بغداد – وسام سعد

شهدت محافظة دهوك شمال العراق تظاهرات واسعة ضد القصف التركي على مناطق في المحافظة والذي أسفر عن مقتل 5 من المدنيين خلال الأيام الماضية حيث هاجمت مجموعة من سكان المحافظة مقراً أمنياً تركياً خلال التظاهرات التي تشهدها المحافظة منذ يومين.

وشارك في التظاهرات التي انطلقت بمنطقة شيلادزي التابعة لقضاء العمادية أهالي ضحايا القصف التركي، وأسفرت عن حرق آليات عسكرية تركية وحرق أجزاء من المقر التركي.



وتعرض بعض المتظاهرين إلى جروح أثناء الهجوم على مقر القوات التركية التي تتواجد في المحافظة، كما تدوالت العديد من وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن أسر المتظاهرين لبعض الجنود الأتراك.

وأقدم متظاهرون كرد غاضبون على حرق ثكنة عسكرية تركية بمحافظة دهوك في إقليم كردستان العراق، وذلك رداً على قصف تركي أوقع ضحايا بين المدنيين.

وأكد مسؤول طبي مقتل محتج خلال اقتحام القاعدة العسكرية التركية في شمال العراق.

وقالت مصادر إن الثكنة العسكرية تقع بالقرب من المناطق الحدودية مع تركيا، وتحديدا في ناحية شيلادزى بدهوك.

وسيطر المتظاهرون على الموقع العسكري التركي، وأفادت أنباء بوقوع إصابات في صفوف المتظاهرين الغاضبين الذين اقتحموا مقر الثكنة العسكرية التركية في دهوك.

وبحسب المصادر، فإن التظاهرة جاءت بعد سقوط قتلى مدنيين في قصف تركي على أحد مواقع حزب العمال الكردستاني المناوئ لتركيا.

واعلنت وزارة الصحة العراقية "مقتل محتج عراقي خلال اقتحام مقر للجيش التركي في دهوك وارتفاع حالات الإصابة إلى 10 حالات".

وقال مدير صحة منطقة آميدي د. نجيب سعيد، إن "10 متظاهرين أصيبوا بجروح متفاوتة خلال الاحتجاجات، لكن أغلب الإصابات طفيفة".

ونشر ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديو قالوا إنها "تظهر المتظاهرين الأكراد وهم يحرقون مقر القوات التركية في المنطقة ويستولون على بعض المعدات العسكرية التابعة له".

وذكرت وسائل إعلام كردية عراقية أن "قوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق توجهت في أعقاب هذا التصعيد إلى الموقع، وتمكنت من تهدئة الوضع".

واخلت قوات البشمركة الكردية المتظاهرين المحتجين من القاعدة العسكرية الكردية في دهوك بعد انسحاب القوات التركية منها بالكامل، فيما نفى مسؤول محلي وقوع أسرى أتراك بيد المتظاهرين.

وذكر بيان صحافي لقوات البيشمركة الكردية تلقت "الوطن" نسخة منه أن "قوات البشمركة سيطرت على القاعدة العسكرية التركية في شيلادزى شرق دهوك، بالكامل وأخلت جميع المتظاهرين بشكل سلمي".

وأضاف البيان أن "عملية الاقتحام اسفرت عن اصابة اثنين من المواطنين نتيجة التدافع بينهم"، لافتاً إلى أن "الجيش التركي أطلق النار بالهواء فقط والإصابات ليست دموية إنما نتيجة الاختناقات".

وأكد أن حصيلة الاقتحام، هي حرق دبابتين، وأربع عجلات، بالإضافة إلى محتويات المقر العسكري بالكامل، مؤكداً أن "القوات التركية انسحبت، إلى إحدى الثكنات العسكرية التركية القريبة، قبل وصول المتظاهرين إلى المقر".

ووصلت طائرات حربية تركية إلى منطقة شيلادزي غرب دهوك بإقليم كردستان، فيما كانت تحلق على علو منخفض مما سبب الهلع لدى أهالي المنطقة.

وأكد النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني محمد شاكر أن "اقتحام معسكر القوات التركية في دهوك كان من قبل الأهالي"، فيما دعا إلى "ضرورة أن تحل تركيا خلافاتها مع حزب العمال الكردستاني".

وقال شاكر في بيان صحافي تلقت "الوطن" نسخة منه أن "أهالي ناحية شيلازدي قاموا باقتحام معسكراً للقوات التركية، نتيجة القصف التركي على منازلهم"، مبيناً أن "جميع أهالي الناحية شاركوا بالتظاهرة التي أعقبها اقتحام المعسكر".

واضاف ان "على تركيا انهاء خلافاتها مع حزب العمال الكردستاني عن طريق الحوار، لإنهاء هذه المشكلة والقصف التركي المتكرر على مناطق في اقليم كردستان"،لافتاً إلى "ضرورة أن تعمل الحكومة الاتحادية على حفظ سيادة العراق وعدم السماح لأي دولة جارة بقصف المناطق العراقية".

ويطالب سكان القرى الحدودية مع تركيا داخل اقليم كوردستان كلاً من مسلحي حزب العمال الكوردستاني والقوات التركية بنقل معاركهم إلى داخل الأراضي التركية، حيث تسبب القتال بين الجانبين إلى وقوع العديد من الضحايا في صفوف سكان تلك القرى بالاضافة لاخلاء المئات منها خوفاً من القصف والقتال بين الجانبين.

وكثيراً ما تطالب حكومة اقليم كردستان حزب العمال بإخلاء المناطق الحدودية التي يسيطر عليها تحاشيا لتعرض السكان والقرويين للقصف، لافتة إلى إن "اتخاذ مقاتلي حزب العمال الكوردستاني أراضي الإقليم قواعد لهم سبب رئيسي لتعرض القرويين الى القصف التركي".

وناشد أهالي مناطق شيلادزي وديرك ووانه التابعة لقضاء العمادية في محافظة دهوك الحكومة الاتحادية بالتدخل لحمايتهم من الطائرات التركية التي تحلق بشكل منخفض في سماء مناطقهم، وذلك على اثر اقتحام متظاهرين لقاعدة عسكرية تركية في القضاء واحراق بعض العجلات المتواجدة هناك.

واضاف الأهالي أن "الطائرات التركية مستمرة بقصف مناطقهم، رغم أنهم يمتهنون الزراعة وليس لهم علاقة بعناصر حزب العمال الكردستاني مؤكدين أن عناصر الحزب يقومون بالاختباء بتلك القرى".