بعد الكشف عن خيوط المبادرة التي أطلقتها الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (الإيغاد) أمس خلال القمة التي عقدتها في جيبوتي، من أجل حل الصراع المشتعل في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نحو شهرين، أتى الرد الرسمي من الخرطوم.

فقد أوضحت وزارة الخارجية في بيان، اليوم الثلاثاء، أن الوفد السوداني اعترض على ترؤس كينيا اللجنة الرباعية (المؤلفة من إثيوبيا والصومال وجنوب السودان وكينيا) المكلفة بمتابعة المساعي بهدف التوصل إلى الحل.

تمسك بسيلفاكير



وطالب بالإبقاء على رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت رئيساً للجنة.

كما طلب حذف أي إشارة تخرج موضوع وساطة الإيغاد من البيت الإفريقي. وأوضحت الوزارة أن الوفد أبدى اعتراضه على هذه المسائل التي وردت في مسودة البيان الختامي للقمة، نظراً لعدم مناقشتها والاتفاق عليها، وطالب بحذفها.

ماذا تضمنت مبادرة "إيغاد"؟

وكانت مبادرة إيغاد اقترحت تشكيل لجنة رباعية برئاسة كينيا لمتابعة الملف السوداني، وتنظيم لقاء "وجها لوجه" بين قائدي الجيش عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع محمد حمدان دقلو، طرفي النزاع لإيجاد حل دائم للأزمة، على أن تبدأ الهيئة خلال 3 أسابيع في إدارة حوار وطني بين قوى مدنية سودانية أيضا لبحث أزمة البلاد.

كما تضمنت بحث فتح ممرات إنسانية مع طرفي النزاع، ولقاء بين البرهان وقادة جنوب السودان وكينيا وإثيوبيا وجيبوتي.

إلا أن مصادر في مجلس السيادة الذي يرأسه البرهان، استبعدت أمس أن يوافق الأخير على المقترح الإفريقي بعقد لقاء مع حميدتي.

يذكر أن الصراع الذي اندلع بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في البلاد، منذ 15 أبريل الماضي، أسفر عن مئات القتلى وآلاف الجرحى، فيما عمت الفوضى في العديد من المناطق لاسيما الخرطوم وإقليم دارفور، وسط مخاوف دولية من أن تتمدد شعلة التوتر إذا ما طالت الحرب الدول المجاورة، أو تتحول إلى حرب أهلية وقبلية.

في حين لم تصمد عشرات الهدن التي أعلنت سابقا بين الطرفين، إذ خرقت في الساعات الأولى لدخولها حيز التنفيذ على الرغم من تعهد الجانبين في مفاوضات جدة بالالتزام بحماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية والانسحاب من المستشفيات في اتفاق وقع في 20 مايو الماضي.