د. لمياء الأشقر
على الرغم من كلّ ما يشهده عصرنا من تقدّم وتطوّر على صعيد العدالة الاجتماعية، وعلى الرغم من كلّ الجهود الحثيثة التي تُبذل في سبيل تحقيق المساواة وتشجيع تقبّل الآخر، إلاّ أننا مازلنا مع ذلك نرى في مجتمعاتنا العديد من التصرّفات المُهدِّدة أو غير المريحة إزاء الأمراض النفسية. حيث تؤدي مثل هذه التصرّفات إلى تشكيل وصمة عارٍ وخلق العنصرية تجاه أولئك الذين يعانون من هذه الأمراض.
تظهر مثل هذه التصرّفات المؤذية على وجه الخصوص عندما يمتلك الأشخاص ما يكفي من الشجاعة للاعتراف بأنهم مصابون باضطرابات نفسية، لكنّ شجاعتهم هذه تنقلب للأسف ضدّهم في كثير من الأحيان، فيتعرّضون للسخرية أو الإقصاء، سواءً من الحلقات الاجتماعية أو أماكن عملهم.
لقد أدّت جميع هذه العوامل إلى خلق ما يعرف بـ"وصمة العار المرتبطة بالمرض النفسي" أو ما يعرف بالإنجليزية "Mental Health Stigma". فما هي هذه الوصمة؟ ما آثارها؟ وكيف يمكنك التعامل معها سواءً كنت أنت الشخص المصاب أو أحداً من عائلتك أو أصدقائك.
فما هي وصمة العار المرتبطة بالمرض النفسي؟
تنقسم وصمة العار المرتبطة بالمرض النفسي أو الـMental Health Stigma إلى قسمين رئيسيين:
- وصمة العار الاجتماعية: ويقصد بها جميع السلوكيات المتحيّزة والتصرّفات العنصرية الموجّهة ضدّ الأشخاص الذين يعانون من المشاكل النفسية أيّاً كانت درجتها أو نوعها.
- وصمة العار الشخصية: وهي ما يشعر به الشخص المصاب الذي يعاني من اضطرابات نفسية تجاه مرضه أو مشكلته النفسية. حيث تؤثر هذه الوصمة بشكل كبير على مشاعر الشخص من حرج وخوف، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع النتائج المرجوّة من العلاج.
ما هي آثار وصمة العار للمرض النفسي؟
سواءً كانت وصمة العار هذه شخصية من المصاب نفسه أو اجتماعية من الآخرين حوله، فهي في كلتا الحالتين تعود بنتائج سلبية للغاية على الشخص المصاب، نذكر منها ما يلي: العزوف عن البحث عن علاج والالتزام به، وانعدام التفاهم من قبل أفراد العائلة، والأصدقاء، أو الزملاء في العمل. وتراجع الفرص المتاحة للشخص المصاب، سواءً كانت فرص عمل أو دراسة أو فرص المشاركة في النشاطات الاجتماعية أو حتى فرصة الحصول على سكن مناسب. والتعرّض للتنمر، والعنف الجسدي أو المضايقات والإزعاج. والصعوبات المادية نظراً لأن أغلب برامج التأمين لا تغطّي علاج الأمراض النفسية. وفقدان الثقة والأمل في أن تتحسّن الأمور أو في أن يتمكّن الشخص المصاب نفسه من التعافي والتغلّب على مختلف التحديّات التي تواجهه.
ما مدى انتشار الأمراض النفسية في العالم؟ هل سبق لك أن أصبت بالأرق؟ أو عانيت من مشاكل تتعلّق بمدى ثقتك بنفسك أو تقديرك لذاتك؟ هل شعرت خلال فترة ما بالضغط والتوتر الشديد واستمرّت حالتك لعدّة أيام أو أسابيع؟ على الرغم من أنّها تبدو مجرّد حالات عارضة، إلاّ أنّ كلّ ما سبقَ يُصنّف تحت أنواع الأمراض والاضطرابات النفسية. وفي حال استمرّت أيّ من الأعراض السابقة لعدّة أسابيع فقد تتفاقم لتتحوّل إلى أمراض أشدّ خطورة. وهكذا نرى أنّ الاضطرابات النفسية في الواقع أكثر انتشاراً مما نتخيّل، إذ بحسب إحصائيات موقع Our World in Data فيما يتعلّق بالصحة الذهنية لعام 2017، نجد أنّ واحداً من بين كلّ سبعة أشخاص في العالم يعاني من مشاكل نفسية. أيّ ما لا يقلّ عن مليار شخص تمّ تشخيص إصابتهم بمرض نفسي في تلك السنة.
