علي احمد

سالم هلال أحد من عاشوا سنين طويلة في (فريج البنعلي) بمنطقة المحرق، قضى عمره بين شوارع هذه المنطقة والتي كانت تحمل ذكرياته الجميلة حتى كبر وعمل.

قال هلال: "حسب ما أذكر فقد وصلت الكهرباء إلى منطقتنا متأخرة وأنا كنت صغيراً حينها حيث كان عمري تقريباً 6 أو 7 سنوات، وكان بيتنا آنذاك يتكون نصفه من طين والنصف الآخر من السعف، وكان الناس حينها يتجمعون في "البرائح" حيث كان لكل فريج براحة يتجمع فيها أهل الفريج للجلوس والسهر حتى أوقات متأخرة والحديث مع بعضهم والضحك، وكانت حياتنا بسيطة جداً وكنا سعداء بذلك كما كانت أغلب أكلاتنا من السمك، حيث كان البحر قريباً من منزلنا قبل أن تدفن هذه الأراضي الآن.. كنا نذهب حينها للبحر للاستحمام وصيد السمك، ولم يكن وقتها التلفاز موجوداً في كل بيت إنما كان موجوداً في بيتين فقط، وكانت هناك قناة واحدة فقط تعرض الكرتون والأفلام المصرية، فكنا نتجمع في هذين البيتين لمشاهدة ما يعرض، ومرت السنين وكبرت حتى عملت في المطار وكانت أغلب أوقات عملي في الصباح".


وأضاف هلال: "كان شهر رمضان حينها مختلفاً عن الآن، فكنت أتوجه في الصباح الباكر إلى العمل ثم أعود وأصلي الظهر وأقضي بعض الوقت في قراءة القرآن الكريم ومن ثم أنام حتى يأتي وقت صلاة العصر فأذهب لأداء الصلاة في المسجد، وبعد العودة من المسجد أتوجه للسوق لقضاء حاجات الأهل إن كانوا يرغبون بشيء من السوق، وكنت أتوجه للسوق أرى الفرحة على وجوه الناس ظاهرة بدخول هذا الشهر الكريم فقد كان السوق مختلفاً في السابق عن الآن، حيث كانت به روح وترى فيه الكثير من الناس والأصدقاء بعكس ما هو موجود حالياً". كان للفطور حينها طعم خاص بجمعة الأهل، وكانت أغلب الأكلات الموجودة سابقاً موجودة حالياً مثل "الثريد والذي كان متداولاً من أيام ما كان والدي صغيراً حيث كان يحدثني بهذا الأمر سابقاً، بالإضافة إلى الهريس وأكلات السمك الوفيرة مثل "الشيلاني والمحمر والصافي"، بعكس الآن حيث كان متوفراً بكثرة سابقاً ولم يكن هناك التنوع الكبير الموجود حالياً من أكلات جديدة وطبخات حديثة.. كنت أجلس مع الأهل حتى يحين موعد صلاة العشاء والتراويح وأذهب لأداء الصلاة، ثم أتوجه إلى المقهى للالتقاء بالأصدقاء والأصحاب والجلوس للحديث معهم، حيث كان هناك العديد من المقاهي الشعبية التي يتجمع فيها الشباب والرجال والتي تحولت حالياً إلى مطاعم، وكنت أسهر في المقهى حتى بعد منتصف الليل ومن ثم نتوجه لأكل السحور".