وليد صبري


مرضى الربو الشعبي والحساسية ممنوعون من تربية الحيوانات الأليفة

العلاج البيولوجي يتعامل مع الحساسية بكفاءة وبآثار جانبية ضعيفة

ضرورة عدم تعرض الأطفال المصابين بالربو أو الحساسية للحيوانات

المحافظة على نظافة الحيوان والرعاية الصحية المستمرة


حذر أستاذ واستشاري الأمراض الصدرية والحساسية بالمركز الطبي الجامعي بمدينة الملك عبدالله الطبية في جامعة الخليج العربي البروفيسور د. عادل بديوي من «تعرض الأشخاص المؤهلين جينياً إلى الإصابة بتليف الرئة نتيجة تربية الحيوانات الأليفة في المنزل والاحتكاك المباشر عبر التنفس بهم مثل القطط أو الكلاب أو العصافير أو الحمام وغيرها»، مشيراً إلى أن العامل الوراثي يلعب دوراً كبيراً في إصابة بعض الأشخاص سواء بتليف الرئة أو بالحساسية نتيجة تربيتهم لتلك الحيوانات الأليفة في المنزل»، معتبراً أن «التاريخ العائلي للمريض مهم في تشخيص الحالة الصحية».

وأضاف في لقاء مع «الوطن الطبية» أن «الحساسية هي رد فعل مبالغ فيه من الجسم ضد شيء المفروض أنه لا يؤدي نفس ردة الفعل عند الشخص الطبيعي، وبالتالي الشخص المصاب بالحساسية يتفاعل بشكل مبالغ فيه لا يتعرض له الشخص العادي، مثل التعرض للأتربة أو الغبار وغيرها»، موضحاً أن «هناك بعض الفحوصات المبدئية وهي اختبارات الحساسية البسيطة واختبارات كفاءة الرئتين التي يمكن أن نقوم بعملها وسوف تظهر إذا كان هذا الشخص لديه قصور في بعض الوظائف في الرئتين، وهل لديه نسبة من الحساسية المختفية أو غير الموجودة التي يمكن أن تزيد أو تكون أوضح عندما يتعرض للمواد المهيجة للحساسية وهذه الفحوصات تتم تحت إشراف الطبيب المختص في أمراض الجهاز التنفسي والأمراض الصدرية والحساسية».

ونصح الآباء والأمهات «بعدم تعرض الأطفال المصابين بالربو الشعبي أو حساسية الصدر أو حساسية القلب «حمى القش» للحيوانات الأليفة في المنزل خوفاً من تفاقم الحالة الصحية لهم حيث تزداد الحساسية ويحدث ضيق في الشعب الهوائية ومشاكل في القلب عن التعرض لأي مواد مهيجة للحساسية».

وذكر أن «هناك فحوصات واختبارات معينة مثل الفحوصات التي تكشف المواد المهيجة للحساسية وهناك اختبارات عامة وأخرى دقيقة ومتخصصة، والأولى من الممكن أن يخضع لها أي شخص على أساس إمكانية معرفة إذا كان لديه حساسية موجودة بالفعل أم لا، وإذا تم اكتشاف ذلك بالاختبار المبدئي وكان إيجابياً نقوم بعدها بإجراء الاختبارات الدقيقة، موضحا أن «الاختبارات العامة تتضمن تحليل الدم وهناك اختبار قياس كفاءة الرئة وهذه الاختبارات تجرى في الفحص الدوري الذي يجرى لبعض الأشخاص».

وفيما يتعلق بالإجراءات الدقيقة التي يتم خضوع الشخص المصاب لها، أفاد د. بديوي بأنها «تتضمن قياس الأجسام المضادة بكل نوع من أنواع المستنشقات التي يمكن أن يتعرض لها المريض في الهواء وأنواع الطعام المختلفة وهذه الاختبارات دقيقة وتعطي نتائج ممتازة وتشخص حالة المريض».

