وليد صبري




* الوراثة تلعب دوراً في الإصابة بالسمنة

* العلاج الأوَّلي للسمنة يتضمن إنقاص الوزن بين 5% و10%

* بعض الأدوية تؤدي إلى زيادة الوزن

* النمط الغذائي المعتدل أحد عوامل الوقاية من السمنة

* استشارة الطبيب المختص قبل استخدام أدوية لإنقاص الوزن

* بالون المعدة أحد إجراءات التنظير الداخلي لفقدان الوزن

* ممارسة الرياضة 150 دقيقة أسبوعياً للشخص الطبيعي

كشفت استشارية الصحة العامة، ورئيسة جمعية أصدقاء الصحة، ومؤسس الحملة المجتمعية التطوعية "السمنة لا تليق بي"، د. كوثر محمد العيد، عن دور الخصائص الوراثية في تحديد مدى كفاءة الجسم في تحويل الطعام إلى طاقة، وكيفية تحكم الجسم في الشهية، وكيفية حرق الجسم للسعرات الحرارية أثناء ممارسة الرياضة، موضحة أن الوراثة تلعب دوراً في الإصابة بالسمنة، مشيرة إلى أن اتباع النمط الغذائي المعتدل يعد أحد أسباب الوقاية من المرض.

وأضافت د. كوثر العيد في حوار لـ"الوطن" بمناسبة اليوم العالمي للسمنة، أن علاج السمنة يهدف إلى الوصول إلى الوزن الصحي والحفاظ عليه، وذلك يحسِّن الحالة الصحية بوجه عام، ويقلل من مخاطر حدوث مضاعفات متعلقة بالسمنة، وفي الأغلب نحتاج إلى التعاون مع فريق من اختصاصيي الرعاية الصحية، ويشمل اختصاصي نُظم غذائية أو استشاري سلوكي أو اختصاصي سمنة، للمساعدة في فهم وإجراء تعديلات على العادات الغذائية والأنشطة الحياتية، لافتة إلى أن العلاج الأوَّلي يهدف إلى إنقاص الوزن بنسبة بسيطة تتراوح بين 5% و10% من وزن الجسم الإجمالي. وإلى نص الحوار:

ما أسباب الإصابة بالسمنة؟

- هناك عدة أسباب منها الوراثية والبيئية والنفسية والأيضية والهرمونية تؤثر على وزن الجسم، والتقدم بالعمر أيضاً يلعب دوراً بارزاً في زيادة الوزن نظراً للتغير الفيسيولوجي والهرموني، وتؤثر الجينات الموروثة عن الابوين في مقدار الدهون التي يخزنها الجسم، وأماكن توزيع تلك الدهون، وقد تلعب الخصائص الوراثية أيضاً دوراً في مدى كفاءة الجسد في تحويل الطعام إلى طاقة، وكيفية تحكم الجسم في الشهية، وكيفية حرق الجسم للسعرات الحرارية أثناء ممارسة الرياضة. وتنتشر السمنة بين أفراد الأسرة الواحدة فقد يرجع ذلك إلى الجينات التي يتشاركونها وأيضاً ميل أفراد الأسرة الواحدة أيضاً إلى مشاركة العادات الغذائية ذاتها ومزاولة الأنشطة نفسها. والسمنة تظهر عند تناول سعرات حرارية أكثر مما تحرقه في الأنشطة اليومية العادية والتمارين الرياضية، فالجسم يخزن هذه السعرات الحرارية الزائدة عن الحاجة على هيئة دهون. ومن الأسباب أيضاً، اختيارات نمط الحياة كالنظام الغذائي غير الصحي عالي السعرات، والذي يفتقر إلى الفاكهة والخضروات، والمليء بالوجبات السريعة، والمُتْخَم بالمشروبات عالية السعرات وحِصَص الطعام الكبيرة للغاية يُسهم في زيادة الوزن. ويمكن أن تُسهم المشروبات ذات السعرات الحرارية العالية مثل المشروبات الغازية المحلّاة في زيادة الوزن بشكل كبير، وكذلك قلة النشاط والخمول يُساهم بزيادة الوزن.

ويُمكن أن ترجع السِمْنَة لدى بعض الأشخاص إلى أسباب طبية، مثل بعض المتلازمات وغيرها من الحالات، وقد تُؤدِّي الإصابة ببعض المشكلات الصحية أيضاً، مثل التهاب المفاصل، إلى قلة النشاط، مما قد يَنتُج عنه زيادة الوزن. وقد تُؤدِّي بعض الأدوية إلى زيادة الوزن إذا لم يتمَّ التعويض عن ذلك من خلال النظام الغذائي أو الأنشطة. وتتضمَّن هذه الأدوية بعض مضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة لنوبات الصرع، وأدوية السكري، والأدوية المضادة للذهان، والستيرويدات وغيرها.

