الخرطوم - محمد سعيد

اختتم رئيس جمهورية مصر العربية المشير عبدالفتاح السيسي زيارته للعاصمة السودانية الخرطوم، والتي استغرقت يومين، أجرى خلالها مباحثات مع رئيس جمهورية السودان المشير عمر البشير. حيث بحث الرئيسان، سبل تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات بما يحقق المصالح المشتركة ويدفع بالعلاقات إلى أهدافها الاستراتيجية، مؤكدَين دعمهما لتلك الجهود عبر إرادة سياسية قوية مشتركة.

تطوير العلاقات



وأعلن الرئيس السوداني المشير عمرالبشير، أن السودان ومصر سينقلان العلاقات المشتركة بينهما لمرحلة العلاقات الاستراتيجية في كافة المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية، وتطوير مشاريع الربط بين البلدين الشقيقين برياً وعبر السكك الحديدية، وتطوير الربط الكهربائي بينهما.

وقال البشير، عقب جلسة المباحثات المشتركة التي عقدها مع نظيره المصري المشير السيسي بالقصر الجمهوري، إن السودان ومصر تربطهما علاقات التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك، مبيناً أن نهر النيل وحده يربطهما مع بعضهما البعض بنسبة 75%، مثنياً على حرص الرئيس السيسي على تطوير علاقات مصر مع السودان ووضعها على المسار الصحيح، مؤكداً أن السيسي ومنذ تسلمه السلطة كان حريصاً على التواصل مع أشقائه في السودان وتطوير العلاقات معهم.

وأضاف البشير أن زيارة الرئيس السيسي للسودان سيكون لها بعدها فيما يتعلق بمزيد من تطوير العلاقات بين البلدين، موضحاً أن هذا التصريح ليس للاستهلاك الإعلامي أو السياسي ولكن سيشهده الجميع على أرض الواقع.

تنسيق كامل

من جانبه، أكد المشير عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر، أن زياراته للسودان تمتاز بطبيعة خاصة، وأنه يمثل أولوية للأشقاء في مصر سواء المسؤولين في الدولة المصرية أو المواطنين المصرين، مبيناً أن العلاقات المصرية السودانية تتجه الآن نحو التنسيق الكامل بينهما في كافة المجالات، والسعي لدعم المصالح الاستراتيجية المشتركة بين الشعبين الشقيقين والدولتين في كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والمائية والثقافية، موضحاً أن ما يربط مصر والسودان من مصير مشترك ووشائج تاريخية يندر أن يتكرر بين أي دولتين على مستوى العالم.

وأثنى السيسي على جهود الرئيس البشير وطاقمه الحكومي لتطوير العلاقات مع مصر خاصة على صعيد لجان التعاون المشتركة بين البلدين، والشروع في تنفيذ مشاريع حيوية مشتركة بين البلدين كالربط الكهربائي وتعزيز التشاور والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأشاد الرئيس المصري بجهود السودان لتحقيق السلام في دولة جنوب السودان، مؤكداً أن تحقيق السلام في دول الجوار الإقليمي يعود بالنفع على كل الأطراف، مجدداً دعم مصر لهذه الجهود السودانية لتحقيق السلام في المنطقة، وحتى ينعم شعب جنوب السودان بالسلام والأمن والاستقرار الذي يستحقونه.

وعبر السيسي عن سعادته بالتطورات الإيجابية في العلاقات الإثيوبية الإرترية، معلناً أن مصر ستواصل دعمها الكامل لتحقيق السلام الكامل والتعاون البناء بين البلدين الشقيقين.

أنموذج للتعاون والتكامل

وأكد السيسي على أهمية واستراتيجية العلاقات بين السودان ومصر، وقال أثناء لقاء بالنائب الأول للرئيس السوداني بكري حسن صالح، إن السودان ومصر سيقدمان أنموذجاً للتعاون والتكامل لخدمة الشعبين الشقيقين وللمنطقة العربية والأفريقية خاصة في ظل الأحداث التي تمر بها المنطقة.

شراكة استراتيجية

ودعا الرئيس السيسي وسائل الإعلام السودانية والمصرية، إلى العمل على تعزيز وتعضيد قيم الخير والسلام والاستقرار، وأن تكون منبراً لانطلاق علاقة البلدين إلى آفاق أرحب. وعبر خلال اللقاء الإعلامي الذي عقده بمقر إقامته بفندق كورنثيا، عن عدم رضائه على بعض ما يكتب في وسائل الإعلام المصرية، مشيراً إلى أن ذلك لا يخدم مصالح البلدين والشعبين.

وأكد السيسى، أن لمصر مبادئ سياسية تقوم على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى أو التآمر عليها، لافتاً إلى أن مصلحة مصر والسودان فوق كل المصالح.

وقال: "إن السودان لن يرى من مصر إلا الخير، وسنمد أيدينا دائماً لأشقائنا في السودان، وإن ما يبدو من مشاكل أو خلافات فهو أمر طبيعي متعلق بطبيعة البشر.

وأضاف: "سنسعى لبناء شراكة استراتيجية مع السودان عبر العمل الدؤوب لتطوير التعاون والتنسيق والاستفادة من الفرص المتاحة والتشابه في البناء الاقتصادي للدولتين لتحقيق الأهداف المنشودة.

وأشار الرئيس المصري إلى الاتفاق على تفعيل اللجنة المشتركة لمناقشة كافة القضايا عبر خارطة طريق واضحة بمواقيت وأهداف محددة.

انعقاد اللجنة الرئاسية في أكتوبر

وفي غضون ذلك، أعلنت الخرطوم والقاهرة عن عقد أعمال اللجنة الرئاسية العليا بالخرطوم في شهر أكتوبر المقبل، وطبقاً للبيان الختامي المشترك بعد نهاية الزيارة، اتفق الجانبان على تفعيل كافة آليات العمل الثنائي بين البلدين، ومتابعة تنفيذ ما تم توقيعه من اتفاقات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية.

وبحسب البيان، دعا البشير والسيسي أطراف النزاع الجنوبية إلى عدم تفويت الفرصة والاستماع لصوت الحكمة والالتزام بالتوقيع على اتفاق سلام يعيد الأمن والاستقرار لمواطني جمهورية جنوب السودان.

وأعرب الجانبان عن اهتمامها البالغ بأمن منطقة البحر الأحمر، وضرورة التشاور والتنسيق المستمر، تعظيماً للمصالح ومنعاً للتدخلات الأجنبية السالبة والتسابق الإقليمي للسيطرة على المنطقة بما يتعارض ومصالح شعوبها.