وليد صبري
* الأخبار بكافة صورها وأشكالها تقتحم حياتنا بشكل سافر
* تقلبات الحالة النفسية ظاهرة طبيعية عند التعرض للأخبار المقلقة
* الانعزال التام عن الأخبار والناس يزيد الهشاشة النفسية
* فرق بين الحالة النفسية المؤقتة واضطرابات الصحة العقلية
* تجنب متابعة الأخبار عندما لا يكون الشخص في وضع نفسي جيد
* متابعة الأخبار السيئة في ظل الإرهاق يضاعف التأثيرات النفسية السلبية
نصحت أخصائية الطب النفسي د. حمدة النشمي في مستشفى البحرين التخصصي بضرورة أهمية تحقيق التوازن من خلال الانشغال الإيجابي بحيث نستغل الوقت بشكل أمثل ما بين العمل والدراسة وتطوير الذات والهوايات والواجبات الاجتماعية والمهام الأسرية، والعمل على تقليص مساحة الفراغ التي ستدفعنا لا شعورياً إلى البحث عن الأخبار السيئة خاصة تلك التي تستحوذ على تفكيرنا"، منوهة إلى ضرورة الحرص على الاهتمام بصحتنا الجسدية، معتبرة أن "صحتنا النفسية والجسدية هما وجهان لعملة واحدة، وتؤثر كلٌّ منهما في الأخرى، ويتم ذلك عبر الانتظام بالرياضة والمجهود البدني أو ممارسة الهواية المحببة لنفسنا والأكل الصحي والنوم".
وأضافت في تصريحات لـ"الوطن الطبية" أن "الأحداث تحيط بنا من كل حدب وصوب، وفي كل يوم يمر نسمع عن أخبار وحوادث وقصص، أما أن تكون تمسنا بشكل مباشر أو نسمع عنها من بعيد، فأما أن تكون أحداثاً لعوامل بفعل الطبيعة كالزلازل والفيضانات والتي تخلف دماراً وقتلى وضياعاً لأسر وعوائل ومناظر تدمي لها القلوب، أو طبول الحرب والتهديدات والاستعراضات العسكرية التي تدب الخوف في قلوبنا، أو أحداث تواجهنا بفعل البشر أو القريبين منا والتي تترك أيضاً أثراً سلبياً على نفسيتنا وحياتنا وتفكيرنا، أو كذلك تفشي أمراض كما حصل مع جائحة كورونا (كوفيد19)، في الفترة الماضية وما أصاب العالم بأجمعه من آثار مختلفة على كافة الأصعدة، فالتجارب النفسية لا تنشأ من فراغ بل من حالات يمر بها الإنسان".
وذكرت أنه "لعل ما زاد هذا الهلع هو سرعة وسهولة الحصول على المعلومات والأخبار أينما كان مصدرها أو صحتها، فالهواتف اليوم في يدنا والأخبار بكافة صورها وأشكالها تقتحم حياتنا بشكل سافر، وأصبحنا نقضي مع الشاشة أغلب الأوقات ونحن نتجول من تطبيق لآخر وتصلنا لنا الأخبار والقصص والصور دون استئذان، حتى أصبحت هذه الوسائل تتحكم في مشاعرنا وأحاسيسنا ومزاجنا".
