واشنطن - (وكالات): طردت إيران فريقاً تابعاً لمنظمة أطباء بلا حدود قدم للمساعدة في جهود مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، وذلك بعد ضغوط مارسها متشددون ووسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري متهمين المنظمة بأنها "خاضعة للمشروع الأمريكي".

وأرسلت المنظمة غير الربحية ومقرها باريس، الأحد الماضي شحنة من المساعدات الطبية إلى إيران، بما في ذلك مستشفى ميداني قابل للنفخ وأدوية وأقنعة وملابس واقية.

وقالت إنها تعمل على إنشاء وحدة علاج في أصفهان في إيران لعلاج المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد ممن هم بحالة حرجة.

تم شحن وحدة العلاج المكونة من 50 سريرا قابلا للنفخ عن طريق الجو من المركز اللوجستي لمنظمة أطباء بلا حدود في بوردو، فرنسا، على أن يتولى فريق طوارئ تابع لها، ومكوّن من تسعة أطباء واختصاصيين بالطوارئ والعناية المركزة وموظفين لوجستيين، إدارة الوحدة.

لكن إرسال "أطباء بلا حدود" لهذه المساعدات لقي اعتراضات من بعض المتشددين ووسائل الإعلام المقربة من "الحرس الثوري".

فقد انتقد حسين شريعت مداري، ممثل المرشد الأعلى للنظام الإيراني في صحيفة "كيهان"، حضور هذه المنظمة إلى إيران.

وقال شريعت مداري لوكالة أنباء فارس إن "الولايات المتحدة تعرف أنه لا مكان لها في إيران ووجودها مستحيل، ولكن ألم تكن فرنسا مرتبطة دائما بالمؤامرات الأمريكية ضد إيران الإسلامية؟ ألم يذكر ماكرون صراحة أنه يدعم جميع المشاريع الأمريكية ضد بلدنا؟".

يشار إلى أن "أطباء بلا حدود" هي منظمة غير حكومية ومقرها في فرنسا، ولديها فروع في عدة دول حول العالم.

وكتب مستشار وزير الصحة الإيراني علي رضا وهاب زاده على صفحته في تويتر "إننا نشكر منظمة أطباء بلا حدود، مع تنفيذ مشروع التعبئة الوطنية ضد فيروس كورونا، والاستفادة من إمكانات القوات المسلحة، حاليا لسنا بحاجة إلى إقامة مستشفى ميداني من الخارج، وبالتالي هذا الوجود غير موضوعي".

ويأتي رفض المساعدات من قبل "أطباء بلا حدود" بالتزامن مع مزاعم مسؤولين إيرانيين خلال الأيام الماضية، أن سبب تفشي فيروس كورونا المستجد بشكل كبير في جميع أنحاء البلاد، بسبب فشلهم في الحصول على اختبارات الفيروس نتيجة العقوبات الأمريكية على طهران.

وكان وزير الخارجية​ الأمريكي مايك بومبيو أعلن الاثنين أن المساعدات الإنسانية لإيران لا تخضع للعقوبات، وأن أمريكا مستعدة لتقديمها.

وأكد بومبيو أنه بينما يطلب المسؤولون الإيرانيون المزيد من التمويل من المهم الإشارة إلى أنه ومنذ العام 2012 صرفت إيران أكثر من 16 مليار دولار على الإرهاب في الخارج واستخدمت رفع العقوبات في الاتفاق النووي لملء خزنات وكلائها.

وكشف أن مسؤولي النظام الإيراني سرقوا أكثر من مليار يورو كانت مخصصة للإمدادات الطبية وواصلوا تخزين الأقنعة الواقية والقفازات ومعدات طبية أخرى بأمس الحاجة إليها لبيعها في السوق السوداء.

يشار إلى أن إيران من بين أكثر الدول تضررا بـ (كوفيد 19) إلى جانب إيطاليا وإسبانيا والصين والولايات المتحدة، حيث تجاوز عدد الإصابات 24811 حالة، بينما تجاوزت الوفيات 1934.