وليد صبري
اكتمال العناية الشخصية باستخدام غسولات الفم وخيط الأسنان
التطهير يتضمن القضاء على الجراثيم والفيروسات الضارة المسببة للأمراض والالتهابات
التعقيم يشمل القضاء على كل أشكال الحياة في المكان المراد تعقيمه بما فيها البكتيريا النافعة
الغسولات الجاهزة لها آثار جانبية تظهر بعد الاستخدام الطويل والعشوائي
أكد اختصاصي جراحة الفم والوجه والفكين وزراعة الأسنان، د. محمد قحطان جبر، أن الاستخدام الطويل لغسولات الأسنان التي تحوي الفلورايد أو الكلورهيكسيدين يؤدي إلى اصفرار الأسنان، مشيراً إلى أن معظم الناس وكثير من الأطباء لا يعرفون الفرق بين التطهير والتعقيم.
وأضاف في تصريح لـ«الوطن الطبية»، أن الفم هو بوابة الجسم، ونظافته مرآة لنظافة الجسم، لافتاً إلى أن العناية بصحة الفم والأسنان أمر مهم جداً للحفاظ على ابتسامة مشرقة ونفس منعش وحماية الأسنان واللثة وكل ما هو بداخل الفم من أي أمراض أو التهابات.
وأشار د. قحطان، إلى أن هناك أمرين يجب الالتزام بهما للحفاظ على صحة الفم والأسنان، أولهما العناية الشخصية المنزلية بصحة الفم والأسنان، إلى جانب الزيارة الدورية لطبيب الأسنان من أجل الفحص والتنظيف الدوري والتي يفضل أن تكون مرة كل 4 أشهر، لأن طبيب الأسنان هو الوحيد القادر على اكتشاف مشاكل الفم والأسنان بشكل مبكر وقبل أن تسبب أي أعراض.
وفيما يتعلق بالعناية الشخصية، أكد جبر، أن الكل يعلم أنها من خلال التنظيف بفرشاة ومعجون أسنان مناسبين، إلا أن اكتمال العناية الشخصية يكون أيضاً باستخدام غسولات الفم وخيط الأسنان، حيث لا تكاد تخلو صيدلية من زاوية وركن خاص لمستلزمات العناية بالفم والأسنان والتي تشكل غسولات الفم معظم هذه الزاوية.
وأضاف، أن غسول الفم التقليدي هو الماء والملح والذي كان يستخدم بكثرة قبل صدور هذه المنتجات وازدياد غزارتها والذي تزامن أيضاً مع ازدياد نسب تسوس الأسنان عند الناس الأمر الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام.
وشرح اختصاصي جراحة الفم والأسنان، الفرق بين الماء والملح كغسول للفم من جهة، والغسولات الجاهزة الموجودة في الصيدليات من جهة أخرى، موضحاً أنه يجب معرفة الفرق بين مفهومين أساسيين هما: التطهير والتعقيم.
وأكد أن التطهير هو القضاء على كل أشكال الجراثيم والفيروسات الضارة التي تتسبب الأمراض والالتهابات، أما التعقيم فهو القضاء على كل أشكال الحياة في المكان المراد تعقيمه وذلك يشمل البكتيريا النافعة الموجودة في أجسامنا بشكل طبيعي والتي تسمى بالفلورا والتي لها دور في صناعة الفيتامينات والأجسام المضادة التي تعزز ونزيد من قوة الجهاز المناعي لدينا فالقضاء عليها يضعف المناعة.
وأكد د. قحطان، أن غسول الفم المثالي للاستخدام اليومي والوقائي هو ذلك الغسول الذي يقوم بالتطهير فقط وليس بالتعقيم ودون أن يحدث تغير بيولوجي عن الوضع الطبيعي، وهذا ما يقوم به تماماً الماء والملح، فهو يقوم بعملية تطهير منطقية وكافية إضافة إلى أن الملح يقوم بعملية سحب بسيطة للسوائل الزائدة الموجودة في الأنسجة الملتهبة مما يساعد في تخفيف الالتهابات.
وبالعودة للغسولات الموجودة في الصيدليات، أكد أنه يجب الانتباه أثناء الاستخدام والالتزام بتعليمات الطبيب الذي وصفها وذلك لعدة أسباب، من بينها أن كل ما هو مكتوب عليه للاستخدام اليومي هو في معظم تركيبة من الماء مع بعض الألوان والأشكال والنكهات الجذابة والتي تعطي شعوراً نفسياً مزيفاً عند المريض أنه قدم شيئاً مفيداً لنفسه مع إضافات تكاد تكون لا تذكر لبعض المواد الدوائية.
ولفت د. قحطان إلى أن الاستخدام الطويل للغسولات الجاهزة يقضي على أو يقلل من البكتيريا النافعة وبالتالي يؤدي إلى نقص مناعة الفم وبالتالي تنشط الفطور والفيروسات، مبيناً أن الاستخدام الطويل للغسولات التي تحوي على الفلورايد أو الكلورهيكسيدين يؤدي إلى اصفرار الأسنان. كما أن الغسولات الخاصة والمركزة بعد الجراحات هي لفترة بسيطة فقط لا تتجاوز الأسبوع بعدها يمكن المتابعة بعد تمديدها بالماء إذا كان هناك حاجة.
وخلص إلى أن كل الغسولات الجاهزة لها آثار جانبية قد لا تظهر سريعاً وإنما بعد الاستخدام الطويل والعشوائي فهي مصنوعة بشكل محدد لتؤدي غرضاً محدداً، ولتحقيق الاستفادة القصوى منها يجب الالتزام بتعليمات الطبيب.