افتتح وزير العمل والتنمية الاجتماعية، جميل بن محمد علي حميدان، الأربعاء، ورشة العمل المتخصصة "حماية الأطفال من الإيذاء في دول مجلس التعاون الخليجي، التي تنظمها جمعية الاجتماعيين البحرينية بالتعاون مع الجمعية الخليجية للاجتماعيين، خلال الفترة من 28-29 نوفمبر الجاري، بمشاركة واسعة من جمعيات وروابط الاجتماعيين بدول مجلس التعاون والمختصين والباحثين والمرشدين الاجتماعيين بدول المجلس من القطاعين الحكومي والأهلي وكليات وجامعات خليجية وعاملين في مجالات رعاية وحماية الأسرة والطفولة.

وتهدف الفعالية إلى مناقشة موضوع إيذاء الأطفال، وإبراز المخاطر الناتجة عنه، بالإضافة إلى دور العاملين الميدانيين في الحد من هذا الإيذاء، وتحديد المهارات اللازم توافرها في العاملين الميدانيين في مجال الطفولة والأسرة، وكذلك إكساب المشاركين مهارات تمييز المؤشرات الجسدية والنفسية والسلوكية لكافة أنواع الإيذاء، والتعرف على الفرق بين الإصابات العرضية والإيذاء، وأيضاً مخاطر استغلال الأطفال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، علاوة على تنمية مهارات العمل المتكامل للمهنيين ضمن فريق العمل متعدد التخصصات في مجال حماية الأطفال من الإيذاء.

وتناقش الورشة خلال الأربعاء والخميس عدداً من المحاور المهمة، أبرزها مفهوم ومؤشرات إساءة معاملة وإهمال الأطفال، وخصائص المعتدي وكيفية الاستجابة للإفصاح عن الاعتداء، وأيضاً آلية عمل تحديد فريق الحماية متعدد التخصصات، وذلك من خلال حلقات نقاشية وحوارية، فضلاً عن تدريب المشاركين على آليات العمل الحديثة لحماية الأطفال من الإيذاء.



وفي كلمه له استهل بها حفل الافتتاح، أكد حميدان أهمية انعقاد مثل هذه الورش النوعية لبحث موضوع بالغ الأهمية وهو حماية الطفل من الإيذاء في دول مجلس التعاون الخليجي، وبالتزامن مع اليوم العالمي لحماية الطفل من الإساءة والإيذاء، باعتبارها إحدى أهم القضايا الإنسانية، مشيداً في هذا الصدد بجهود جمعية الاجتماعيين البحرينية وجمعية الخليجية للاجتماعيين، وإسهامهما في طرح القضايا الاجتماعية التي تلامس المجتمعين المحلي والخليجي، وتسليط الضوء حولها وإجراء البحث والنقاش واستشراف الحلول الممكنة لها، وهو طرح نابع من أرض الواقع والخبرة العملية.

وأشار الوزير حميدان إلى أن "إيذاء الطفل والإساءة إليه، قضية إنسانية كبرى، وهي إساءة وإيذاء موجهة إلى ضمائرنا وإنسانيتنا"، لافتاً إلى أن التحدي الأكبر يتمثل في كسر العزلة التي يعيش فيها الغالبية العظمى من الأطفال المتعرضين للعنف والإيذاء، مؤكداً أهمية العمل على رفع الإيذاء عنهم، ومنحهم الحماية والأمن والاطمئنان والاستقرار.

وقال حميدان إن البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي، تشهد نمواً في جانب العمل الأهلي الاجتماعي من المنظمات والجمعيات الأهلية والمراكز الرعائية والتأهيلية، مؤكداً على ضرورة ضمان الجودة في العمل والاستمرار في تطوير السياسات والنظم والتشريعات، لتقنين معاقبة الإهمال، وزيادة قدرة وإمكانية الطفل المعنف أو المتعرض للأذى على الرفض والإبلاغ والمطالبة بحقه بيسر وسهولة وبضمانات معقولة، آملاً أن تحقق الورشة أهدافها وأن تعمم توصياتها على كافة الجهات المعنية في دول مجلس التعاون.

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة جمعية الاجتماعيين الخليجية، خلف أحمد خلف، في كلمته، إن الورشة ستتضمن مداخلات علمية من خلال أوراق عمل مقدمة من كفاءات وخبرات علمية، مشيراً إلى أن انعقاد هذه الفعالية تمثل المرحلة الأولى من خطة عمل الجمعية على مدار العام، حيث ستكون هناك ورش أخرى خلال العام القادم 2019 حول "الإعاقة والتحديات المعاصرة"، والمقرر انعقادها في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأيضاً حلقة حوارية من أجل "ميثاق أخلاقي خليجي لممارسي المهن الاجتماعية"، لتختتم الفعاليات "بالملتقى الخليجي الثاني عشر".

بدوره، أشار رئيس مجلس إدارة جمعية الاجتماعيين البحرينية، حميد محسن، إلى أن مركز مودة للإرشاد الأسري التابع للجمعية وبالتعاون مع الجمعية الخليجية للاجتماعيين أخذ على عاتقه مبادرة تنظيم هذه الورشة للعاملين والمتعاملين مع الأطفال، وتسليط الضوء على المتغيرات والمستجدات في حماية الطفل باعتبار أن هذه الفئة العمرية غير قادرة على حماية نفسها أو دفع الأذى عنها ضد أي اعتداء قد تتعرض له في محيطها الاجتماعي.