ريم سامي يوسف - طالبة إعلام بجامعة البحرين

"الأعلى للصحة" جعل البحرين واحة صحية للمنطقة بوجود "نهرا"


مركز محمد بن خليفة للقلب من المراكز الإقليمية المشهود لها بالجودة

قال استشاري طب العائلة في مركز بنك البحرين والكويت في الحد وفي مركز هايكير الطبي في البسيتين، د.هشام الشيخ، إن البحرين كانت ولاتزال سبّاقة في الكثير من أنظمة الرعاية الصحية الأولية وهي رائدة بمنطقة الخليج والشرق الأوسط. وبين أن المملكة مشهود لها بتخصصات كثيرة يقصدونها من دول العالم ودول الخليج العربي، والمعروف أنها متميزة في علاج القلب فمركز الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة للقلب من المراكز الإقليمية المشهود لها بالجودة وأيضاً المراكز والمستشفيات التي استحدثت في الفترة الماضية ويقصدها الكثير من الناس في الخليج والمنطقة العربية. وأضاف أنه لابد من وجود قوانين تفرض على المراكز والمستشفيات أن تكون هناك نسبة جيدة من البحرنة فيها، مؤكداً أن المجلس الأعلى للصحة جعل المملكة واحة صحية للمنطقة بوجود الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية "نهرا" التي تشرف على المرافق والمهن المتعلقة بالطب، فهذا الجانب الآن له دور كبير في تنظيم عمل المراكز الطبية ويجب أن تكون وفق أعلى جودة يمكن أن تستحقها البحرين. وفيما يلي نص اللقاء:

كيف توجهت إلى دراسة الطب؟

- في البداية، الدراسة الثانوية تحدد بشكل كبير توجه الشخص للتخصص المناسب لميوله، فاخترت التوجه العلمي وكانت بداية تطبيق نظام الساعات المعتمدة، فهذا ما جعلني أرغب في المواد العلمية وخصوصاً مادتي الأحياء والكيمياء.

لماذا يستصعب الآخرون هذا المجال؟

- لا توجد دراسة أصعب من الأخرى إذا تواجدت الرغبة وأحَبَ الشخص المجال وأصبح حريصاً على الإتقان في التخصص المطلوب فسوف يتمكن من تخطي جميع الصعاب التي تواجهه وتسهل عليه جميع الأمور، وبلاشك دراسة الطب تتطلب الكثير من الجهد وسنواته طويلة وفيها جزء كبير من التضحيات الشخصية كالعلاقات الأسرية والاجتماعية وعدم القدرة على ممارسة الهوايات، ولكن لاحقاً سوف يستطيع أن يسترجع جميع الأشياء التي فقدها أثناء دراسته.

ما هو الأصعب، التعامل مع المرضى أم الجهد النفسي والبدني المتصل بمهنة الطب؟

- مهنة الطب مهنة إنسانية فالشخص الذي اختاره الله في هذه المهنة يجب أن يكون مستعداً لمواجهة جميع الصعوبات، فالجهد النفسي والبدني متداخلان ومتابعة المرضى تتطلب جهداً بدنياً وذهنياً، فالطبيب مسؤول عن تشخيص مريضه ومتابعة المرض وكتابة الأدوية التي يحتاجها وأي إجراء جراحي إذا تطلب ذلك، فالمسؤولية تكون كبيرة عليه ولكن أي طبيب في أي تخصص لابد أن يتدرب جيداً بحيث يكون واثقاً من نفسه عند مواجهة المرضى وهذه الثقة تخفف عليه الضغط النفسي، وللعلم من بعد دراسة السبع سنوات ستكون هناك سنة الامتياز وهو التدريب وبعدها سنة التخصص، فتخصص طب العائلة بذاته عبارة عن أربع سنوات برنامج متكامل من البداية حتى النهاية فالأسلحة التي يأخذها الطبيب في أثناء دراسته تعطيه قوة لمواجهة المرضى بعد ذلك.

أصعب موقف مر عليك خلال مزاولة هذه المهنة؟

- نشاهد يومياً حالات كثيرة سواء حالات حادة أو مزمنة أو بسيطة، فواجهنا حالات صعبة أثناء التدريب، فهناك مسؤولية ملقاة على أطباء التدريب مع المرضى أو مع الأقسام، فكنا نغطي في فترات معينة في قسم الطوارئ والحوادث في مجمع السلمانية الطبي وهذا القسم يتطلب أن يكون الشخص هادئاً وصبوراً لا يتسرع في قراراته، وكانت فترة صعبة علي في أثناء التدريب ولكن أعطتني خبرة كبيرة لاحقاً عند مشاهدة المرضى في وضعهم المعتاد.

ما هو طموحك المهني؟

- طموحي في البداية أن أكون طبيباً أخدم وطني وأفراد المجتمع وهدفي من تخصص طب العائلة أن أخدم العائلة بحد ذاتها فهي أهم عنصر في المجتمع، فالجانب الطبي مهم جداً بالنسبة للأسرة وهدفي حماية الأسرة وأن أكون قريباً منها وأعطي كل فرد حقه في العلاج، فرعاية الأسرة أمر مهم جداً بالنسبة لي ولهذا السبب كبر طموحي في أن يكون لدي مركز خاص لهذا الأمر، وبعد مجهود أربع سنوات أسسنا مركزاً في عام 2018 يحمل اسم "مركز هايكير الطبي" وأصبح هذا المركز يغطي احتياجات متنوعة، فتوسع المركز بحيث غطى تخصصات مختلفة مثل طب الأطفال والنساء والولادة وأمراض الكلى والطب العام وبالإضافة إلى الخدمات الموجودة كالأشعة والمختبر ورعاية كبار السن من أجل خدمة أكبر شريحة ممكنة في هذا المجتمع.

