إبراهيم الرقيمي

عبر مواطنون بحرينيون عن استغرابهم إزاء مطالب قطر بتدويل فريضة الحج العظيمة، مشيرين إلى أنه "محاولة غبية لا تخدم قطر في أزمتها بل تؤكد ضلوعها التام في زعزعة أمن الدول العربية"، معتبرين ذلك تجرؤاً غير مسبوق على مشاعر المسلمين.

وقالوا في تصريحات لـ"الوطن" إن "شعب البحرين يرفض كل محاولات قطر للتشكيك بقدرة السعودية على تنظيم الحج ويعتبر اللجوء للأمم المتحدة بخصوص شعيرة دينية إهانة لكل المسلمين وليس للسعودية"، مؤكدين أن في ذلك "تجرؤاً على مشاعر المسلمين لم يفعله أحد من قبل".


وسخر بعضهم من المحاولة بالقول "ربما أرادت قطر أن تدول موضوع المسجد الأقصى للتخفيف عن إخوتنا المقدسيين لكن أصابها حول سياسي فطلبت تدويل الحرمين".

يجب أن يتوقف فوراً

وقالت المواطنة إبتسام هجرس إن "طلب قطر بتدويل إدارة الحرمين لا ينم عن فهم سليم لطبيعة الغالبية العظمى من المسلمين، بل يدل على توجه لإشعال المنطقة بتسييس الشعائر الدينية ومحاولة استخدامها ورقة ضغط سياسية تفاوضية، وهذا ما لا يمكن القبول به على المستوى العربي أو الإسلامي".

وأضافت أن "المملكة العربية السعودية تبذل الجهد والمال والإمكانات لتنفيذ مشاريع عملاقة تخدم زوار الحرمين الشريفين وهي جهود لا ينكرها إلا حاقد، فمن المعروف أن السعودية وضعت رعاية شؤون الحجاج والمعتمرين والاعتناء بهم في مقدمة أولوياتها، وهي قضيتها الكبرى المتمثلة في خدمة من يأتون من كل فج عميق".

وأكدت هجرس أن "طلب التدويل استهداف عدائي مباشر للسعودية وللمسلمين، وهو غير قابل للنقاش ويجب أن يتوقف فوراً".

فيما قال فادي السميرات، إن طلب قطر بالتدويل "يشكك في انتماء متخذ هذا القرار للهوية العربية والإسلامية، فهو يخلق إشارة تعجب واستفهام كبيرتين جداً".

وأضاف "لا تستطيع أي دولة تنظيم وإدارة الحرم المكي كما تديره السعودية. فهي تدير مواسم الحج منذ سنين كثيرة دون أية مشاكل"، واصفاً طلب التدويل بـ"الغبي" و"الضعيف"، إذ "لم يسبق أن تقدمت دولة عربية أو إسلامية بمثله".

أمر مخجل

ورأى أحمد التنيب أن محاولة قطر تدويل الحرمين الشريفين "أمر خطير، هدفه التدخل في سياده المملكة العربية السعودية"، مشيراً إلى أن "هذا الطرح غير النافع لا يخدم قطر في أزمتها بل يؤكد ضلوعها التام في زعزعه الأمة والتدخل في شؤون الدول العربية".

ولفت التنيب إلى أن "عدم سماح الدوحة للحجاج القطريين بأداء الحج ظلم في حق المواطن القطري الذي لا علاقة له بالموضوع"، مثنياً على جهود السعودية الكبيرة في خدمة حجاج بيت الله الحرام بصدر رحب وبأتم وجه (..) نحن كمسلمين وعرب نقف صفاً واحداً مع السعودية للدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية والحرمين الشريفين".

وذهب خالد إبراهيم إلى أن محاولات قطر تدويل الحج "ستفشل لأن معظم المسلمين يؤيدون السعودية وتنظيمها للحج"، مضيفاً "لا يجوز أن نأتي بأشخاص من الخارج لتدويل الحرم المكي، فأهل مكة أدرى بشعابها. وأن تقوم دولة كقطر بطلب التدويل أمر مخجل فهي تعلم بأن موسم الحج ليس بطولة كروية ستستعين بالأجانب لتنظيمها"

وقال إبراهيم راشد إن طلب التدويل "أمر خطير يمس مشاعر المسلمين كافة"، مشيراً إلى أن "الدوحة تؤكد بهذا الطرح أنها لا تريد مصالح المنطقة وتبحث عن هدم العلاقات الخليجية".

وأكد راشد أن "المسلمين يعرفون تمام المعرفة النجاحات التي حققتها السعودية في تنظيم الحج وتوسعة الحرمين، لذلك فإن قطر اختارت الزاوية الخطأ للهجوم على السعودية، فارتد ذلك عليها فشلاً ذريعاً".

"الأقصى" أحق

في حين تساءل علي السماهيجي "لماذا لم تطالب قطر بتدويل المسجد الأقصى حيث يعيش أبناء القدس حالاً من الحصار وعدم تمكين المسلمين من أداء شعائرهم؟!"

وأضاف أن "الحرم المكي والحرم النبوي يقعان ضمن إقليم المملكة العربية السعودية وخدماتها للحرمين تقع ضمن مجال المملكة الإقليمي والسياسي فلا يمكن أن تتواجد سلطة على أماكن تقع ضمن سيادة دولة أخرى فهذا يخالف القانون الدولي".

وأشار السماهيجي إلى أن "طلب قطر بتدويل الحرمين مستحيل تنفيذه لأن الحرمين في المساحة الجغرافية للإقليم السعودي وتحت سلطة ملكها وحكومتها التي تسير مواسم الحج بنجاح".