- الإصابات الدماغية ومقاومة الإنسولين من أبرز أسباب المرض

- الوقاية بممارسة الرياضة والوزن المثالي وتناول الدهون الصحية

- سمية الدهون تعزز موت الخلايا الكبدية


تحدث السمية الدهنية عندما تتعرض الخلايا غير الدهنية لارتفاع مزمن من الأحماض الدهنية الحرة "Free fatty acids"، والتي يُعتقد بأنها تلعب دوراً مهماً في الإصابة بمرض السكري، واعتلال عضلة القلب، وأمراض الكبد الدهنية غير الكحوليّة، بالإضافة إلى ذلك تؤدي السمية الدهنية إلى تفاقم الضرر الخلوي المرتبط بالإصابات الرضحية في الجهاز العصبي المركزي "CNS"، والاضطرابات العصبية.

تعتمد السمية الدهنية على طول سلسلة الأحماض الدهنية، وتُظهر سلسلة الأحماض الدهنية الطويلة المشبعة، مثل: حمض البالمتيك تأثيراً ساماً قوياً على الخلايا المنتجة للإنسولين، في حين أن سلسلة الأحماض الدهنية القصيرة غير المشبعة جيدة التحمل، علاوة على ذلك سلسلة الأحماض الدهنية الطويلة غير المشبعة، مثل: الأراكيدونيك، أو حمض الأوليك تتعارض مع سمية حمض البالمتيك.

ومن المعروف أن السمية الدهنية تُعزز موت الخلايا الكبدية، والتي تُسمى في سياق مرض الكبد الدهني غير الناجم عن شرب الكحول.

لا يُسبب ارتفاع الدهنيات الناتج عن سمية الدهون أي أعراض ظاهرة، وغالباً يتم الكشف عن وجود المشكلة من خلال فحص الدم.

قد يتم اكتشاف ذلك عند التعرض لنوبة قلبية ناتجة عن انسداد الشرايين بسبب تراكم الدهون، أو عند الإصابة بمرض السكري.

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى سمية الدهون، ومن أبرزها:

1- التعرض للإصابات الدماغية: إصابات الدماغ الحادة الناجمة عن السكتة الدماغية، أو الصدمات تُولّد مستويات عالية من الأحماض الدهنية الحرة، هذا يحدث نتيجة لتحلل الفسفوليبيدات الغشائية عن طريق الفسفولايباز "Phospholipases" النشط داخل الخلايا، والتي يُمكن أن تؤدي إلى زيادة الدهون الخلوية.

قد يستمر هذا التراكم المرضي للأحماض الدهنية من أيام إلى أسابيع، ويُمكن أن يشكل تهديداً خطيراً على التوازن الخلوي الطبيعي.

2. مقاومة الإنسولين: في سياق مرض الكبد الدهني غير الكحولي تلعب مقاومة الإنسولين دورًا مهمًا من خلال إعاقة عملية تثبيط تحلل الدهون في الأنسجة الدهنية وزيادة مستويات الأحماض الدهنية الحرة المنتشرة.

تمتص الأحماض الدهنية المشبعة عن طريق الكبد، حيث يتم تحويلها إلى دهون ثلاثية، مع ذلك فإن الفائض من الأحماض الدهنية المشبعة يطغى على قدرة الكبد على تحويلها إلى الأحماض الدهنية الخالية من الدهون ويُحفز التسمم الدهني.

وتُسبب زيادة الأحماض الدهنية الحرة الناتجة عن سمية الدهون المضاعفات الآتية:

- موت الخلايا الناتج تحديداً عن عملية الموت المبرمج للخلايا "Apoptosis".

- توتر الشبكة الإندوبلازمية "Endoplasmic Reticulum Stress".

- تفكك شبكة الميتوكوندريا.

- التأكسد الذي يُسبب ضرر على البروتينات.

ويتم تشخيص ارتفاع الدهون الناتج عن سمية الدهون عن طريق إجراء الفحوصات الآتية، حيث تكون النتائج أعلى أو أقل من المستوى الطبيعي:

1. فحص الكوليسترول الكامل "Total cholesterol test"

في الوضع الطبيعي يكون مستوى الدهون في الجسم على النحو الآتي:

- تحت عمر 20 عاماً: 75 - 169 ملليغرام / ديسيلتر.

- فوق عمر 21 عاماً: 100 - 199 ملليغرام / ديسيلتر.

2. فحص الكوليسترول الجيد "HDL": يكون مستوى الكولسترول الطبيعي فوق 40 ملليغرام/ ديسيلتر.

3. فحص الكوليسترول الضار "LDL": تختلف النسبة الطبيعية باختلاف حالة المريض على النحو الآتي:

- مرضى القلب أو الأشخاص المعرضين بشكل كبير للإصابة: يكون المستوى الطبيعي أقل من 70 ملليغرام / ديسيلتر.

- الأشخاص المعرضين للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية: يكون المستوى الطبيعي أقل من 100 ملليغرام/ ديسيلتر.

- الأشخاص الذين لا يُعانون من أمراض: يكون المستوى أقل من 130 ملليغرام/ ديسيلتر.

4. فحص الدهون الثلاثية: يكون المستوى الطبيعي أقل من 150 ملليغرام/ ديسيلتر.

قد يُساعد اتباع نظام غذائي صحي ولعب الرياضة على التخفيف من نسبة الدهون في الجسم، ولكن في بعض الحالات وخصوصًا في حال وصول الجسم للسمية يتم استخدام بعض العلاجات الدوائية، مثل:

1. عائلة الستاتين "Statins": يمنع الستاتين الكبد من صنع المزيد من الكولسترول، وهو دواء شائع استخدامه لتخفيض نسبة الكولسترول من الجسم.

2. مثبطات امتصاص الكولسترول "Cholesterol absorption inhibitors": هذا النوع الجديد من الأدوية يمنع انتقال الكولسترول الذي يتم تناوله إلى الأمعاء، وغالباً ما يتم استخدامه مع أدوية الستاتين.

3. حمض النيكوتين "Nicotinic acid": يُؤثر على كمية إنتاج الكبد للدهون، حيث يُقلل من نسبة الكولسترول الضار والدهون الثلاثية، بينما يزيد من الكولسترول الجيد في الدم.

4. مجموعة الفايبريت "Fibrates": تُساعد على تقليل نسبة الدهون الثلاثية، ورفع الكولسترول الجيد في الدم بينما لا يُؤثر على الكولسترول الضار في الجسم.

ويُمكن الوقاية من ارتفاع الدهون في الدم والتي قد تُسبب سمية الدهون عن طريق إجراء تغييرات على نمط حياتك للوقاية من ارتفاع الكولسترول، أو تقليل خطر الإصابة بفرط دهنيات الدم، ومن أبرزها:

- لعب الرياضة عدة أيام في الأسبوع عند الاستطاعة.

- تناول الطعام التي تحتوي على القليل من الدهون المشبعة والمهدرجة.

- إدخال الكثير من الفواكه، والخضروات، والفاصوليا، والمكسرات، والحبوب الكاملة، والأسماك بانتظام في النظام الغذائي.

- التقليل من تناول اللحوم الحمراء والمعالجة، مثل: اللحم المقدد، والسجق، واللحوم الباردة.

- المحافظة على البقاء في وزن صحي.

- تناول الكثير من الدهون الصحية، مثل: الأفوكادو، واللوز، وزيت الزيتون.