روت أم يمنية فقدت اثنين من أبنائها، وهما يقاتلان في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية، كيف تعاملت معها قيادات الميليشيات بعد ذلك، ووجهت نصيحة هامة وتحذيراً لبقية الأمهات.

ونقلت مواقع إخبارية محلية حكاية هذه الأم (لم تفصح عن هويتها لأسباب أمنية)، التي قالت إنها "فقدت اثنين من أبنائها وهما يقاتلان مع الحوثيين، أحدهما (الأصغر) في عدن قبل أكثر من عامين، ولم تستلم حتى جثته، والآخر قبل 8 أشهر قتل في جبهة الحدود".

وبحسب الأم (أرملة)، فإنها بعد مقتل ابنيها الوحيدين لم تجد من يعول بناتها الثلاث، وأبناء نجلها الأكبر الذي قتل في الحدود.

وأشارت إلى أن الحوثيين عقب تشييع ابنها الثاني، سلموا لها سلة غذائية واحدة قبل 8 أشهر، ولم يصرفوا لهم أي رواتب أو اعتمادات، بحجة أن ابنيها "ليسا من أسرة هاشمية"، وهم "القناديل" كما يطلق عليهم الشارع اليمني، أي من الأسر الحوثية التي تزعم أنها من "آل البيت".

وأوضحت الأم أنها ترددت لمرات كثيرة على مقرات الحوثيين، راجية اعتماد مساعدة شهرية لها لتدبير الاحتياجات الأساسية لبناتها وأبناء نجلها، الذي قتل وهو يقاتل معهم، وقالت إن ردودهم تنوعت "بين من يشيد بها لأنها "أم قتلى" وبين من يزجرها ويقول لها إن كل الأسر لديها قتلى، ولم تطالب بأي مساعدات".

وأضافت أنها تعرضت للطرد من منزل "مشرف حوثي"، ذهبت إليه حتى أن يعطوها "ما تبقى من الوجبات التي يأكلونها حتى لا تموت جوعا مع بناتها وأحفادها " لكن زوجة المشرف الحوثي "طردتها وأهانتها"، كما قالت.

وأبدت ندمها الشديد لعدم منع ابنيها من الذهاب لجبهات القتال مع الحوثيين، قائلة: "ابناي ما خلونا نحتاج لأي أحد وكنا نأكل أفضل الوجبات والآن بعد مقتلهما رجعنا ندور بقايا الأكل حق المشرفين لكن يطردوني من أبوابهم وما عاد حصلت حتى لقمة منهم".

ونصحت بقية الأمهات بمنع أبنائهن من القتال في صفوف الحوثيين، وعدم تكرار تجربتها المريرة، وقالت إنها مستمرة في تحذير كل الأمهات في حيها والأحياء المجاورة من إرسال أبنائهن للقتال في صفوف الحوثيين.

وزجت ميليشيات الحوثي بالآلاف في معاركها الخاسرة ضد الشعب اليمني منذ انقلابها على السلطة الشرعية أواخر عام 2014م، وتواجه حاليا نقصا عدديا كبيرا بعد تعرضها لخسائر فادحة مؤخرا، ما دفعها إلى ابتداع "حيلة جديدة" مع فشلها في استقطاب مجندين جدد وهي فتح "باب التجنيد في وزارة الدفاع"، لإيهام الضحايا أنهم سيحصلون على وظيفة حكومية ومرتب، في حين أنها تسعى لإرسالهم إلى محارق الموت.