أكدت مصادر حكومية سودانية رفيعة لـ"الشرق"، أن الكونغرس الأميركي سيقرّ قانون الحصانة السيادية للسودان خلال أيام، بعد رفع اسمه من قائمة الإرهاب الأسبوع الماضي.

وقالت المصادر إن "هناك بعض البنود الخلافية" بشأن القانون داخل الكونغرس، لكنها "ليست كبيرة"، متوقعة "تمرير قانون الحصانة السيادية من دون خلافات".

الحصانة السيادية



ومنذ إدراجه ضمن قائمة الإرهاب الأميركية عام 1993، فقد السودان حصانته السيادية، وأصبح عرضة للتقاضي في القضايا المتعلقة بالإرهاب داخل المحاكم الأمريكية، وفقاً للقانون الأمريكي.

وأعلنت الولايات المتحدة الاثنين الماضي، رفع اسم السودان رسمياً من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بموجب اتفاق يلتزم فيه السودان بدفع 335 مليون دولار تعويضات لعائلات ضحايا الهجمات التي ارتكبها تنظيم "القاعدة" عام 1998 ضد سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، وأسفرت عن سقوط أكثر من 200 شخص.

والتزمت الولايات المتحدة، بموجب الاتفاق، بإعادة الحصانة السيادية للسودان، ورفع العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة عليه بسبب النزاع في دارفور.

انقسام في الكونغرس

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الكونغرس وصل إلى "طريق مسدود" بشأن قانون "الحصانة السيادية"، بسبب انقسام بين المشرعين على بعض بنوده.

وينقسم المشرعون الأميركيون بسبب التفاوت في مبالغ التعويضات، بين الضحايا الذين كانوا مواطنين أميركيين وقت الهجومين، والذين حازوا الجنسية الأميركية لاحقاً.

وينقسم المشرعون أيضاً على حماية السودان من أحكام قضائية مستقبلية قد تجبره على تعويض أسر ضحايا هجمات الـ11 من سبتمبر، التي نفذها تنظيم "القاعدة" بقيادة أسامة بن لادن، الذي أوته الخرطوم بين عامَي 1991 و1996.

وتوقعت الصحيفة أنه في حال عدم إقرار القانون بحلول نهاية العام، فستبقى المسألة معلقة "إلى أجل غير مسمى"، خصوصاً وسط إمكان تحوّل الكونغرس إلى أولويات أخرى مع الإدارة المقبلة للرئيس المنتخب جو بايدن.

وأوضحت "نيويورك تايمز"، أنه من دون حصانة الكونغرس، قد يتردد المستثمرون الأجانب في التعامل مع السودان، خشية أن ينتهي بهم المطاف بدفع مليارات الدولارات كتعويضات لضحايا الاعتداءات.

أساس للتطبيع

وكان عضو المجلس السيادي الانتقالي محمد الفكي سليمان، قال في تصريحات سابقة لـ"الشرق" إن "عملية التطبيع مع إسرائيل، لن تكتمل إلا بتمرير قانون الحصانة، والالتزام بالدعم السياسي والاقتصادي".

وتحدث وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أواخر نوفمبر الماضي، مع رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي أوضح أن بلاده لن تمضي قدماً في تعزيز العلاقات مع إسرائيل، قبل أن يمرر الكونغرس قانون "الحصانة السيادية".

ونقلت "نيويورك تايمز" عن شخص مطلع على المحادثة، أن بومبيو أكد للبرهان أن الموافقة على "الحصانة السيادية"، ستكون خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وقالت الصحيفة، إن مسؤولي إدارة ترمب يخططون لتنظيم حفل توقيع مع المسؤولين السودانيين في البيت الأبيض أواخر ديسمبر الجاري.