أشادت ميشتيلد روسلر مديرة مركز التراث العالمي التابع لمنظمة اليونيسكو، بالجهود الجبارة التي تقوم بها مملكة البحرين لاستضافة اجتماع لجنة التراث العالمي الثاني والأربعين برعاية كريمة وسامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، منوهة بالدور الفعّال للشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار في حماية التراث والمواقع الاثرية، وجهود الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة رئيسة لجنة التراث العالمي، مؤكدة أن هذه الجهود مشهود لها وتصب في حماية مواقع التراث العالمي.

وعلى هامش منتدى مديري مواقع التراث العالمي الذي انطلق اليوم الخميس، تطرقت الدكتورة ميشتيلد الى الجهود التي يقوم بها المركز الاقليمي العربي للتراث العالمي في مملكة البحرين تحت رعاية اليونيسكو من خلال حماية مواقع التراث العالمي في الوطن العربي وبخاصة تلك الواقعة في مناطق الخطر من خلال إقامة ورش العمل المختصة، لإيجاد أفضل الآليات لحماية تلك المواقع.

وأشارت مديرة مركز التراث العالمي، إلى أن التحديات التي تواجه مواقع التراث العالمي في المنطقة العربية والتي تمت مناقشتها من قبل مدراء هذه المواقع، ومن بين تلك التحديات الصراعات التي تشهدها بعض الدول العربية كسوريا ، وليبيا والعراق واليمن ، موضحة أنها شاهدت عن كثب كمية الدمار الذي قد تخلفه هذه الصراعات والنزاعات بمواقع التراث العالمي.



وأضافت أن التحدي الثاني الذي تواجهه مواقع التراث العالمي هو خليط من التحديات من بينها التطور العمراني السريع الذي يكون بالقرب من مواقع التراث العالمي، والذي يؤثر على التراث الطبيعي والثقافي للدول، منوهة بأن هذا الموضوع سيكون احدى المحاور الرئيسيّة التي ستناقش في جلسات اجتماع لجنة التراث العالمي في مملكة البحرين، فهذه التطورات العمرانية.

وأوضحت ميشتيلد أن التغير في المناخ "يعتبر من التحديات الكبيرة أيضاً والتي تؤثر على مواقع التراث العالمي كالأعاصير كتلك التي ضربت مؤخراً جزيرة سقطرى وخلفت دماراً كبيرا للجزيرة التي خرجت للتو من صراعات وتغيرات مناخية، لذا فالمطلوب هو مساعدة المختصين ومدراء هذه المواقع على حماية تلك المواقع"، مشيرة الى انه في بعض الدول يقوم الأفراد بجهود شخصية لحماية مواقعهم من خلال بناء الأسوار أو وضع التراب عليها لحمايتها من السرقة لان تلك المواقع تمثل هوية المواطن وارثه الثقافي والطبيعي.

وفِي هذا الصدد نوهت الدكتورة ميشتيلد بالتعاون والتنسيق الذي تقوم به منظمة اليونيسكو لحماية هذه المواقع من التعرض للسرقة من خلال التعاون مع ادارات الهجرة والمنافذ لتشديد الرقابة من أجل منع سرقة الاثار، مشيدة بالتعاون المثمر بين اليونيسكو ومجلس الأمن الذي اصدر قرار رقم ٢٣٤٧ لحماية المواقع الاثرية بالاضافة الى ضرورة نشر الوعي بين المواطنين لحماية هذه المواقع.

وقالت إن من بين التحديات التي تواجه بعض المواقع هو الإقبال السياحي الكبير لهذه المواقع كونها مشهورة وجذابة، والذي يستوجب التعاون بين منظمة اليونيسكو وتلك المواقع من أجل تطوير الخدمات السياحية وحماية الموقع من خلال التعاون بين منظمة السياحة العالمية ومنظمة اليونيسكو حيث يشمل هذا التعاون بعض المواقع الاخرى في دول أوروبية، مشيرة إلى أنه خلال هذا الاجتماع سوف توضع الاليات الفعالة لحماية مثل هذه المواقع.

يشار إلى أن المنتدى يقام تحت شعار "حماية التراث في عالم متغير" على هامش اجتماع لجنة التراث العالمي الثاني والأربعين برعاية كريمة وسامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، كما يُعد الحدث الأهم لمنظمة اليونيسكو بعد اجتماع الجمعية العمومية، وهو أكبر تجمعٍ دولي يضم خبراء ومسؤولين في مجال التراث الإنساني والذي تستضيفه المنامة بين 24 يونيو و4 يوليو المقبل.