أنس الأغبش

أكد مصدر مقرب من الجيش السوداني، انهيار منظومة تمرد الدعم السريع ودحره وذهاب الحرب إلى مرحلة الانتهاء، مشيراً في الوقت نفسه إلى اختفاء «الدعم السريع» من الشوارع الرئيسة والارتكازات في العاصمة الخرطوم.

وأضاف المصدر في تصريح خاص لـ»الوطن»، أنه تم تنفيذ حملة دحر «الدعم السريع» أمس الأول للقضاء على كافة الجيوب والارتكازات والمظاهر السالبة التي انتهجتها من سلب ونهب وترويع للمواطنين واحتلال المستشفيات وتدمير المؤسسات الاستراتيجية للدولة والجامعات.



وأوضح أن الحملة حققت نجاحاً كبيراً أدت إلى هروب وقتل الكثيرين وتدمير كثير من آليات «الدعم السريع»، فيما تم استلام عربات بتسليح كامل بعد هروب من فيها، لافتاً إلى أن نتائج الحملة ظهرت بوضوح أمس حيث اختفت قوات الدعم السريع من الطرق الرئيسة والارتكازات، مع استمرار الحملة إلى آخر الأسبوع وبعدها لن يكون هناك متمرد.

وحول عدد الوفيات والإصابات جراء الاشتباكات من الجانبين، أكد المصدر أنه لا توجد إحصائيات دقيقة لكن عددها قليل في صفوف الجيش، مشيراً إلى أن عدد الوفيات من جانب «الدعم السريع» تجاوز عشرات الآلاف منذ بداية الغارات عبر الطيران والقوات البرية.

ولفت المصدر، إلى أن عدد المواطنين الذين استشهدوا نتيجة للغارات من الجانبين ربما تجاوز الـ100 بقليل، نتيجة لتصرفات الدعم السريع الخارجة عن المواثيق الدولية وانتهاك حقوق الإنسان وأيضاً من خلال حالات النهب والسرقة.

وعن عدد الضحايا المدنيين والجرحى منذ وقوع الاشتباكات في الخرطوم، أكد أن عددهم ليس كما ينشر عبر القنوات التي تضخم الأمر من خلال «لجنة الأطباء المركزية» الافتراضية التي ليس لها وجود على أرض الواقع ولها أجندة لخدمة طرف الصراع الآخر وبعيدة كل البعد عن الأخلاق والمهنية، إلا أنه أشار إلى أن عدد الجرحى بمستوياته المختلفة لا يتجاوز 700 جريح وتلقوا العلاج اللازم وتماثلوا للشفاء وأغلبها إصابات سطحية.

وقال المصدر: «ونحن من أرض العمليات، فإن أسطورة الدعم السريع التي جاءت عبر غفلة من الزمان من تاريخ السودان لم يعد لها وجود تماماً في الخرطوم وقريباً على مستوى السودان»، موضحاً أن أياماً عصيبة شهدتها البلاد مرت على غفلة من الزمان وأصبحت الآن ذكريات.

وقدم تحية للشعب السوداني الذي أثبت صبره، خلال هذه الفترة التي شهدت أحداثاً دامية، ناهيك عن الرعب والخوف وفقدان الأنفس والمال وبشاعة تصرفات الدعم السريع بما فيها الانتهاكات الإنسانية وحالات الاغتصاب والنهب التي مارسها على الشعب السوداني وممتلكاته.

وأضاف قائلاً: «على الرغم من كل ذلك كان الشعب السوداني مسانداً للقوات المسلحة وستشهد البلاد في مقبل الأيام استنفار المواطنين لبناء وإزالة آثار الحرب وستعود الحياة إلى طبيعتها قريباً».