هناك مبدأ متعارف عليه يتعلق بأولويات الإنقاذ والإسعاف، لا يختلف عليه اثنان ويتناسق مع أولويات الحياة، يشرحه ببساطة شديدة وبالصور والفيديو مضيفو الطائرات دوماً قبل الإقلاع، ملخصه أنه في حالة الطوارئ وحين ترى خراطيم الأوكسجين تتدلى من السقف وترى الجميع يتعرض لذات الخطر بذات الدرجة معك، ابدأ بإنقاذ نفسك إن كنت تريد مساعدة الآخرين، ضع الخرطوم على أنفك أولاً وتنفس جيداً، ومن بعدها تقدم بالمساعدة لمن حولك، أي إن المبدأ ليس منطلقاً من منطلقات أنانية أبداً، بل يرتكز على أولويات الحياة وأهمها أنقذ نفسك كي تستطيع أن تنقذ الآخرين، أما إن بدأت بغيرك وضعف تنفسك وأنت تحاول إنقاذ الآخرين فإنك لن تستطيع إنقاذ حتى نفسك وقد لا تستطيع إنقاذ الآخرين.
هذا ما يجب أن تفعله المملكة العربية السعودية الآن، فالخطر الجاثم عليها وعلى المنطقة يستدعي أن تنقذ السعودية نفسها أولاً إن أرادت أن تنقذ غيرها.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية تعرضت المملكة العربية السعودية لخطر التمدد الإيراني ولإطلاق للصواريخ ولهجمات إرهابية راح ضحيتها مئات من المدنيين والعكسريين، وتصدت المملكة لهذه المهددات والأخطار الإرهابية وحدها، برجالها ونسائها وبأموالها ولم تطلب مساعدة أحد، الأهم أنها لم تلم أحداً ولم تتذمر ولم تعتب على المتقاعسين ولم تسأل أي الدول العربية الكبرى أو الصغرى؟ أين أنتم من حماية قبلة الإسلام الأولى؟ أين أنتم أيها العرب، أيها المسلمون لماذا لم تهبوا لإنقاذ قبلة الإسلام وبيتها ودار الحرمين الشريفين؟ لم تصرخ أين العروبة أين الشهامة؟ لم تشتم لم تسب لم تسم أحداً بالتخاذل ولا إخوتها العرب بالخيانة وبغيرها، بل استمرت تعالج جرحها تضمده وتصد عنها العدوان بصمت.
ورغم أن الخطر الإيراني الذي يهددها هو مهدد لجميع الدول العربية لا لها وحدها، ورغم أنه زحف وأحاط بها من جميع الأطراف وهي تواجهه اليوم وتصد عدوانه نيابة عن الأمة إلا أنها تركت التقدم لمساعدتها مسألة خيارية واحترمت خيارات الآخرين وأولوياتهم، فمن شاء التحق بحلفها العربي ومن لم يشأ عذرته وصمتت.
ليس هذا فحسب، بل إنها تزامناً مع الوقت الذي تضع أنبوب الأوكسجين على أنفها وتحارب من أجل أمنها وحمايته من خطر حقيقي يتهددها وصلت صواريخه للرياض ومكة، التزمت أن تقدم المساعدات الإنسانية باليد الأخرى مخالفة مبدأ الإنقاذ والإسعاف مهددة حياتها بالخطر، فتقدم المساعدات لكل كوارث الدنيا، للعرب وللمسلمين ولغيرهم، وتتحرك على الصعيد الدبلوماسي في كل اتجاه لمساعدة مصر وسوريا والعراق واليمن، بل وتقود درع الجزيرة لحماية البحرين، كل هذا ولم تمن ولم تطالب أحداً بثمن ما تقدمه، لم تطالبه حتى أن يعلن عن مساعداتها له.
و في ذات الوقت تحتضن ملايين اللاجئين العرب الهاربين من جحيم الصراعات في دولهم، وكثير منهم لم يعرف حجم المساعدات التي قدمتها لهم بل إن المملكة العربية السعودية - مع الأسف- قد لا تملك إحصائيات دقيقة لحجم تلك المساعدات التي قدمتها على مدى العقود الماضية لأنها لم تظن أنها ستعير (بالتقصير) يوماً فتحصي وتعد!
حتى هذه اللحظة السعودية لم تطلب مساعدة أحد، حتى اللحظة السعودية لم تركز على أنبوبة الأوكسجين الخاصة بها، لم تفكر بمبدأ الإسعافات والإنقاذ أي لم تفكر بنفسها أولاً كأولوية، وحين تتثبت من استقرار حالتها وضمان سلامتها، حينها -إن شاءت- و -إن رادت- و -ان تفضلت- فلتفكر بالآخرين.
إنما آن الأوان أن تفكر القيادة في المملكة العربية السعودية المسؤولة عن حماية أرضها وشعبها بهذا المبدأ وتؤجل كل التزاماتها الأخرى العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية، وأن تسخر كل ما هو متاح لها من إمكانيات عسكرية مالية ودبلوماسية لقضيتها، ليس بسبب جحود الآخرين ونكرانهم، ليس بسبب كم الحقد والبغض الذي ردوا به جميلها، ليس بسبب الوقاحة التي يطالبونها فيها بمساعدتهم، بل بسبب حاجتها الماسة للتركيز على أمنها الداخلي وعلى حربها في اليمن وعلى تأمين حدودها مع سوريا والعراق ولمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تلم بها وانخفاض أسعار النفط ومتطلبات التحولات الوطنية.
