الشيخة مي: تراثنا العربي يثبت أن أوطاننا مركزا للانتاج الحضاري

عروض أفلام لتسليط الضوء على التراث الثقافي لسقطري

رصد لملامح مشاريع صون الجزيرة ثقافيا وطبيعياً



...

انطلقت الخميس أعمال "المؤتمر الدولي السابع عشر لسقطري" في متحف البحرين الوطني. ويقام المؤتمر لأول مرة في الوطن العربي ويعمل على جمع الخبراء والمهتمين بموقع أرخبيل سقطري المسجل على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) لبحث ومناقشة آخر تطورات مشاريع حفظ وصون التراث الطبيعي في الموقع .

وينظّم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي المؤتمر بالتعاون مع جمعية أصدقاء سقطري وهيئة البحرين للثقافة والآثار حتى يوم 28 أكتوبر الجاري، بحضور أكثر من 60 مشاركاً من خبراء وباحثين وأخصائيين في مجال التراث الثقافي والطبيعي من دول عربية وأوروبية كدولة الإمارات العربية المتحدة، مملكة البحرين، الأردن، الكويت، اليمن، فرنسا، بلجيكيا وبريطانيا .

وقالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي: "تراثنا العربي يثبت يوماً بعد يوم أن أوطاننا تمتلك من المقومات ما يجعلها مراكزاً للإنتاج الحضاري وروافداً تستقطب الاهتمام العالمي".

وأضافت: "بلداننا لا تمتلك إرثاً ثقافياً غنيا فقط، بل فيها عدد كبير من المواقع الطبيعية النادرة والمحميات التي نعمل مع الجهات المحلية للمحافظة على استثنائيتها وفرادتها".

وأوضحت أن استضافة البحرين للمؤتمر الدولي لسقطري والاجتماع السنوي لجمعية أصدقاء سقطري يعكس جهود المملكة في دعم التراث الحضاري للدول العربية، مشيرة إلى أن وجود المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في البحرين دليل على مكانتها المركزية في مجال حفظ التراث العالمي في المنطقة والعالم .

وأكدت أن الحفاظ على مواقع التراث الطبيعي والثقافي والسعي لإدراجها على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو يعزز الهوية المحلية وروح الانتماء للوطن ويساهم بشكل كبير في تطوير عملية التنمية المستدامة واستقطاب سياحة ثقافية نوعية .

بدورها قالت الدكتورة شادية طوقان مديرة المركز في كلمتها أثناء الافتتاح: "سعداء أن نستضيف لأول مرة مؤتمر سقطري الدولي في المنطقة العربية، نشكر جميع الحاضرين على وضعهم ثقفتهم في قدرتنا على حفظ وصون هذا الموقع العربي المتميز"، مشيرة إلى أن المركز يقدّم دعمه لموقع أرخبيل سقطري منذ عام 2013م ويتعاون مع المنظمات العالمية المعنية من أجل تعزيز عملية الحفاظ في الموقع لتشمل الشقين الطبيعي والثقافي.

أما كي فاندام رئيس مجلس إدارة جميعة أصدقاء سقطري فتوجّه بالشكر إلى المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي وهيئة البحرين للثقافة والآثار لدعم إقامة المؤتمر، موضحاً أن الحدث يهدف إلى تعزيز حالة صون وإدارة جزيرة سقطري وتوفير منصّة لتبادل الخبرات ما بين الخبراء من حول العالم والمهتمين بالإرث الطبيعي والثقافي النادر في الجزيرة. وأشار إلى أن سقطري تواجه تحديات عديدة لا تختلف كثيراً عما تواجهه مواقع أخرى حول العالم كالتغيرات المناخية، شح مصادر المياه والغذاء والفقر، مؤكّداً أن الاهتمام بالتراث الطبيعي للجزيرة وإهمال الجانب الثقافي فيها يؤثر سلباً على كل مقوماتها الطبيعية والثقافية

وخلال افتتاح المؤتمر، حصد مشروع "إدماج التراث الثقافي في صون وتطوير التخطيط في جزيرة سقطرى" الذي ينفّذه المركز الإقليمي بدعم من المجلس الثقافي البريطاني وبالتعاون مع الحديقة الملكية النباتية، أول ثماره حيث عرضت مجموعة المشاركين في المشروع من السقطريين فيلمين قصيرين يوثّقان التراث الثقافي للأرخبيل. وتم إنتاج الأفلام بالكامل، من تصوير وإنتاج وإجراء مقابلات، من قبل المتدربين حيث استعرضوا في أفلامهم سبل الحفاظ على التراث، دور المرأة السقطرية في صون الإرث الثقافي وكيفية مواجهة التحديات التي تؤثر على الموروث السقطري من شعر، لغة فنون رقص وغناء .

كذلك عرض متحف البحرين الوطني الفيلم الحائز على جوائز عالمية "سقطري، جزيرة الجن" لمخرجه الإسباني جوردي إيستيفا. وفي الفيلم يعرض ايستيفا بنظرته الخاصة الجزيرة من الداخل ويتطرق إلى الأساطير التي كانت تحوم حولها. ويمكن للمشاهد في الفيلم أن يشعر بشغف ايستيفا بسقطري حيث يؤكد فيه على أهمية الجزيرة اليمنية التي اشتهرت بتوفير بضائع هامة كالصمغ واللبان وغيرها من المواد التي استخدمت كثيراً في الطقوس والشعائر الدينية للكثير من الحضارات .

ويقدّم المؤتمر خلال أيامه العديد من الجلسات تحت عنوان "الروابط الطبيعية الثقافية" والتي ستناقش محاور مختلفة كالممارسات الثقافية التقليدية في سقطري، التنوع الأحيائي، الآثار والتنمية المستدامة. كذلك يستعرض المؤتمر دور المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في دعم المجتمع المحلي. ويأتي مؤتمر أصدقاء سقطري والاجتماع السنوي لجمعية أصدقاء سقطري للتأكيد على أهمية الأرخبيل اليمني وضرورة رفع الوعي بما يحتويه من خصائص طبيعية وثقافية نادرة، فأعداد كبيرة من الأنواع النباتية والزواحف والطيور والحيوانات البحرية التي لا توجد بأي مكان آخر في العالم .