شهد متحف البحرين الوطني افتتاح المعرض "البحر الحيّ" الذي يعرض أعمال كل من الأمير حسين أغا خان والمصور الوثائقي سيمون بيكولي، وذلك يوم الأربعاء الموافق 2 نوفمبر 2022م بحضور الأمير حسين أغا خان وسعادة الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار ومعالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي وعدد من أصحاب المعالي والسعادة الوزراء والسفراء، إضافة إلى تواجد كثيف من الإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي في البحرين.

ويأتي معرض "البحر الحيّ" إلى مملكة البحرين في محطّة الثانية على الإطلاق، حيث كان قد افتتح لأول مرة في مدينة البندقية بإيطاليا. ويقام المعرض في مملكة البحرين بتعاون كل من هيئة البحرين للثقافة والآثار والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي مع منظمة "نُركز على الطبيعة"، الجمعية سويسرية التي أسسها الأمير حسين أغا خان من أجل تعزيز الوعي حول القضايا البيئية وتعريف الجمهور العام، من خلال نظرة جديدة، على التنوع البيولوجي البحري.

ويقدّم "البحر الحيّ" وجهة نظر الصديقين الأمير حسين آغا خان وسيمون بيكولي حول التنوع الاستثنائي لعوالم البحار والمحيطات في كل من مملكة تونغا، جمهورية المكسيك وجمهورية مصر العربية عبر صور التقطها الأمير حسين ومقاطع مصورة لسيمون بيكولي، ليعطي الجمهور البحريني الفرصة لاستكشاف روائع العوالم تحت سطح البحر والتنوع البيولوجي الفريد في الدول الثلاث ومعايشة تجربة غامرة فريدة من نوعها.

وبهذه المناسبة صرحّ سعادة الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة: "يسعدنا أن نستضيف في متحف البحرين الوطني معرض البحر الحيّ، والشكر الجزيل لكل من ساهم في إنجاح هذه الاستضافة بداية من الأمير حسين أغا خان والمصور الوثائقي سيمون بيكولي، والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي".

وأضاف: "استضافتنا لهذا المعرض لا تعكس مجرد اهتمامنا والتزامنا الإقليمي والعالمي بالحفاظ على الحياة البرية والطبيعية على الأرض وتحت سطح البحر، بل تعكس العلاقة التاريخية الوطيدة التي امتلكها شعب البحرين مع البحر منذ آلاف السنين"، مشيراً إلى أن الحياة البحرية الطبيعة كانت مصدراً لازدهار البحرين خلال القرنين التاسع عشر والعشرين بفضل تجارة وصيد اللؤلؤ الذي تحتضن المملكة أفضل أنواعه في العالم.

ونوّه سعادته بأهمية المتاحف في توفير المساحة لصنع التبادل الثقافي وإعطاء الجمهور الفرصة للاطلاع على معارف وثقافات وعلوم إنسانية من حول العالم، مؤكداً أن معرض البحر الحيّ سيوفّر لروّاد المتحف تجربة استثنائية للاطلاع على جهد علمي ووثائقي فريد قام به الأمير حسين أغا خان والمصور الوثائقي سيمون بيكولي.

هذا وكان الأمير حسين أغا خان، الذي عرضت أعماله حول العالم، التقى بالمصور والمخرج الحائز على جوائز سيمون بيكولي أثناء بعثة خاصة حول الدلافين في البحر الأحمر، كان يقودها بيكولي عام 2014م. وكان شغفهما المشترك بالعجائب المخفية تحت سطح البحر دافعاً خلال السنوات اللاحقة لاستكشاف وعرض الحياة البرية البحرية الرائعة في كل من مصر والمكسيك وتونغا، والتي تشمل حيوانات مذهلة كالحيتان الحدباء، الدلافين، السلاحف، أسماك القرش وأسماك قرش الحوت العملاقة وأسماك شيطان البحر والفقمات وأسود البحر وغيرها من الكائنات التي تستوطن الشعاب المرجانية وأعماق البحار والمحيطات.

رحلة إلى عوالم طبيعية مخفية

من خلال صوره الرائعة المفعمة بالحياة، يأخذ حسين أغا خان زوّار المعرض إلى مملكة تونغا التي يأتي إليها آلاف الأشخاص من حول العالم لمشاهدة الحيتان الحدباء والسباحة معها خلال فصل الصيف، وهي ثديات يصل طولها إلى أكثر من 15 متراً ووزنها إلى 40 طنّاً. أما في المكسيك، فزار حسين أغا خان برفقة سيمون بيكولي جزر ريفيلاجيجيدو المشهورة بعدد كبير من أسماك القرش: الفضي وذو الطرف الأبيض والحريري وذو رأس المطرقة الصدفي وقرش الحوت العملاق الذي يعد أكبر سمكة في العالم، إضافة إلى سمكة شيطان البحر المحيطية التي يصل عرض أجنحتها إلى سبعة أمتار.

وفي جانب آخر، يأخذ معرض البحر الحي روّاده إلى جمهورية مصر العربية، وبالتحديد إلى شعاب ساتايا المرجانية وشعاب ألفينستون في البحر الأحمر. فساتايا عبارة عن تكوين صغير من الشعاب المرجانية ومشهورة باستضافتها لمئات الدلافين الدوارة، أما ألفنستون فهي شعاب مرجانية تبعد حوالي 30 كيلومتراً شمال مرسى علم، وهي مشهورة بالسلحفاة ذات منقار الصقر.

الترويج للحفاظ على الحياة البحرية

يلقي معرض "البحر الحيّ" الضوء على جهود الحفاظ على الحياة البحرية، ويشدّد على أهمية حماية التنوع البيولوجي للكائنات البحرية من الأنشطة البشرية كالصيد الجائر، حركة النقل البحري، إلقاء المواد والمخلفات السامة في البحر وهو ما يؤدي إلى تدهور مواطن وموائل هذه الحيوانات. وفي قسم خاص من المعرض، توجد معلومات هامة وتفصيلية حول الأنواع الحيوانية البحرية، كالحيتانيات والسلاحف وأسماك القرش وزعنفيات الأقدام كالفقمات وأسود البحر وغيرها، وفئاتها المهددة والمعرضة للانقراض، مع تقديم أرقام تكشف الانخفاض الكبير في أعداد هذه الحيوانات في شتى أنحاء العالم خلال العقود الماضية.

منظمة "نُركز على الطبيعة"

هي جمعية سويسرية أسسها الأمير حسين أغا خان من أجل رفع الوعي بالقضايا البيئية من خلال استثمار قوة التصوير، إضافة إلى دعم بعضٍ من أفضل المؤسسات الخيرية المهتمة بالحياة البرية، والتي تُعنى بعدد من الأنواع والنظم البيئية ذات الأهمية. وتعمل المؤسسات والمنظمات التي تدعمها جمعية "نُركز على الطبيعة" في مجال الحفاظ على أسماك القرش، الحوتيات، أسماك شيطان البحر، الفيلة الأفريقية، حيوانات وحيد القرن، والغابات المطيرة.

ومن المنظمات المستفيدة من هذا الدعم: مؤسسة الحفاظ على أسماك القرش، "فِنز أتاشد" (Fins Attached)، أمانة أسماك شيطان البحر، جمعية المحافظة على الحيتان والدلافين، مشروع الدلفين البري، أمانة الغابات المطيرة، "ري:وايلد" (Re:Wild)، جمعية المحافظة على الحياة البرية وأمانة شلدريك للحياة البرية، وكذلك أوشيانا ومعهد جين جودال.