ويحق لها أن تخلي مسؤوليتها التي تبرعت بها وأن تحاسب من هم على أرضها ويأكلون من خيرها وينكرون فضلها وأن تقطع عنه أنبوب التغذية المجاني وأن تقول لكل من يسيئ لها وهو على أرضها، شكراً بلدك المدمر والخالي من الوظائف ينتظرك، السعودية بحاجة فعلاً للتركيز على أنبوب الأوكجسين المتدلي فوق رأسها، ومن لم يعجبه هذا المبدأ فليصلح أنبوب الأوكجسين المتدلي فوق رأسه وحده.
{{ article.visit_count }}
هذا ما يجب أن تفعله المملكة العربية السعودية الآن، فالخطر الجاثم عليها وعلى المنطقة يستدعي أن تنقذ السعودية نفسها أولاً إن أرادت أن تنقذ غيرها.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية تعرضت المملكة العربية السعودية لخطر التمدد الإيراني ولإطلاق للصواريخ ولهجمات إرهابية راح ضحيتها مئات من المدنيين والعكسريين، وتصدت المملكة لهذه المهددات والأخطار الإرهابية وحدها، برجالها ونسائها وبأموالها ولم تطلب مساعدة أحد، الأهم أنها لم تلم أحداً ولم تتذمر ولم تعتب على المتقاعسين ولم تسأل أي الدول العربية الكبرى أو الصغرى؟ أين أنتم من حماية قبلة الإسلام الأولى؟ أين أنتم أيها العرب، أيها المسلمون لماذا لم تهبوا لإنقاذ قبلة الإسلام وبيتها ودار الحرمين الشريفين؟ لم تصرخ أين العروبة أين الشهامة؟ لم تشتم لم تسب لم تسم أحداً بالتخاذل ولا إخوتها العرب بالخيانة وبغيرها، بل استمرت تعالج جرحها تضمده وتصد عنها العدوان بصمت.
ورغم أن الخطر الإيراني الذي يهددها هو مهدد لجميع الدول العربية لا لها وحدها، ورغم أنه زحف وأحاط بها من جميع الأطراف وهي تواجهه اليوم وتصد عدوانه نيابة عن الأمة إلا أنها تركت التقدم لمساعدتها مسألة خيارية واحترمت خيارات الآخرين وأولوياتهم، فمن شاء التحق بحلفها العربي ومن لم يشأ عذرته وصمتت.
ليس هذا فحسب، بل إنها تزامناً مع الوقت الذي تضع أنبوب الأوكسجين على أنفها وتحارب من أجل أمنها وحمايته من خطر حقيقي يتهددها وصلت صواريخه للرياض ومكة، التزمت أن تقدم المساعدات الإنسانية باليد الأخرى مخالفة مبدأ الإنقاذ والإسعاف مهددة حياتها بالخطر، فتقدم المساعدات لكل كوارث الدنيا، للعرب وللمسلمين ولغيرهم، وتتحرك على الصعيد الدبلوماسي في كل اتجاه لمساعدة مصر وسوريا والعراق واليمن، بل وتقود درع الجزيرة لحماية البحرين، كل هذا ولم تمن ولم تطالب أحداً بثمن ما تقدمه، لم تطالبه حتى أن يعلن عن مساعداتها له.
و في ذات الوقت تحتضن ملايين اللاجئين العرب الهاربين من جحيم الصراعات في دولهم، وكثير منهم لم يعرف حجم المساعدات التي قدمتها لهم بل إن المملكة العربية السعودية - مع الأسف- قد لا تملك إحصائيات دقيقة لحجم تلك المساعدات التي قدمتها على مدى العقود الماضية لأنها لم تظن أنها ستعير (بالتقصير) يوماً فتحصي وتعد!
حتى هذه اللحظة السعودية لم تطلب مساعدة أحد، حتى اللحظة السعودية لم تركز على أنبوبة الأوكسجين الخاصة بها، لم تفكر بمبدأ الإسعافات والإنقاذ أي لم تفكر بنفسها أولاً كأولوية، وحين تتثبت من استقرار حالتها وضمان سلامتها، حينها -إن شاءت- و -إن رادت- و -ان تفضلت- فلتفكر بالآخرين.
إنما آن الأوان أن تفكر القيادة في المملكة العربية السعودية المسؤولة عن حماية أرضها وشعبها بهذا المبدأ وتؤجل كل التزاماتها الأخرى العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية، وأن تسخر كل ما هو متاح لها من إمكانيات عسكرية مالية ودبلوماسية لقضيتها، ليس بسبب جحود الآخرين ونكرانهم، ليس بسبب كم الحقد والبغض الذي ردوا به جميلها، ليس بسبب الوقاحة التي يطالبونها فيها بمساعدتهم، بل بسبب حاجتها الماسة للتركيز على أمنها الداخلي وعلى حربها في اليمن وعلى تأمين حدودها مع سوريا والعراق ولمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تلم بها وانخفاض أسعار النفط ومتطلبات التحولات الوطنية.
ويحق لها أن تخلي مسؤوليتها التي تبرعت بها وأن تحاسب من هم على أرضها ويأكلون من خيرها وينكرون فضلها وأن تقطع عنه أنبوب التغذية المجاني وأن تقول لكل من يسيئ لها وهو على أرضها، شكراً بلدك المدمر والخالي من الوظائف ينتظرك، السعودية بحاجة فعلاً للتركيز على أنبوب الأوكجسين المتدلي فوق رأسها، ومن لم يعجبه هذا المبدأ فليصلح أنبوب الأوكجسين المتدلي فوق رأسه وحده.