قد تبرز السُرّة "Navel" إلى الخارج لدى كثيرين من الأطفال عند البكاء، هذه هي علامة كلاسيكية على فتق السرة، وهي حالة شائعة جدًا لكنها ليست خطيرة في معظم الحالات.

ويحدث الفتق السري عندما يبرز، أو ينتفخ جزء من الأمعاء من خلال منطقة ضعيفة في عضلة البطن.

والفتاق السري هو حالة شائعة جدًا بين الأطفال الرضع، لكنه موجود أيضًا لدى البالغين.



في معظم الحالات يغلق فتق السرة من تلقاء نفسه حتى سن السنة إلاّ أن الشفاء يحتاج إلى فترة أطول في نحو 10% من الحالات، ففي الحالات التي لا يختفي فيها فتق السرة تلقائيًا حتى سن 4 سنوات، أو عندما يظهر في سن متقدمة فمن الضروري تصحيحه بواسطة عملية جراحية، لمنع حدوث مضاعفات.

ويُحدِث الفتقُ الأعراض الآتية:

- انتفاخًا طفيفًا، أو نتوءًا لينًا بالقرب من السرة، ويتراوح قُطر النتوء عادةً بين سنتيمتر واحد وخمسة سنتيمترات.

- مشاهدة الفتاق السري عند الرضع أثناء البكاء أو بذل مجهود فقط، وقد يختفي النتوء عندما يهدأ الطفل، أو عندما يستلقي على ظهره.

- شعور بعدم الارتياح في البطن عند البالغين.

وسبب الفتق السري أنه خلال فترة الحمل يمرّ الحَبْلُ السُّرِّيُّ "Umbilical cord" من خلال فتحة صغيرة في عضلة بطن الطفل، وتنغلق هذه الفتحة قبل الولادة، لكن عندما لا تلتقي العضلات بشكل تام وكامل في خط الوسط، تنشأ منطقة ضعيفة في جدار البطن، يُمكن أن تُسبب الفتق السري عند الولادة، أو في وقت لاحق من الحياة.

أما عند البالغين فقد يؤدي الضغط الشديد في منطقة البطن إلى الفتاق السري.

ومن العوامل التي قد تُسبب الضغط الشديد في منطقة البطن:

- السمنة "Obesity".

- رفع الأحمال الثقيلة.

- السعال.

- تعدد حالات الحمل.

- السوائل في البطن "Ascites".

- تعدد الأحمال.

وإجمالًا يُشكل الفتق حالة شائعة جدًا بين الأطفال وخاصة الخُدّج، وبين الرضع منخفضي الوزن عند الولادة، وقد يحدث الفتق السري لدى الفتيان والفتيات على حد سواء.

ومضاعفات الفتق السري عند الأطفال نادرة، حيث تبقى أنسجة البطن محصورة في الخارج وتفشل في الاندفاع إلى داخل تجويف البطن مما ينخفض تزويد الدم إلى الجزء المحصور.

ومن أهم المضاعفات الناتجة عن ذلك:

- ألمًا في السرة وضررًا للأنسجة عند الأطفال.

- انحصار الأنسجة وانسداد الأمعاء عند البالغين.

وفيما يتعلق بتشخيص الفتق السري، فإنه يُمكن بواسطة الإجراءات الآتية:

- الفحص الجسماني.

- فحوصات دم.

- فحوص التصوير "Imaging" مختلفة، مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية "Ultrasound"، أو الأشعة السينية "X ray".

وفيما يتعلق علاج الفتق السري، في معظم الحالات ينغلق فتق السرة تلقائيًا حتى سن سنة واحدة، وفي بعض الحالات يُمكن أن يقوم الطبيب بدفع النتوء وإعادته إلى داخل البطن، خلال الفحص الجسماني.

ويتم اللجوء إلى إجراء الجراحة للأطفال فقط في الحالات التي يكون فيها فتق السرة كبيرًا ويُسبب الألم، أو في الحالات الآتية:

- ازدياد حجم الفتق بعد سن عام أو عامين.

- عدم اختفاء الفتق بعد سن الرابعة.

- انحصار النتوء أو تسبُّبه في انسداد الأمعاء.

أما بالنسبة للكبار فيُوصى باعتماد الجراحة بشكل عام لتجنب المضاعفات، وخاصة في الحالات التي يزداد فيها حجم الفتق، أو يُسبب الألم.

وخلال جراحة الفتق يتم فتح شق صغير في قاعدة السرة، ثم يتم إعادة الأنسجة الناتئة إلى داخل تجويف البطن، ثم خياطة الشق وإغلاقه، يُمكن لمعظم الناس العودة إلى بيوتهم بعد ساعات قليلة من إجراء الجراحة، ثم العودة إلى مزاولة الحياة العادية في غضون أسبوعين حتى أربعة أسابيع.

ومن المستبعد أن يعود الفتاق السري إلى الظهور مرة أخرى.

وللوقاية من الفتق السري، يُمكن الوقاية من فتق السرة عن طريق:

- ممارسة الرياضة، لتقوية عضلات البطن.

- اتباع نظام غذائي صحي.

- التخلص من السمنة.

- الإقلاع عن التدخين.

- علاج الكحة المزمنة.

ولا تُساعد العلاجات الطبيعية في حل مشكلة فتق السرة، ولكن قد تُخفف من الأعراض، وتشمل الآتي:

- زيت الخروع.

- عصير الألوفيرا.

- كمادات الثلج.

- الزنجبيل.

- عصير الخضراوات.