ونوهت إلى أن "كل شخص منا ينظر إلى الموضوع وآثاره من زاوية اهتمامه وتخصصه، إلا أنني قبل أن أستعرض في هذه المساحة الآثار النفسية على صحتنا النفسية، ومدى بروز مشاكل نفسية بفعل الأحداث التي تصل إلينا عبر وسائل الإعلام المختلفة وتدفق المعلومات وتداول الأخبار المفزعة والمقلقة، وما هي السبل لرفع المناعة النفسية في ذلك، لابد أن أشير إلى أن تقلبات الحالة النفسية هي ظاهرة طبيعية في مثل هذه الحالات، حيث يعاني الكثير من ضغوطات مختلفة تختلف من شخص لآخر، إلا أنه يجب أن نفرق بين الحالة النفسية المؤقتة والمرض النفسي، الذي يُطلَق عليه أيضاً اضطرابات الصحة العقلية، وهي اضطرابات تؤثر على المزاج والتفكير والسلوك كالاكتئاب، واضطرابات القلق، والفصام، واضطراب الشهية والسلوكيات التي تسبِّب الإدمان، كما أكدت العديد من الدراسات النفسية أن كثافة التعرض للأخبار السيئة، يُفاقم القلق الفردي والمخاوف الشخصية، ويخرج بها عن السيطرة لدى الكثيرين، لا سيَّما أصحاب النفسيات الهشة، ويجعلهم ذلك أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الصدمة وما بعد الصدمة".
وقالت إن "التكيف مع هذه التغيرات في نمط الحياة، ساهم في الشعور بالقلق خاصة مع ما يصلنا من أخبار وأعداد لحالات الإصابات والوفيات وتداول الصور المؤلمة، مما ينعكس على إدارة مشاعر الخوف والشعور بالقلق واختلالات النوم والأكل، لذا يتوجب علينا جميعاً تخفيف آثار ذلك نفسياً أن نلتزم ببعض الأمور التي ستساهم في تعزيز صحتنا النفسية، وأنوه هنا بأن طبيب الصحة النفسية ليست لديه حلول سحرية تنفذ بجرة قلم، ولا يمكن من وضع حلول غير واقعية لتطبيقها خاصة وأننا نعيش في عالم نتفاعل معه ويتفاعل معنا من خلال يومياتنا لذلك فإن الانعزال التام عن الأخبار والناس ليس أفضل رد فعل، فهو يزيد الهشاشة النفسية، وينعكس على إدراكنا وثقافتنا واطلاعنا ويؤثر معرفياً واجتماعياً بشكل سلبي، ويجعلنا أقل تفاعلاً مع محيطنا يخلف أثراً نفسياً آخر".
وقالت د. د. حمدة النشمي "إذن المطلوب منا جميعاً هو التوازن، ويحدث ذلك من خلال الانشغال الإيجابي بحيث نستغل الوقت بشكل أمثل ما بين العمل والدراسة وتطوير الذات والهوايات والواجبات الاجتماعية والمهام الأسرية، والعمل على تقليص مساحة الفراغ التي ستدفعنا لا شعورياً إلى البحث عن الأخبار السيئة وتستحوذ على تفكيرنا، وكذلك الحرص على الاهتمام بصحتنا الجسدية فصحتنا النفسية والجسدية هما وجهان لعملة واحدة، وتؤثر كلٌّ منهما في الأخرى، ويتم ذلك عبر الانتظام بالرياضة والمجهود البدني أو ممارسة الهواية المحببة لنفسنا والأكل الصحي والنوم".
وتابعت أنه "أستذكر في هذه الأيام بما كانت توصي به منظمة الصحة العالمية فترة جائحة كورونا (كوفيد19) بأن نكتفي بمتابعة الأخبار المتعلقة بالكوارث الصحية على ما يعنينا بشكل مباشر من أخبار محلية، وإجراءات وقائية يمكن أن نتخذها، ثم التوقف عن متابعة أي شيء آخر مقلق، حتى لا ندفع ثمناً من أعصابنا وصحتنا النفسية".
ونصحت بأنه "إذا كانت هناك نصيحة في هذا الشأن فإنني أدعو إلى تجنب متابعة الأخبار بكافة صورها وأشكالها عندما لا تكون في وضع نفسي جيد أو واجهت يوماً من المشاكل أو بعد ساعاتٍ طويلة من العمل والإرهاق، فهذا يضاعف التأثيرات النفسية السلبية على نفسيتك، لذلك أسعى دائماً للتفاؤل والإيمان التام بالقضاء والقدر".
