وليد صبري
اعتلال المفاصل السكري عبارة عن فقدان الإحساس بالعضلات وصعوبة في الحركة
نخر العظام السكري يسبب نقصاً في تروية العظام ويضعفها ويتلف الأنسجة المحيطة
إعادة تأهيل مرضى السكري من الأساليب العلاجية لتحسين الصحة البدنية والنفسية
التمارين الهوائية والمقاومة والتحمل من العلاجات المهمة للوقاية والتحكم بالمرض
حذرت دكتورة العلاج الطبيعي وعضو جمعية أصدقاء الصحة د. إيمان مطر، من إهمال علاج مرض السكري، مؤكدة أن «الأشخاص المصابين بالسكري أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل وأمراض العظام بمرور الوقت إذ يؤثر مرض السكري على الجهاز العضلي الحركي ويسبب خشونة مبكرة وتآكل في الغضاريف والعظم ومحفظة المفصل والتهاب في الأوتار، كما يسبب تلف الأعصاب والأنسجة والغضاريف ويزيد من نسبة حدوث التهاب المفاصل الروماتويدي لدى النساء».
وأضافت في تصريحات لـ«الوطن الطبية» أن «داء السكري من الأمراض التي تؤثر في استهلاك الجسم للجلوكوز - سكر الدم المصدر الأساسي لإمداد الطاقة للدماغ والخلايا المكونة للعضلات والأنسجة نتيجة حدوث خلل في استخدام الجسم لهرمون الإنسولين أو خلل في إنتاجه بشكل كاف. وهو مرض مزمن يدوم مدى الحياة ويتطلب اهتماماً مستمراً من قبل الفرد المصاب من ناحية الحمية والغذاء المتوازن والنشاط البدني وتعديل في نمط الحياة».
وتابعت «يعد مرض السكري من الحالات الشائعة جداً التي تؤدي إلى مضاعفات ومشاكل عديدة من أبرزها آلام العظام والمفاصل ونقص فيتامين «د» المهم في تثبيت الكالسيوم في العظام والأسنان إذ أثبتت الدراسات الحديثة أن التغيرات في التمثيل الغذائي للدهون وارتفاع سكر الدم يؤثر مباشرة في صحة الغضاريف والعظام التي تؤدي إلى زيادة سرعة تلف الغضاريف وزيادة خطر نمو النتوءات العظمية».
وقالت «يعد الأشخاص المصابون بداء السكري أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل وأمراض العظام بمرور الوقت إذ يؤثر مرض السكري على الجهاز العضلي الحركي ويسبب خشونة مبكرة وتآكل في الغضاريف والعظم ومحفظة المفصل والتهاب في الأوتار، كما يسبب تلف الأعصاب والأنسجة والغضاريف ويزيد من نسبة حدوث التهاب المفاصل الروماتويدي لدى النساء، إذ يعتقد الباحثون احتمالية حدوث التهاب المفاصل الروماتويدي لدى مرضى السكري من النوع الثاني المهيئين وراثياً للإصابة بذلك».
وأوضحت د. إيمان مطر أنه «من الممكن أن يتسبب داء السكري في تلف المفاصل وهي حالة تسمى اعتلال المفاصل السكري قد تصل إلى فقدان الإحساس بالعضلات مع مرور الوقت وصعوبة في الحركة مع تشوهات في الجهة الأمامية من القدم وشعور المصاب عادة بالخدر والوخز أو قد يصل الأمر إلى فقدانه الإحساس بمفاصله المتأثرة».
ونوهت إلى أن «مرض السكري قد يؤدي إلى حدوث نخر العظام السكري الذي يسبب حدوث نقص في تروية العظام ويقلل من كمية الدم التي تصل إلى العظام فيضعفها ويتلف الأنسجة المحيطة وعادة ما تكون عظمة الفخذ هي أكثر المناطق تأثراً كما أن شكوى معظم مرضى السكري غالباً ما تكون آلاماً متكررة باليدين أو الأصابع أو الكتفين أو القدمين وتيبس فيها واحتمالية إصابتهم بمتلازمة اليد السكرية، ومتلازمة القدم السكرية والتهاب محفظة الكتف اللاصق المعروف أيضا بالكتف المتجمد الذي يؤدي إلى ألم في الكتف ومحدودية بالحركة وتيبس فيه».
وأشارت إلى أن «مرض السكري يسبب الإصابة بهشاشة المفاصل إذ تؤثر الهشاشة على كثافة العظام وتضعفها مع مرور الوقت لأن مصاب السكري يعاني في الغالب من نقص الكالسيوم اللازم لصحة العظام وكذلك فيتامين «د» اللازم لترسيب الكالسيوم في العظام. وتعتبر هشاشة العظام من أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعاً وتؤثر بشكل كبير في الركبتين والوركين والعمود الفقري بالإضافة إلى أن مرض السكري يعتبر عاملاً خطراً من عوامل رفع نسبة الإصابة بمرض النقرس إذ إن العديد من الأشخاص المصابين بمرض النقرس يعانون أيضا من مرض السكري لارتباط المرضين بالسمنة وارتفاع الضغط وقلة النشاط البدني».
وأوضحت د. إيمان مطر أن إعادة تأهيل مرضى السكري من الأساليب العلاجية الفعالة لتحسين الصحة البدنية والنفسية للمصابين إذ إن برنامج العلاج الطبيعي والتأهيل يعمل على إدارة مرض السكري بشكل كبير وإنها حقيقة مثبتة أن النشاط البدني المنتظم يساعد في المحافظة على معدل مستويات السكر في الدم وتحسين استخدام الإنسولين».
وذكرت أن «التمارين الهوائية والمقاومة والتحمل من التمارين المهمة للوقاية والتحكم بمرض السكري، حيث إن مرض السكري يؤدي دوراً كبيراً في تأخر تحسن حالات آلام المفاصل والعضلات ناهيك عن زيادة مدة العلاج والتأهيل كما أنه يبطئ من معدل التئام الجروح بعد العمليات الجراحية ويؤخر وقت بدء البرنامج التأهيلي للمريض لذا وجب على الأشخاص المعرضين للإصابة أو المصابين بداء السكري عدم إهمال الأمر والالتفات إلى تعديل نمط حياتهم غير الصحي والالتزام بالنشاط البدني والتغذية الصحية».