استحوذت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء إلى دولة قطر الشقيقة على اهتمام إعلامي واسع من جانب الصحف القطرية والخليجية والعربية ووكالات الأنباء والمواقع الاخبارية، إضافة إلى الترحيب الشعبي بالزيارة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، في ملمح يعكس عمق العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط بين البلدين الشقيقين، والحرص المتبادل على تعزيز التعاون المشترك بينهما لما فيه خير وصالح الشعبين الشقيقين.

وركزت الصحف القطرية على ما تخلل الزيارة من مباحثات رسمية أجراها صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء مع صاحب السمو أمير دولة قطر الشقيقة، لبحث سبل تطوير العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين الشقيقين وأوجه دعمها وتطويرها في شتى المجالات لما فيه خير ومصلحة الشعبين، بالإضافة إلى سبل تعزيز العمل الخليجي المشترك.

كما استعرضت أجواء الحفاوة ومراسم الاستقبال الرسمي الذي استقبلت بها الدولة الشقيقة زيارة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، منذ وصول سموه إلى مطار حمد الدولي بالدوحة، ومرورا باللقاء الذي جمع سموه مع أخيه صاحب السمو أمير دولة قطر الشقيقة، ولقاء سموه مع أخاه صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ومأدبة العشاء التي أقامها سموه تكريما لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، ثم زيارة سموه إلى سوق واقف، وما شهدته من حفاوة شعبية بزيارة سموه من أبناء الشعب القطري الشقيق.



***مكانة عالية لرئيس الوزراء

وعكست مظاهر الترحاب تلك ما يحظى به سموه من مكانة عالية لدى أشقائه القطريين، وهو ما عبره عنه صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بكلمات حملت ما يكنه من مشاعر طيبة وتقدير واحترام عال، إذ أكد سموه "أن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة قائد خليجي عربي استثنائي، وأن التاريخ يشهد لسموه بمواقفه الداعمة للوحدة الخليجية وترقية التعاون بين دول مجلس التعاون، مؤكدا أن سمو رئيس الوزراء يمثل قيمة خليجية عالية يكنّ لها جميع أبناء دول المجلس كل المحبة والاحترام والتقدير".

وخصصت الصحف القطرية مثل الراية والوطن والشرق والعرب افتتاحياتها الأربعاء للحديث عن أهمية زيارة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى دولة قطر الشقيقة، باعتبارها تشكل دفعة قوية للعلاقات البحرينية ـ القطرية.

ونشرت صحيفة الوطن القطرية افتتاحية بعنوان "قطر والبحرين .. تشاور ومجابهة تحديات"، أكدت فيها أن ما يجمع بين قطر والبحرين، ليس فقط ميثاق وأدب وأدبيات المنظومة الخليجية الواحدة.

فما بين الدولتين تاريخ عريق، ودين، ولسان عربي مبين، وصلات دم.. وبين الدولتين جغرافيا، تكاد ان تمحو الحدود، ولذا فقد كان طبيعيا أن تكون بين القيادة العليا في الدولتين، زيارات ولقاءات. وكان طبيعيا أن يظل التشاور قائما- في كل الأحوال- وكان طبيعيا ان تنمو العلاقات، وتتعزز المصالح المشتركة، باستمرار.. وكان طبيعيا جدا ان تدوم المحبة، وروح الإخاء، بين الشعبين الشقيقين.

وقالت إن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء للدوحة، تجيء ترجمة حقيقية، لكل ما يربط الدولتين الشقيقتين، وتعزيزا للعلاقات المشتركة، وتنميتها على كافة الأصعدة، لما فيه خير الدولتين والشعبين، معا.

وأكدت أن مباحثات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني- أمير دولة قطر مع أخيه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، عززت العلاقات، دون أدنى شك.. وكان منطقيا- والمنطقة تمر بتحديات ضخمة- أن تركز المباحثات على كيفية المجابهة، بالتنسيق المستمر، والتشاور وبكل ما تمليه حتميات المحافظة على كافة الإنجازات في دول الخليج العربية، مشيرة إلى أن الزيارة قد جاءت في وقتها تماما، وستكون لها بإذن الله مردوداتها الإيجابية جدا على الدولتين، وعلى المنظومة الخليجية الواحدة المتمثلة في مجلس التعاون الخليجي.

***شخصية عزيزة على القلوب

كما نشرت الوطن القطرية مقالا مطولا لرئيس التحرير أحمد علي، تحت عنوان " خليفة .. حللت أهلا في دار آل ثاني"، رحب فيه بزيارة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، مؤكدا أن سموه شخصية عزيزة على قلوب الجميع، لأنـه زعـيم خليجي، يحب قطر والقطـرييــن، ويبادلونه حباً بحب، ويحظــى باعتزاز وتقدير أبناء الشعب القطري كافة، ورأى أن مـا يميز سموه، أنه عندما تتشرف بفرصة الجلوس معه، يــسألك عن كل شيء في قطر، وتجده يتابع كل صغيرة وكبيرة عن واقعها ووقائعها، معتبرا أن ذلك ليس غريباً على الأمير "خليفة بن سلمان" الذي يمتاز برحابة الصدر، وسماحة الخلق، وسعة الاحتمال، وشغفه باستحضار التاريخ، لأن وطنه البحرين يتكئ على خمسة آلاف سنة من حضارة دلمون.

