عنيفة أدت إلى استشهاد أكثر من 500 متظاهر بحسب آخر حصيلة أعلنت عنها قبل أيام مفوضية حقوق الإنسان. إذ أعلنت المفوضية مساء الأحد الماضي أن عدد شهداء التظاهرات بلغ 556 شهيداً.