لماذا لا تكون البحرين مركزاً إقليمياً طبياً؟

- البحرين مشهود لها بتخصصات كثيرة يقصدونها من دول العالم ودول الخليج العربي، والمعروف أنها متميزة في علاج القلب فمركز الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة للقلب من المراكز الإقليمية المشهود لها بالجودة وأيضاً المراكز والمستشفيات التي استحدثت في الفترة الماضية ويقصدها الكثير من الناس في الخليج والمنطقة العربية، ومع وجود المجلس الأعلى للصحة سيكون هناك تنظيم أكثر لجعل المملكة واحة صحية للمنطقة بوجود الهيئة الوطنية للمهن والخدمات الصحية التي تشرف على المرافق والمهن المتعلقة بالطب، فهذا الجانب الآن له دور كبير في تنظيم عمل المراكز الطبية ويجب أن تكون وفق أعلى جودة يمكن أن تستحقها البحرين.

في نظرك لماذا لا يُدرس الطب في جامعة البحرين؟

- لإقامة هذه الكليات يتطلب الأمر أموالاً طائلة وموارد مالية كبيرة لإنشاء البنية التحتية، وفي الوقت الحاضر جامعة الخليج العربي وكلية الجراحين الإيرلندية يقومان بالجانب الطبي، فالعوائق اللوجستية والمالية تحول دون أن تكون ضمن جامعة البحرين ونتمنى أن تكون هناك كلية وطنية خالصة للبحرين.

هناك أطباء يواجهون البطالة بعد التخرج.. كيف تقيم هذا الوضع؟ وما هي أسبابه في نظرك؟

- إذا كان هناك قرار جاد من أصحاب الشأن في الجانب الطبي فلا نستطيع القول بأن هناك اكتفاء فالبلد يحتاج أن يكون هناك بحرينيون أكفاء في هذا الجانب، ولابد أن تكون هناك قوانين تُسن بحيث تفرض على المراكز والمستشفيات أن تكون هناك نسبة جيدة من البحرنة فيها لا أن تُترك الأمور مفتوحة ويفترض أن تنصف قرارات الطبيب البحريني، والأمر الآخر هو مع افتتاح المراكز الجديدة لابد أن يكون هناك توظيف للعديد من الكفاءات الطبية من الجانب التمريضي والإداري، ومن هذا الجانب الأطباء بحاجة إلى تدريب، وبتكاتف الجميع تكون هناك برامج قوية لتدريبهم في مختلف التخصصات، ولابد من الأطباء أن يكافحوا من أجل تحقيق أهدافهم لا أن يستسلموا للواقع الحاصل الآن.

لماذا لم يصل الطبيب البحريني إلى المستوى العالمي التخصصي؟

- لا نُعمم هذا السؤال على جميع الأطباء، فهناك أطباء غاية في العلم وصلوا لدرجات الأستاذية في تخصصاتهم، والمعروف بأن البحرين سبّاقة في الكثير من أنظمة الرعاية الصحية الأولية كانت ومازالت هي الرائدة بمنطقة الخليج والشرق الأوسط فلا نُنفي هذا الأمر، فالمراكز والمستشفيات الموجودة في البحرين هي فخر لنا، وقد يكون هناك تميّز في دول أخرى بسبب الإمكانيات التي تخدمهم، و لكن مادام هناك رغبة من الأطباء متى أُتيحت لهم الفرصة فسيكونون على أعلى مستوى في هذا الجانب، فلا ننتقص من كفاءة الطبيب البحريني.

هل ترى من الواجب تدريس مقررات طبية مبسطة في المدارس لزيادة التوعية للنشء؟

- نتمنى هذا الشيء فهو جانب أو جزء من دراسة الكيمياء والأحياء وبإمكان وزارة التربية والتعليم إدراج مناهج مبسطة للطب بحيث يمكننا أن نسير على نهج مناهج المدارس الخاصة باستخدام المصطلحات الطبية باللغة الإنجليزية حيث سيسهل على طالب الطب لاحقاً الدارس في المدارس الحكومية الخَوض في هذا المجال.

هل ترى أن نظام "الضمان الصحي" مناسب لتطوير مهنة الطب أو سيكون عبئاً على ميزانية المواطن؟

- حسب ما ذُكر في هذا الأمر من المجلس الأعلى للصحة بأن الخدمات لن تمس بالمواطن، وتم تحديد متوسط مبلغ لكل شخص حسب الدراسات التي أجريت وتم الوصول إليها، ونتمنى أن تكون البداية سليمة وصحيحة ولن يكون هناك تقصير من أي جهة حتى لا يتم إرهاق المواطن لاحقاً والحصول على أفضل النتائج للمرضى.

كلمة أخيرة تودّ توجيهها في نهاية اللقاء؟

- مهنة الطب هي مهنة إنسانية راقية تخدم فئة كبيرة من المجتمع، فالطبيب هو أكثر شخص يتعامل مع الناس، فهي علاقة إنسانية راقية بين الطبيب ومرضاه وهي من أنبل المهن لمن يرغب في الدخول في هذا المجال.