وأوضح أن «الحيوانات الأليفة يخرج منها مواد بروتينية يتفاعل معها جسم الإنسان ويصنع أجساماً مضادة ضدها الأمر الذي يسبب الحساسية، حيث تثير الحساسية مشاكل صحية وتزيد الاحتقان خاصة ما يتعلق بالأنف وغيرها من أعضاء الجسم، وكذلك في الشعب الهوائية».

وكشف أن «تربية الحيوانات الأليفة تؤدي إلى تليف الرئة لدى الأشخاص المؤهلين جينياً للإصابة بالمرض، كما أنها تؤدي إلى تهيج وزيادة الحساسية لدى المرضى المصابين بها خاصة إذا لم يخضع المريض للعلاج الفعال»، موضحاً أن «الإصابة بالتليف ربما تستغرق سنوات حيث يشعر ببعض الأعراض مثل الكحة المزمنة وسماع أزيز من الصدر خلال التنفس ووجود البلغم أو المخاط الأنفي بشكل مبالغ فيه لم يكن موجوداً من قبل، وهذه الأعراض لا تختفي بتناول الأدوية البسيطة لكنها تبقى مستمرة لفترات طويلة».

وقال إن «الإصابة بالتليف ربما يمكن معالجتها في البداية إذا امتنع الشخص المصاب عن مسببات المرض حيث يمكن أن تعود الرئة إلى طبيعتها بعد فترة من الزمن عن طريق تناول مضادات الأكسدة وبعض الفيتامينات ولكن إذا كان التليف مستقراً في الرئة فربما لا نستطيع علاجه، ولكن نقوم بالمحافظة على ألا تزيد نسبته، ونقوم بإعطاء أدوية وعقاقير تحافظ على كفاءة الرئة حتى لا تزداد الحالة سوءاً»، محذراً من مضاعفات التليف التي ربما تؤدي للوفاة على المدى البعيد في الحالات الشديدة، حيث يختلف الأمر من حالة مرضية لأخرى».

ونصح الأشخاص المصابين بالربو الشعبي أو حساسية الأنف «بالابتعاد عن تربية الحيوانات الأليفة لتجنب الإصابة بتهيج الحساسية حيث ربما تكون مدى استجابته للعلاج ضعيفة الأمر الذي يؤثر على كفاءة الرئة».

وحذر من «خطورة نقل العدوى نتيجة الاحتكاك المباشر بالحيوانات الأليفة خاصة وأن الأخيرة تكون حاملة لبعض الأمراض ومن السهل انتقالها مباشرة إلى الإنسان حيث تتكون من مجموعة من الفيروسات والبكتيريا التي تنتقل عن طريق التلامس أو تلوث الطعام وغيرها»، مشدداً على «ضرورة المحافظة على نظافة الحيوان الأليف في المنزل والرعاية الصحية المستمرة له».

وفي رد على سؤال حول طرق العلاج المختلفة، أفاد د. بديوي بأنها «تتضمن في البداية ضرورة الابتعاد عن مصدر الحساسية ومن الممكن تناول كمامات حتى نمنع وصول الفيروسات أو البكتيريا من الحيوان الأليف للشخص، واستشارة الطبيب المختص لوصف بعض الأدوية التي تعالج الحساسية التي تقوم بتوسيع الشعب الهوائية».

وتحدث عن «العلاج البيولوجي وهو نوع من الأدوية الحديثة التي تعالج أصل المرض بشكل ممتاز وسريع وآثارها الجانبية ضعيفة لكن ربما تكون مرتفعة في السعر».

وقال إن «علاج تليف الرئة يكون مختلفاً حيث إذا كانت الحالة في بدايتها نمنع المريض من التعرض للحيوانات الأليفة مع تناول بعض الأدوية البسيطة التي تساعد المريض على الشفاء، لكن إذا حدث التليف بالفعل، نبدأ في وصف الأدوية المضادة للتليفات».