جاءت مشاركة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، بدعوة من صاحب الجلالة الملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية، في حفل تنصيب جلالته على العرش لتجسد خطوة تاريخية في مسيرة العلاقات البحرينية البريطانية، والتي ترتكز على إرث ممتد وطويل من الصداقة المتميزة والروابط الوثيقة بين البلدين الصديقين.

وشكل حضور مملكة البحرين المتميز في حفل التنصيب بحضور صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم، أيده الله، وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، رسالة ترجمت كل معاني علاقات الصداقة المتينة التي تجمع بين البلدين الصديقين على ما يزيد على قرنين من الزمان، وهو الأمر الذي حرص جلالة الملك المعظم على التأكيد عليه خلال مشاركته في الاحتفال، حيث قال جلالته: "إن هذه المشاركة تأتي تجسيدا لأواصر العلاقات التاريخية الوثيقة التي تجمع بين العائلتين المالكتين في البلدين الصديقين، وتميز العلاقات الثنائية الاستراتيجية والشراكة الوطيدة والراسخة بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة والتي تمتد لأكثر من 200 عام من التنسيق والتعاون المثمر والعمل المشترك البناء في مختلف المجالات"، كما أكد جلالته العزم على مواصلة العمل مع صاحب الجلالة الملك تشارلز الثالث لدعم وتطوير هذه العلاقات المتميزة بما يخدم مصالح البلدين ويحقق تطلعات شعبيهما الصديقين.

كما أكد صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء خلال لقاء سموه بالسيد جيمس كليفرلي وزير الخارجية والكومنولث والتنمية بالمملكة المتحدة على البعد الاستراتيجي للعلاقات التي تربط مملكة البحرين والمملكة المتحدة، والتي تستند إلى أسس راسخة وتاريخ ممتد عزز من التعاون الثنائي بين البلدين وانتقل به إلى آفاق أشمل، وما توليه مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم من حرص على تعزيز الشراكة بين البلدين بما يدعم الجهود الثنائية نحو خلق فرص نوعية لتنمية العلاقات الوطيدة على الأصعدة كافة.



إن مملكة البحرين والمملكة المتحدة الصديقة يجمعهما ركائز قوية من علاقات الصداقة والتعاون تقوم على أسس راسخة من الاحترام والتقدير بين البلدين الصديقين، وتزداد زخما وتطورا في ظل امتلاكهما لتاريخ عريق من التعاون الإيجابي، وما يجمع بينهما من مواقف متقاربة ورؤى وتنسيق مشترك في العديد من المواقف الدولية، فضلا عن إيمانهما العميق بأن التعاون والسلام هو السبيل الأمثل للبشرية لكي تنطلق على دروب التقدم والنماء.

وعلى مدار العقود، شهدت العلاقات بين البلدين الصديقين تطورا ونموا ملحوظا أضاف لعمق الشراكة الثنائية التي أخذت في التوسع وترجمت بتوقيع العديد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون ومذكرات التفاهم بهدف رفع مستوى الشراكة والتنسيق الثنائي في عدة مجالات مختلفة منها السياسية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وغيرها.

وتحظى العلاقات البريطانية برعاية متميزة من حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم وجلالة الملك تشارلز الثالث ترجمتها الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، بما يعكس مدى اعتزازهما بمكانة وعمق العلاقات التي تربط البلدين الصديقين، فقد كانت مملكة البحرين محطة رئيسية في العديد من الزيارات الخارجية التي قام بها الملك تشارلز الثالث إلى الدول الخليجية والعربية منذ أن كان وليا للعهد، وشهدت زياراته للبحرين تحديدا العديد من اللقاءات الرسمية والجولات، التي عكست ما يجمع بين البلدين من روابط تاريخية وثيقة وعلاقات متميزة.

وكانت زيارة جلالة الملك تشارلز الثالث الأولى لمملكة البحرين في العام 1986 في إطار جولة خليجية، تبعها بزيارة في 26 فبراير عام 2007م ضمن جولة خليجية أيضا استمرت 10 أيام، التقى خلالها جلالة الملك المعظم وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وكبار المسؤولين في المملكة، وأعطت هذه الزيارة الناجحة مؤشرا إيجابيا على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، كما عكست ما تحظى به مملكة البحرين من مكانة كبيرة أوروبيا ودوليا تقديرا لسياستها الخارجية المتزنة.

وشهد العام 2016م الزيارة الأكثر زخما لجلالة الملك تشارلز الثالث إلى مملكة البحرين، حيث شهدت المحادثات بين جلالة الملك المعظم والملك تشارلز الثالث سبل تدعيم أسس التعاون الثنائية ومناقشة التحديات التي تواجهها المنطقة، خصوصا وأن مملكة البحرين تتمتع بعلاقات صداقة متينة مع جميع دول العالم، وتمثل مركزا استراتيجيا هاما في محيطها العربي والإقليمي، فضلا عن أن الزيارة تضمنت العديد من اللقاءات والفعاليات التي ترجمت العلاقات القوية والمتميزة بين المملكتين وكانت حدثا مميزا لأنها شهدت الاحتفال بمرور 200 عام على العلاقات البحرينية – البريطانية.

إن العلاقات البحرينية البريطانية هي علاقات وثيقة ومتجذرة، وما يميزها أن تتطلع دائما إلى التطور والنماء في شتى القطاعات، وإلى المزيد من التفاهم والتنسيق بين البلدين في كل ما يسهم في تنمية ما تحقق من تعاون وبما يلبي المصالح المشتركة.