افتتح وزير التربية والتعليم ماجد بن علي النعيمي "البرنامج التدريبي للمرشدين والاختصاصيين الإجتماعيين والنفسيين في المجال المدرسي" صباح الخميس بجامعة الخليج العربي، بحضور رئيس جامعة الخليج العربي د. خالد العوهلي، وعدد من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم وجامعة الخليج العربي.

وينعقد هذا البرنامج الذي تنظمه جامعة الخليج العربي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم على مدار شهر، ويسعى للحفاظ على الصحة النفسية للطلبة وحل مشكلاتهم الحالية، متضمنًا أربع ورش تدريبية تصب في تحقيق متطلبات واحتياجات الإرشاد النفسي في مدارس مملكة البحرين للارتقاء بمستوى العاملين في مجال الإرشاد المدرسي، ومجال الصحة النفسية لطلبة المدارس، وتلبية احتياجات دول الخليج ومواجهة التحديات التي تواجهها في مجال العمل الخليجي المشترك من خلال إعداد كادر خليجي متميز. ويقدم الورش نخبة من الأخصائيين من داخل مملكة البحرين وخارجها.

وعلى هامش الافتتاح، أكدت د. مريم الشيراوي، منسق البرنامج بجامعة الخليج العربي أن هذا "البرنامج التدريبي للمرشدين والاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين في المجال المدرسي" يتضمن سلسلة من البرامج التدريبية في مجال الإرشاد النفسي والمدرسي للأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في وزارة التربية والتعليم، ويتوافق البرنامج مع أهداف وزارة التربية والتعليم وتوجهاتها. ويقدمه خبراء من مملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية. ويتضمن البرنامج أربع ورش تبدأ أولها اليوم وتتناول التعريف بالإرشاد المدرسي، وأهميته، ومجالاته.

وفيما يتعلق بالهدف من البرنامج، أكدت الشيراوي بأن البرنامج انطلق من حاجة طلبة المدارس باعتبارهم "محور العملية التعليمية" للخدمات التي يقدمها الإرشاد النفسي والتربوي والإجتماعي في بيئة تعليمية مؤهلة، على المستوى الوقائي والعلاجي، وذلك لتحقيق ذواتهم وتوجيهها، ولتحقيق التوافق النفسي والإجتماعي والتكيف مع الحياة المدرسية.

وأشارت منسق البرنامج إلى أن نسب المشكلات التي تحدث في المدارس متفاوتة، ولكنها ليست بالنسب الكبيرة والمخيفة بفضل الجهود المبذولة سابقًا.

وأضافت الشيراوي بأنه سيتم من خلال الورش التدريبية عرض لحالات مدرسية يتم دراستها وتحليلها لجميع مراحل التعليم المدرسي، تبعًا لمشكلات وحالات تمت مواجهتها من قبل الإخصائيين والمرشدين. والسعي لتأسيس ثقافة توعوية لدى المؤسسة المدرسية في مملكة البحرين لرفع مستوى الوعي والاهتمام بالعملية الإرشادية والنفسية.

وعن مجال التعاون بين جامعة الخليج العربي ووزارة التربية والتعليم، أكدت منسق البرنامج بأن جامعة الخليج تعد (بيت خبرة) تقدم خبراتها بما يتسق مع المستجدات التربوية، ولما لها من دور في تنسيق هذا البرنامج بما يتضمنه من محتوى للورش التدريبية، واختيار المدربين الأكفاء لتحقيق الهدف المرجو من البرنامج. وبعد التدريب سيتمكن الأخصائي من التعامل مباشرة مع أي حالة تصل إليه، باكتسابه مهارات أساسية في مجال الإرشاد المدرسي، والتأكيد على المهارات الأخرى المكتسبة، مما سيقلل من نسب المشكلات، ويحل المشكلات الحالية.

من جانبها، أكدت رئيس قسم الصحة المدرسية، د. إيمان حاجي أن دورهم يتمثل في تأهيل المرشدين النفسيين للتعامل مع الحالات الطلابية في مختلف المراحل الدراسية.

وأضافت حاجي أن البرنامج يتناول العديد من المحاضرات التي كان أولها اليوم. وتركز الورش على دور المرشد النفسي في التعامل مع الحالات الطلابية. وسيتم العمل ضمن مجموعات تتناول نماذج من الحالات المدرسية، وطرح الخبرات في التعامل مع هذه الحالات، وإبراز الجانب العلمي في التعامل معها وعلاجها. واكساب المتدربين مهارات التواصل مع الطلبة من خلال المشاكل التي يواجهونها.

وفيما يتعلق بالجوانب اللازم تغطيتها في الورش لإكساب المرشدين المهارات المطلوبة، أشارت رئيس قسم الصحة المدرسية إلى أن الورشة التدريبية الأولى التي انعقدت اليوم تطرقت لأساسيات دور المرشد النفسي، وإعطائه فكرة عامة عن المهارات الأساسية، وسيتم التعمق في الموضوع بشكل أكبر في الورش المقبلة التخصصية على مدار شهر وطرح لمشكلات أكثر تفصيلاً وتعقيدًا في المدارس.

وأكدت حاجي أن الوزارة تتبع أسلوب تدريب المدربين، حيث سيتم تدريب هذه المجموعة من الأخصائيين والمرشدين وسيقومون بدورهم بنقل الخبرة المكتسبة، وتدريب زملائهم. كما سيتم تكرار التجربة مع مجموعة أخرى من المرشدين المدرسين.

وفي السياق نفسه، تحدث استشاري الأمراض النفسية للأطفال والناشئة بوزارة الصحة، أستاذ مشارك في الطب النفسي بجامعة الخليج العربي د. أحمد مال الله الأنصاري عن دوره في البرنامج التدريبي، بتقديمه سلسلة من الحالات المنتقاة في مدارس وزارة التربية وسيتم مناقشتها مع المتدربين، لتوضيح كيفية التعامل مع هذه الحالات حسب تخصص المشاركين.

وأضاف الأنصاري أنه سيتم تقديم هذه الحالات من خلال المناقشة، ومحاضرات، وعمل جماعي حتى يتم إيصال الهدف من البرنامج. وسيتم التركيز على الجانب التدريبي بشكل أكبر لتطوير قدرات المرشدين.

وفيما يتعلق بالمخرجات المرجوة من البرنامج، أشار استشاري الأمراض النفسية بأن الهدف الأساسي هو تطوير قدرات ومهارات المرشدين والاختصاصيين في وزارة التربية والارتقاء بأدائهم، وزيادة قدرتهم على مواجهة المشكلات وحلها من خلال الورش التدريبية التخصصية التي ستتناول مختلف المشاكل التي يواجهها الطلبة. مما سيثري البرنامج أيضًا الاستعانة بخبراء ومختصين من خارج مملكة البحرين.