* الأخبار بكافة صورها وأشكالها تقتحم حياتنا بشكل سافر
* تقلبات الحالة النفسية ظاهرة طبيعية عند التعرض للأخبار المقلقة
* الانعزال التام عن الأخبار والناس يزيد الهشاشة النفسية
* فرق بين الحالة النفسية المؤقتة واضطرابات الصحة العقلية
* تجنب متابعة الأخبار عندما لا يكون الشخص في وضع نفسي جيد
* متابعة الأخبار السيئة في ظل الإرهاق يضاعف التأثيرات النفسية السلبية
نصحت أخصائية الطب النفسي د. حمدة النشمي في مستشفى البحرين التخصصي بضرورة أهمية تحقيق التوازن من خلال الانشغال الإيجابي بحيث نستغل الوقت بشكل أمثل ما بين العمل والدراسة وتطوير الذات والهوايات والواجبات الاجتماعية والمهام الأسرية، والعمل على تقليص مساحة الفراغ التي ستدفعنا لا شعورياً إلى البحث عن الأخبار السيئة خاصة تلك التي تستحوذ على تفكيرنا"، منوهة إلى ضرورة الحرص على الاهتمام بصحتنا الجسدية، معتبرة أن "صحتنا النفسية والجسدية هما وجهان لعملة واحدة، وتؤثر كلٌّ منهما في الأخرى، ويتم ذلك عبر الانتظام بالرياضة والمجهود البدني أو ممارسة الهواية المحببة لنفسنا والأكل الصحي والنوم".
وأضافت في تصريحات لـ"الوطن الطبية" أن "الأحداث تحيط بنا من كل حدب وصوب، وفي كل يوم يمر نسمع عن أخبار وحوادث وقصص، أما أن تكون تمسنا بشكل مباشر أو نسمع عنها من بعيد، فأما أن تكون أحداثاً لعوامل بفعل الطبيعة كالزلازل والفيضانات والتي تخلف دماراً وقتلى وضياعاً لأسر وعوائل ومناظر تدمي لها القلوب، أو طبول الحرب والتهديدات والاستعراضات العسكرية التي تدب الخوف في قلوبنا، أو أحداث تواجهنا بفعل البشر أو القريبين منا والتي تترك أيضاً أثراً سلبياً على نفسيتنا وحياتنا وتفكيرنا، أو كذلك تفشي أمراض كما حصل مع جائحة كورونا (كوفيد19)، في الفترة الماضية وما أصاب العالم بأجمعه من آثار مختلفة على كافة الأصعدة، فالتجارب النفسية لا تنشأ من فراغ بل من حالات يمر بها الإنسان".
وذكرت أنه "لعل ما زاد هذا الهلع هو سرعة وسهولة الحصول على المعلومات والأخبار أينما كان مصدرها أو صحتها، فالهواتف اليوم في يدنا والأخبار بكافة صورها وأشكالها تقتحم حياتنا بشكل سافر، وأصبحنا نقضي مع الشاشة أغلب الأوقات ونحن نتجول من تطبيق لآخر وتصلنا لنا الأخبار والقصص والصور دون استئذان، حتى أصبحت هذه الوسائل تتحكم في مشاعرنا وأحاسيسنا ومزاجنا".