وأكد الكاتب إن تاريخ البحرين المعاصر يرتبط بشخص الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع حقب خليجية، وأحداث سياسة، ومراحل حضارية، وشخصيات تاريخية عاصرها وعايشها.

وأشاد بما يتمتع به سموه من صفات قيادية أهلته بكفاءة واقتدار، أن يستوعب المتغيرات التاريخية التي شهدتها بلاده والمنطقة، وعرف كيف يتعامل معها، وكيف يتفاعل ويشارك فيها، بصفته "عميد رؤساء حكومات العالم"، ونجح في منح بلاده هويتها المميزة في المنطقة، وأعطاها شخصيتها الخاصة في الإقليم الخليجي، واستطاع بنظرته الثاقبة، وخطواته الواثقة التعامل مع قضايا البحرين الداخلية والأحداث الخارجية، ونجح بفطنته وسرعة بديهيته في قراءة الأحداث ومواجهة التحديات، واتخاذ القرارات المصيرية التي ساهمت في رفعة بلاده، وعلو شأنها.

ووصف الكاتب، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بأنه "رجل البحرين القوي"، الذي مارس أكثر الأدوار تأثيراً وحسماً في مسيرة بلاده ونهضتها، حيث أسس العديد من مؤسساتها، وعالج الكثير من مشكلاتها، وساهم بشخصيته الحازمة في استتباب أمنها، ودوام استقرارها، والدفاع عن هيبتها، وصيانة مصالحها.

وأضاف أن سموه هو رجل الدولة الحكيم البارع في شؤون الحكم، القادر على إدارة ملفات الحكومة، الذي أعطى لوطنه قلبه النابض بالحب، فمنحته البحرين قلبها الخافق بالمحبة، والذي وهب عمره لها، فكرسته زعيما ورائداً لمسيرتها التنموية.

وأكد الكاتب أن زيارة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء تكتسب أهمية خاصة، وأصداء خالصة، في ظل التحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة، حيث تأتي في الوقت الذي ينبغي فيه أن تتوحد مختلف الجهود الخليجية، لمواجهة التحديات الخارجية، انطلاقاً من توحيد الرؤى السياسية.

وشدد على أن قطر والبحـرين بيت واحد، وسقف واحد، وأسرة واحدة، وأن ما يربط بين الطرفين من أخوة ومحبة يزيد يوماً بعد يوم، ويتواصل من عهد إلى عهد، ومن عصر إلى عصر، منوها بالدور الكبير لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في إرساء قواعد العلاقات القطرية ــ البحرينية وترسيخ ركائزها، والانطلاق بها إلى آفاق التعاون المشترك.

وجاءت كلمة صحيفة "العرب" القطرية تحت عنوان "أهلاً وسهلاً بالأمير خليفة بن سلمان"، لتؤكد على أن ما حظي به صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، من استقبال حافل على كافة المستويات في بلده الثاني قطر، يترجم كل المعاني التي ذكرها سموه قبل قدومه للدوحة، مشددة على أن الزيارة عبرت عن حرص قيادة البلدين الشقيقين على تعزيز التشاور والتنسيق والتعاون القائم بينهما، لا سيما في ظل التحديات الجسام التي تواجه المنطقة.

الزيارة دفعة إضافية للعلاقات

وأكدت العرب القطرية أن الزيارة تعطي دفعة إضافية لعلاقتهما ويزيد لُحمة البيت الخليجي الواحد، خاصة أن قطر ستبقى شعباً وقيادة تعمل بكل ما في طاقاتها، وتسخّر كافة إمكانياتها لتعزيز مسيرة العمل المشترك لمجلس التعاون، باعتباره الكيان العربي الوحيد الذي صمد في وجه عواصف عاتية أطاحت بكثير من التجارب العربية الشبيهة.

وقالت إن ثمة إجماعاً في البلدين الشقيقين على أن العلاقات بين قطر والبحرين، تتجاوز تعبيرات المصالح، لأن المصالح المشتركة هنا، تأتي نتاجاً طبيعياً لعلاقات تأسست تاريخياً على فهم واحد ومشترك للمنطقة، ولحياة شعوبها التي تبقى وفق أواصر القربى شعباً واحداً.

أما صحيفة الشرق القطرية فحملت افتتاحياتها عنوان "قطر والبحرين.. تشاور وتنسيق لمواجهة التحديات"، ورأت من خلالها أن الاستقبال الكبير والحفاوة البالغة التي خص بها أمير دولة قطر الشقيقة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة عكست عمق العلاقات الراسخة والاستراتيجية، والحرص على التعاون الوثيق بين البلدين الشقيقين.

