كررت فرنسا الخميس دعوتها لبنان إلى تشكيل حكومة سريعة واعتماد إصلاحات "عاجلة"، محذّرة أنه إذا لم يتم ذلك، فإن البلاد تواجه خطر الزوال.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في حديث لإذاعة "آر تي إل" إن "الخطر اليوم هو اختفاء لبنان بسبب تقاعس النخبة السياسية التي يتعين عليها تشكيل حكومة جديدة سريعا لتنفيذ إصلاحات ضرورية للبلاد.

وأضاف لو دريان "لن يوقع المجتمع الدولي شيكا على بياض إذا لم تنفذ (السلطات) الإصلاحات. عليهم تنفيذها سريعا... لأن الخطر اليوم هو اختفاء لبنان".



وتابع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إنه "من غير الممكن أن يستمر سياسيو لبنان بتقاعسهم"، لافتا إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيكرر لدى عودته إلى بيروت أنه "لم يعد ممكنا أن يتفق الساسة اللبنانيون على عدم التحرك".

وأوضح "الكل يعرف ما يجب القيام به لكن لم تعد هناك حكومة في لبنان في الوقت الراهن"، بعد استقالة رئيس الوزراء حسان دياب وحكومته وسط انتقادات بالتقصير العام على أثر انفجار كمية كبيرة من نترات الأمونيوم في مرفأ المدينة أسفر عن مقتل حوالى 180 شخصا ودمر أحياء كاملة في بيروت.

وبعد أكثر من أسبوعين على استقالة حكومة دياب، لم يحدد الرئيس ميشال عون بعد موعدا لإجراء مشاورات نيابية يتم على أساسها تعيين رئيس جديد للحكومة، وسط خلافات بين الأحزاب التقليدية التي تسيطر على البرلمان.

ولفت لودريان إلى أنه "يجب إعادة تشكيل الحكومة ويجب أن يتم ذلك بسرعة لأن الأمر ملحّ، ملحّ إنسانيا وصحيا (...) وملحّ سياسيا، إذا أرادوا أم يصمد هذا البلد".

وقال جان إيف لودريان إن هذا يتطلب تشكيل "حكومة مهمات" يمكنها بسرعة تنفيذ "إصلاحات أساسية وإلا فإن المجتمع الدولي لن يكون موجودا" للمساعدة.

ولفت إلى أنه "لن نوقع شيكا على بياض لحكومة لا تنفذ الإصلاحات التي يعرفها الجميع" وذكر منها خصوصا الخدمات العامة والنظام المصرفي.

وأرسل ماكرون خارطة طريق إلى السياسيين اللبنانيين تتناول إصلاحات سياسية واقتصادية ضرورية من أجل السماح بتدفق المساعدات الأجنبية وإنقاذ البلد من أزمات عديدة منها الانهيار الاقتصادي.

وقال قصر الإليزيه، الأربعاء، إن الرئيس ماكرون سيسافر إلى بيروت في أول سبتمبر.

وكان ماكرون أول زعيم أجنبي يزور بيروت في أعقاب الانفجار المروع الذي دمر أجزاء من العاصمة اللبنانية أوائل الشهر الجاري.

وتضمنت "ورقة الأفكار" التي سلمها السفير الفرنسي إلى بيروت، إجراءات تفصيلية، طالما طالب المانحون الأجانب بكثير منها.