* أخصائية الطب النفسي - مركز سلوان للطب النفسي
على الرغم من كلّ ما يشهده عصرنا من تقدّم وتطوّر على صعيد العدالة الاجتماعية، وعلى الرغم من كلّ الجهود الحثيثة التي تُبذل في سبيل تحقيق المساواة وتشجيع تقبّل الآخر، إلاّ أننا مازلنا مع ذلك نرى في مجتمعاتنا العديد من التصرّفات المُهدِّدة أو غير المريحة إزاء الأمراض النفسية. حيث تؤدي مثل هذه التصرّفات إلى تشكيل وصمة عارٍ وخلق العنصرية تجاه أولئك الذين يعانون من هذه الأمراض.
تظهر مثل هذه التصرّفات المؤذية على وجه الخصوص عندما يمتلك الأشخاص ما يكفي من الشجاعة للاعتراف بأنهم مصابون باضطرابات نفسية، لكنّ شجاعتهم هذه تنقلب للأسف ضدّهم في كثير من الأحيان، فيتعرّضون للسخرية أو الإقصاء، سواءً من الحلقات الاجتماعية أو أماكن عملهم.
لقد أدّت جميع هذه العوامل إلى خلق ما يعرف بـ"وصمة العار المرتبطة بالمرض النفسي" أو ما يعرف بالإنجليزية "Mental Health Stigma". فما هي هذه الوصمة؟ ما آثارها؟ وكيف يمكنك التعامل معها سواءً كنت أنت الشخص المصاب أو أحداً من عائلتك أو أصدقائك.
فما هي وصمة العار المرتبطة بالمرض النفسي؟
تنقسم وصمة العار المرتبطة بالمرض النفسي أو الـMental Health Stigma إلى قسمين رئيسيين:
- وصمة العار الاجتماعية: ويقصد بها جميع السلوكيات المتحيّزة والتصرّفات العنصرية الموجّهة ضدّ الأشخاص الذين يعانون من المشاكل النفسية أيّاً كانت درجتها أو نوعها.
- وصمة العار الشخصية: وهي ما يشعر به الشخص المصاب الذي يعاني من اضطرابات نفسية تجاه مرضه أو مشكلته النفسية. حيث تؤثر هذه الوصمة بشكل كبير على مشاعر الشخص من حرج وخوف، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع النتائج المرجوّة من العلاج.
ما هي آثار وصمة العار للمرض النفسي؟
سواءً كانت وصمة العار هذه شخصية من المصاب نفسه أو اجتماعية من الآخرين حوله، فهي في كلتا الحالتين تعود بنتائج سلبية للغاية على الشخص المصاب، نذكر منها ما يلي: العزوف عن البحث عن علاج والالتزام به، وانعدام التفاهم من قبل أفراد العائلة، والأصدقاء، أو الزملاء في العمل. وتراجع الفرص المتاحة للشخص المصاب، سواءً كانت فرص عمل أو دراسة أو فرص المشاركة في النشاطات الاجتماعية أو حتى فرصة الحصول على سكن مناسب. والتعرّض للتنمر، والعنف الجسدي أو المضايقات والإزعاج. والصعوبات المادية نظراً لأن أغلب برامج التأمين لا تغطّي علاج الأمراض النفسية. وفقدان الثقة والأمل في أن تتحسّن الأمور أو في أن يتمكّن الشخص المصاب نفسه من التعافي والتغلّب على مختلف التحديّات التي تواجهه.
ما مدى انتشار الأمراض النفسية في العالم؟ هل سبق لك أن أصبت بالأرق؟ أو عانيت من مشاكل تتعلّق بمدى ثقتك بنفسك أو تقديرك لذاتك؟ هل شعرت خلال فترة ما بالضغط والتوتر الشديد واستمرّت حالتك لعدّة أيام أو أسابيع؟ على الرغم من أنّها تبدو مجرّد حالات عارضة، إلاّ أنّ كلّ ما سبقَ يُصنّف تحت أنواع الأمراض والاضطرابات النفسية. وفي حال استمرّت أيّ من الأعراض السابقة لعدّة أسابيع فقد تتفاقم لتتحوّل إلى أمراض أشدّ خطورة. وهكذا نرى أنّ الاضطرابات النفسية في الواقع أكثر انتشاراً مما نتخيّل، إذ بحسب إحصائيات موقع Our World in Data فيما يتعلّق بالصحة الذهنية لعام 2017، نجد أنّ واحداً من بين كلّ سبعة أشخاص في العالم يعاني من مشاكل نفسية. أيّ ما لا يقلّ عن مليار شخص تمّ تشخيص إصابتهم بمرض نفسي في تلك السنة.
* أخصائية الطب النفسي - مركز سلوان للطب النفسي