باريس - لوركا خيزران

بدأت ملامح النزاع الفرنسي التركي تتضح أكثر فأكثر في شرق شمال سوريا حول من سينهي مهمة "القضاء على تنظيم الدولة "داعش" مع إعلان وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورنس بارلي عزم بلادها على "إنهاء المهمة" ضد تنظيم الدولة في سوريا في الوقت الذي تشهد فيه انسحاباً أمريكياً، ما رأى فيه المحلل السياسي الفرنسي أليكس لاغاتا في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، "تأكيداً فرنسياً على أن مهمة إنهاء "داعش" مسؤولية فرنسية جراء تضررها من هجمات التنظيم الإرهابية".

وأعلنت فرنسا إرسال مقاتلات حربية من نوع "رافال" إلى سوريا لضرب مواقع "داعش" في آخر معاقله في المنطقة الشرقية، وقالت بارلي، عبر "تويتر"، "إقلاع طائرات الرافال، وفي أقل من ساعة ستكون فوق شمال شرقي سوريا (...) لدينا مهمة لنكملها في مواجهة داعش، وعلينا أن ننهي المهمة".



وعرضت الوزيرة الفرنسية ضمن التغريدة صورة لطائرة حربية في أثناء توجهها إلى شمال شرق سوريا.

وقال المحلل السياسي الفرنسي أليكس لاغاتا لـ"الوطن" إن تصريحات المسؤولة الفرنسية تعني أن "باريس تنازل أنقرة على ملء الفراغ مكان أمريكا، لا سيما في ما يخص قتال تنظيم الدولة، إذ إن تركيا سبق أن قدمت تعهدات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حال انسحاب بلاده من سوريا بأنها ستقوم بإنهاء تنظيم الدولة".

وأضاف لاغاتا أن "إبداء ترامب مرونته بشأن تعديل خطتة تجاه سوريا وإبطاء عمليّة سحب الجنود الأمريكيين، لن يقلل من غضب فرنسا واندفاعها لإتمام مهمة القضاء على التنظيم وعدم إخلاء الساحة لتركيا".

وزيرة الجيوش الفرنسية شددت لدى احتفالها في الأردن بالعام الجديد مع القوات الفرنسية المشاركة في مكافحة تنظيم الدولة ضمن جهود التحالف الدولي، على ضرورة "إنهاء المهمة" والتصدي لتنظيم الدولة قبل الانسحاب الأمريكي المعلن من سوريا.

وقالت الوزيرة في كلمة ألقتها أمام الطيارين الفرنسيين في قاعدة "اتش 5" الجوية الأردنية التي تنطلق منها مقاتلات فرنسية لضرب تنظيم الدولة في سوريا المجاورة، "عند وصولكم "عام 2014"، كان التفويض واضحاً، تدمير "داعش". وهو لم يتغيّر. لدينا مهمة يجب إنجازها".

وأضافت مخاطبة العسكريين المشاركين في عملية "شامال"، الشق الفرنسي من الحملة الدولية ضد التنظيم في العراق وسوريا، "جئت إلى هنا لأقولها مرة أخرى: فرنسا تواصل القتال ضد التيار الجهادي "..." أعوّل عليكم منذ الغد لمواصلة المهمة"، مذكرة بسلسلة الاعتداءات الدموية التي ضربت فرنسا منذ عام 2015 وتبناها تنظيم الدولة.

ويأتي تصريح الوزيرة الفرنسية رغم امتعاض أنقرة من إصرار فرنسا على إبقاء قواتها لدعم الفصائل الكردية "قسد" التي تقاتل داعش وتعتبرها تركيا فصائل إرهابية وتتحضر لمعركة تستأصلها من المنطقة.

وكان ترامب فاجأ حلفاءه في منتصف ديسمبر الماضي، حين أعلن سحب الجنود الأمريكيين المنتشرين في سوريا، وعددهم ألفان، في قرار كان له وقع الصدمة.

وقالت الوزيرة الفرنسية "إنه قرار مباغت أحادي الجانب" من البلد الذي يقود التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، مشيدة بالتزام الجنود الفرنسيين "المثالي والشجاع والضروري".

وسبق أن أعلنت فرنسا موقفاً معارضاً لقرار ترامب انسحاب بلاده من سوريا.

وأكد النقيب الفرنسي غيوم أمام مقاتلته الرافال المزودة بأربع قنابل من طراز "إي 2 أس أم" والجاهزة للإقلاع في مهمة في الصباح الباكر لدعم الجنود الذي يقاتلون تنظيم الدولة على الأرض "لايزال هناك الكثير من العمل لاستعادة متوسط وادي الفرات".