دمشق - رامي الخطيب

غابت بلدة الجيزة بريف درعا عن الأحداث لفترة طويلة لتعود هذه المرة ولكن عبر مأساة جديدة ذكرت الناس بقصة الطفل حمزة الخطيب الذي تم اعتقاله في بداية الثورة السورية، ومات تحت التعذيب في سجون نظام الرئيس بشار الأسد، وشغل وسائل الإعلام المحلية والدولية حينها.

المأساة هذه المرة هي للطفل عبد العزيز الخطيب ابن العشرة أعوام، الذي خطف منذ أيام على طريق الجيزة - السهوة ليظهر في فيديو وهو يتعرض لتعذيب على أيدي خاطفيه الذين طالبوا بفدية مليون دولار مقابل إطلاق سراحه.



وقد أثارت تلك الحادثة ردود أفعال واسعة، وجعلت الكثير من السوريين يتساءلون عن الوحوش الآدمية التي تقوم بتعرية طفل والتنكيل به وتدميته وضربه مقابل مبلغ من المال وكيف لوالديه أن يستوعبا الصدمة وأين الأجهزة الأمنية التابعة للمعارضة والتي يتهمها كثيرون بأنها تعاني من شلل تام حتى في حماية عناصرها.

حوادث الخطف ليست جديدة في درعا ولكن الجديد هو اختطاف طفل في هذا العمر وتعرضه لتعذيب شديد ليظهر وهو مدمى ويرسل نداء توسل لأهله لكي يخرجوه من سجنه، في حين يظهر على جسده الغض آثار سياط من خاطفين تجردوا من كافة معاني الإنسانية مقابل المال.

مبلغ المليون دولار هو مبلغ جديد في قاموس الخطف مقابل الفدية التي تشهدها حوادث الخطف والتعذيب بشكل شبه يومي في سوريا، اذ كيف لأسرة عادية أن تؤمنه إذا كان معدل راتب الموظف الحكومي 100 دولار تقريبا كحد اقصى وعملية جمع التبرعات اصبحت صعبة وسط الضنك الذي يخيم على البلاد قاطبة بسبب الحرب المستعرة.

يذكر أن ريف درعا يشهد فلتاناً أمنياً وسط عجز فصائل المعارضة، فيما أصبح تسيير دوريات امنية حلما لدى الأهالي، بينما تعاني بلدة الجيزة بالتحديد من الخطف أكثر من غيرها بسبب ثراء أهلها.