وقالت إن الزيارة المباركة لسموه ستدفع بالعمل الثنائي والخليجي المشترك إلى آفاق أرحب من التعاون والتنسيق، خاصة في ضوء التحديات الخطيرة المحيطة بالمنطقة سياسيا واقتصاديا وامنيا، وفي ظل التوترات التي باتت تهدد تماسك كيانات بعينها، كما ستضع هذه الزيارة المباركة لبنة جديدة تعزز تماسك الكيان الخليجي ورص صفوفه من خلال توحيد الرؤى وتكثيف اللقاءات وزيادة التنسيق للحفاظ على أمن واستقرار ورخاء دول مجلس التعاون وشعوبها.

وعنونت صحيفة الراية القطرية افتتاحياتها بعنوان "قطر والبحرين.. مصير مشترك"، وأكدت أن الزيارة تشكل تأكيداً جديداً على عمق العلاقات القطرية البحرينية الأخوية والضاربة في عمق التاريخ والمنطلقة من مبادئ الجوار ووحدة المصير والتاريخ المشترك.

وقالت إن "صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حلّ بين أهله في دوحة الخير والعروبة التي ترحب بالجميع وتسعى لمد جسور المحبة مع الجميع، لاسيما في دول مجلس التعاون الخليجي وبالأخص البحرين".

وأضافت أن "الزيارة الكريمة لرئيس مجلس الوزراء في البحرين إلى قطر تعكس حرص قيادة البلدين الشقيقين على تعزيز التشاور والتنسيق والتعاون القائم بينهما لاسيما في ظل التحديات الجسام التي تواجه المنطقة، فكلنا نعرف حجم هذه التحديات على جميع المستويات أمنياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً، ومثل هذه الزيارة تبث دماء جديدة في عروق العلاقات المتجذرة وتؤكد على الدوام أن دول الخليج تنسق فيما بينها على أعلى المستويات، فالضيف الكريم جاء حاملاً معه ملفات كثيرة تتطلب المزيد من التنسيق والتشاور من أجل توطيد العلاقات أكثر وأكثر في شتى المجالات لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين، بالإضافة إلى سبل تعزيز العمل الخليجي المشترك".

وأضافت أن "دول مجلس التعاون لاسيما قطر والبحرين ليست بمعزل عن التطورات المتسارعة على الساحتين الإقليمية والدولية، فما يجري في العالم ينعكس بطبيعة الحال على الأوضاع في المنطقة، لذا فإن مثل هذه اللقاءات والمباحثات على أعلى المستويات من شأنها تحصين الدولتين والشعبين الشقيقين ضد أي ارتدادات سلبية، كما أن الدوحة والمنامة تتطابقان في الرؤى والأفكار تجاه القضايا الخليجية والعربية والإسلامية لأن الهم واحد والمصير واحد.

"فقطر أكدت أكثر من مرة على أن أمن واستقرار البحرين هو من أمنها واستقرارها وأنها ترفض أي إجراءات تمس أمن واستقرار البحرين وتعرّض من يقيم على أرضها للخطر فقطر تقف مع البحرين في كل الإجراءات التي تتخذها وتراها مناسبة ضد زعزعة الاستقرار وهي رسالة واضحة بأن قطر لن تسمح لأي جهة كانت بأن تعبث بأمن البحرين أو دول مجلس التعاون الخليجي".

كما حظيت زيارة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى دولة قطر الشقيقة باهتمام من قبل وكالات الانباء والمواقع الاخبارية الخليجية والعربية، مثل اتحاد وكالة الانباء الخليجية وصحيفة الأنباء الكويتية وصحيفة الخليج الاماراتية وموقع الوطن العربي وموقع إمارات 24 وموقع الشارقة 24 وموقع صحيفة المصري اليوم وموقع مصر العريبة، والتي ربطت هذه الزيارة بالتطورات الجارية في المنطقة، وأكدت أنها تعكس رغبة مشتركة لدى البلدين في تطوير علاقاتهما الثنائية

وعلى صعيد الاحتفاء الشعبي بزيارة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، رصدت مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة موقع "تويتر" مظاهر الترحيب بزيارة سموه إلى الدوحة من خلال نشر العديد من الصور والتعليقات ومن أبرزها، مبادرة فندق شيراتون الدوحة إلى التزين بألوان علم البحرين بمناسبة زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان، وزيارة سموه إلى سوق "واقف" وخاصة "مجلس الدامة"، مؤكدين أنها عكست حرص سموه على التواصل مع ابنائه من دولة قطر تجسيداً لاهتمام سموه بكل ما يدعم أواصر الأخوة والمحبة بين أبناء دول مجلس التعاون الخليجي عموما.

إن اهتمام وسائل الاعلام الخليجية والعربية بزيارة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى دولة قطر الشقيقة، جاء ليجسد عمق الروابط الأخوية بين البلدين الشقيقين، وما يجمعهما من أهداف مشتركة في تعزيز العمل الخليجي المشترك، وهو اهتمام يعكس المكانة العالية التي يحظى به سموه كشخصية لها ثقلها الكبير خليجيا وعربيا ودوليا.