كيف يمكن علاج السمنة؟

- يهدف علاج السمنة إلى الوصول إلى الوزن الصحي والحفاظ عليه، وذلك يحسِّن الحالة الصحية بوجه عام، ويقلل من مخاطر حدوث مضاعفات متعلقة بالسمنة، وفي الاغلب نحتاج إلى التعاون مع فريق من اختصاصيي الرعاية الصحية، ويشمل اختصاصي نُظم غذائية أو استشاري سلوكي أو اختصاصي سمنة، للمساعدة في فهم وإجراء تعديلات على العادات الغذائية والأنشطة الحياتية، وعادةً ما يهدف العلاج الأوَّلي إلى إنقاص الوزن بنسبة بسيطة تتراوح بين 5% و10% من وزن الجسم الإجمالي. ويعني ذلك أنه إذا كان الوزن مثلاً 91 كغم، فستحتاج إلى إنقاص حوالي 4.5 إلى 9 كغم من وزنك فقط لتبدأ صحتك في التحسن. وتتطلب كل برامج إنقاص الوزن إجراء تغييرات على العادات الغذائية وزيادة الأنشطة البدنية. ولكن تختلف طرق العلاج المناسبة من شخص لآخر وتعتمد على مستوى الإصابة بالسمنة والصحة في المجمل وقوة الإرادة للمشاركة في خطة إنقاص الوزن كالتغييرات في النظام الغذائي مع اختصاصي تغذية علاجية، والتدريب الرياضي اليومي، وقد يكون على أيدي اختصاصيين لمعرفة التمارين المناسبة لكل منطقة بالجسم وتأديتها بشكل صحيح، والتغييرات السلوكية على أيدي مختصين في تغيير السلوك كأخصائي نفسي وخبير في تعزيز الصحة، وهناك أدوية إنقاص الوزن تُستخدم إلى جانب تعديل النظام الغذائي وممارسة الرياضة والتغيرات السلوكية، وليست بديلاً عنها. وقبل اختيار الدواء، سيأخذ الطبيب في الاعتبار التاريخ الصحي، بالإضافة إلى الآثار الجانبية المحتملة. وتضمّ أكثر الأدوية استخداماً في علاج السمنة، والمعتمدة لدى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ما يلي:

- بوبروبيون- نالتريكسون "Contrave".

- ليراغلوتايد "Saxenda".

- أورليستات "Alli،‏ Xenical".

- فنترمين-توبيراميت "Qsymia".

ولا تناسب أدوية إنقاص الوزن مع جميع الأشخاص، وقد يتلاشى مفعولها مع مرور الوقت. وعندما تتوقف عن تناول دواء إنقاص الوزن، قد تستعيد الكثير من الوزن أو كل الوزن الذي فقدته لذلك لابد من استشارة الطبيب المختص قبل البدء باستخدام هذه الأدوية والمتابعة معه. وهناك إجراءات التنظير الداخلي لفقدان الوزن مثل تكميم المعدة بالتنظير الداخلي وبالون المعدة لإنقاص الوزن. وأيضاً هناك خيارات جراحات إنقاص الوزن حسب ضوابط ومعايير يحددها الطبيب المختص مثل ربط المعدة أو جراحة تحويل مسار المعدة أو التكميم.

ما هي طرق الوقاية من المرض؟

- هناك عوامل ثابتة لا نستطيع تغييرها للوقاية من مرض السمنة مثل الوراثة والأمراض وأدوية هذه الأمراض الضرورية لعلاجها، ولكن يبقى الالتزام بالنمط الغذائي المعتدل حسب كل حالة صحية وللأصحاء مع النمط الرياضي اليومي والتكيف مع ضغوطات الحياة والنوم الكافي باليوم الواحد وتجنب التدخين والاهتمام بالفحوصات الدورية من أهم العوامل التي تساعد على الوقاية من مرض السمنة ومضاعفاتها.

ما عدد الساعات المناسبة لممارسة الرياضة أسبوعياً؟

- تنصح منظمة الصحة العالمية بممارسة النشاط الرياضي المعتدل الشدة نصف ساعة على الأقل باليوم لمدة 5 أيام بالأسبوع أي ما يقارب 150 دقيقة أسبوعياً للشخص البالغ والذي صحته مستقرة، أما الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وتصلب الشرايين مثلاً فعليهم ممارسة الرياضة بعد استشارة طبيبهم المعالج بالوقت والمدة وبمصاحبة شخص لمساعدتهم وقت الحاجة للمساعدة أثناء ممارسة الرياضة.