ونوهت إلى أن "كل شخص منا ينظر إلى الموضوع وآثاره من زاوية اهتمامه وتخصصه، إلا أنني قبل أن أستعرض في هذه المساحة الآثار النفسية على صحتنا النفسية، ومدى بروز مشاكل نفسية بفعل الأحداث التي تصل إلينا عبر وسائل الإعلام المختلفة وتدفق المعلومات وتداول الأخبار المفزعة والمقلقة، وما هي السبل لرفع المناعة النفسية في ذلك، لابد أن أشير إلى أن تقلبات الحالة النفسية هي ظاهرة طبيعية في مثل هذه الحالات، حيث يعاني الكثير من ضغوطات مختلفة تختلف من شخص لآخر، إلا أنه يجب أن نفرق بين الحالة النفسية المؤقتة والمرض النفسي، الذي يُطلَق عليه أيضاً اضطرابات الصحة العقلية، وهي اضطرابات تؤثر على المزاج والتفكير والسلوك كالاكتئاب، واضطرابات القلق، والفصام، واضطراب الشهية والسلوكيات التي تسبِّب الإدمان، كما أكدت العديد من الدراسات النفسية أن كثافة التعرض للأخبار السيئة، يُفاقم القلق الفردي والمخاوف الشخصية، ويخرج بها عن السيطرة لدى الكثيرين، لا سيَّما أصحاب النفسيات الهشة، ويجعلهم ذلك أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الصدمة وما بعد الصدمة".
وقالت إن "التكيف مع هذه التغيرات في نمط الحياة، ساهم في الشعور بالقلق خاصة مع ما يصلنا من أخبار وأعداد لحالات الإصابات والوفيات وتداول الصور المؤلمة، مما ينعكس على إدارة مشاعر الخوف والشعور بالقلق واختلالات النوم والأكل، لذا يتوجب علينا جميعاً تخفيف آثار ذلك نفسياً أن نلتزم ببعض الأمور التي ستساهم في تعزيز صحتنا النفسية، وأنوه هنا بأن طبيب الصحة النفسية ليست لديه حلول سحرية تنفذ بجرة قلم، ولا يمكن من وضع حلول غير واقعية لتطبيقها خاصة وأننا نعيش في عالم نتفاعل معه ويتفاعل معنا من خلال يومياتنا لذلك فإن الانعزال التام عن الأخبار والناس ليس أفضل رد فعل، فهو يزيد الهشاشة النفسية، وينعكس على إدراكنا وثقافتنا واطلاعنا ويؤثر معرفياً واجتماعياً بشكل سلبي، ويجعلنا أقل تفاعلاً مع محيطنا يخلف أثراً نفسياً آخر".
وقالت د. د. حمدة النشمي "إذن المطلوب منا جميعاً هو التوازن، ويحدث ذلك من خلال الانشغال الإيجابي بحيث نستغل الوقت بشكل أمثل ما بين العمل والدراسة وتطوير الذات والهوايات والواجبات الاجتماعية والمهام الأسرية، والعمل على تقليص مساحة الفراغ التي ستدفعنا لا شعورياً إلى البحث عن الأخبار السيئة وتستحوذ على تفكيرنا، وكذلك الحرص على الاهتمام بصحتنا الجسدية فصحتنا النفسية والجسدية هما وجهان لعملة واحدة، وتؤثر كلٌّ منهما في الأخرى، ويتم ذلك عبر الانتظام بالرياضة والمجهود البدني أو ممارسة الهواية المحببة لنفسنا والأكل الصحي والنوم".
وتابعت أنه "أستذكر في هذه الأيام بما كانت توصي به منظمة الصحة العالمية فترة جائحة كورونا (كوفيد19) بأن نكتفي بمتابعة الأخبار المتعلقة بالكوارث الصحية على ما يعنينا بشكل مباشر من أخبار محلية، وإجراءات وقائية يمكن أن نتخذها، ثم التوقف عن متابعة أي شيء آخر مقلق، حتى لا ندفع ثمناً من أعصابنا وصحتنا النفسية".
ونصحت بأنه "إذا كانت هناك نصيحة في هذا الشأن فإنني أدعو إلى تجنب متابعة الأخبار بكافة صورها وأشكالها عندما لا تكون في وضع نفسي جيد أو واجهت يوماً من المشاكل أو بعد ساعاتٍ طويلة من العمل والإرهاق، فهذا يضاعف التأثيرات النفسية السلبية على نفسيتك، لذلك أسعى دائماً للتفاؤل والإيمان التام بالقضاء والقدر".