أماني الأنصاري

أكد نائب الأمين العام للجبهة العربية لتحرير الأحواز كمال عبدالكريم، أن تصاعد الهجمات الحوثية الإرهابية على المدنيين في السعودية، فكرة خمينية واستراتيجية مبنية على حرب الوكالة لاستفادة إيران من عامل الوقت وتثبيت قواتها.

وقال عبدالكريم في حوار لـ "الوطن"، إن هناك تحدياً خطيراً ترتب له إيران بالمنطقة من خلال خلاياها النشطة في البحرين وعدد من دول الخليج في المرحلتين الحالية والقادمة، وذلك بالنظر إلى أن طهران استطاعت أن تجند الكثير من الميليشيات في العراق واليمن ولبنان لضرب الأمن القومي العربي، وتشتيت شمل الأمة العربية وخلق صراعات دائمة على المدى البعيد.



وطالب نائب الأمين العام للجبهة العربية لتحرير الأحواز، الجامعة العربية والدول الأعضاء بفتح جبهة أحوازية في العمق الأحوازي، تكون مدعومة عربياً ودولياً من أجل الوقوف بوجه المشروع الصفوي الخميني الذي تجاوز كل الأعراف والقوانين.

وفيما يلي نص اللقاء:

// ما هي المطامع الإيرانية التي تسعى لها في المنطقة عامة والخليج خاصة؟

هذا السؤال، أصبح لا يخفى على كل ذي بصيرة أن إيران استكملت المرحلة الأولى من مشروعها التوسعي من خلال احتلالها للعراق ومد أذرعها إلى كل من سوريا ولبنان واليمن والتغلغل من خلال مؤسسات تحت غطاء سياسي وثقافي وديني واقتصادي.

أما الخطوة الثانية في المشروع التوسعي هي الدخول إلى دول مجلس التعاون الخليجي واستهداف المملكة العربية السعودية خاصة، لأن وصية الخميني تقول "يجب الوصول إلى مكة المكرمة" وهذا ما تعمل عليه المؤسسات الإيرانية العاملة في المنطقة العربية بتوجيه من علي خامنئي.

وأشير في ذلك أنه لدينا معلومات أن إيران -في حال حدوث منازلات- ستحرك قواتها تجاه محافظتين عراقيتين هما ميسان والبصرة حتى تصبح ساحة المعركة في داخل العراق، وهي هيأت لاحتلال "عسكري" ووضعت لهذا الأمر خططاً من خلال الميليشيات المتواجدة في هاتين المحافظتين، لأن جميع القيادات العسكرية لكل الجيش العراقي حالياً هي منصبّة من قبل قاسم سليمان، وبالتالي ولاؤها ليس للعراق، لأنهم يتصورون أن مصيرهم مرتبط ببقاء حكومة طهران، وهذا ما عملت عليه إيران منذ فترة طويلة تحت شعار: "الدولة الشيعية الكبرى في العالم العربي"، وذلك من خلال اختراق الأمة عبر مؤسسات متعددة اقتصادية وسياسية وعقائدية.

وندعو في ذلك المملكة العربية السعودية، لمراقبة حدودها مع العراق، لأن إيران استطاعت أن تخفي أسلحة بالمناطق الحدودية مع السعودية وقد تستخدمها في قادم الأيام.

أما فيما يخص مملكة البحرين، فيقع على عاتقها مراقبة الوضع عن كثب لوجود تحرك إيراني من خلال عناصر موالية لإيران داخل المملكة وخارجها. وبدون الخوض في تفاصيل أخرى، هناك تحدٍّ داخلي خطير ترتب له إيران في المرحلتين الحالية والقادمة للمنطقة.

// تعد الجبهة العربية لتحرير الأحواز أكبر الفصائل الأحوازية التي تمثل الشعب الأحوازي بالخارج .. وصدر بيان سابق لدعمها للمنطقة العربية ضد الاحتلال الفارسي، فما أوجه الدعم التي تستطيع تقديمها الجبهة للعرب؟، وماذا تنتظر منهم في المقابل؟

الجبهة العربية لتحرير الأحواز بما تمتلك من قاعدة جماهيرية وتشكيلات فاعلة على الأرض، وأيضاً لما لدى الفصائل الأحوازية الأخرى من قوة على الأرض سيغير المعادلة في حال المنازلة المباشرة لصالح العرب.

نحن نعلم أن العرب على علم بذلك ويعرفون مدى قوة استعداد الشارع الأحوازي بكل أطيافه في مواجهة إيران، والدليل أن إيران كثفت من تواجدها داخل الأحواز خوفاً من حدوث أي أمر يهدد وجودها في المنطقة المحاذية للعراق والخليج العربي، وهي من أهم المناطق التي تهدد بها العرب.

ننتظر من المنطقة العربية الاعتراف الرسمي بالقطر الأحوازي، ويصاحب هذا الاعتراف، الدعم بكل أشكاله للقوى الثورية الأحوازية الفاعلة التي بإمكانها أن تكون لاعباً رئيساً ومؤثراً في أي منازلة بين إيران والعرب.

نستطيع في الوقت الحاضر، أن نفتح جبهة داخل الأحواز بشرط أن يكون هناك دعم عربي وتنسيق دولي، لأن الأحواز حالياً عبارة عن ثورة، لكن هذه الثورة مكبلة لأنها بحاجة إلى وجود أسباب ووسائل تفعيلها للمواجهة المباشرة مع المحتل الإيراني على الأرض.

"الوطن": نعي أن الأحواز ضمن القوميات المحتلة، فما مدى علاقة الجبهة بالقوميات الأخرى؟

لدينا تواصل وتنسيق دائم مع القوميات الأخرى، وهذه القوميات هي ليست أقل استعداداً من الأحوازيين في مواجهة إيران وميليشياتها.

على العرب أن يضعوا القضية الأحوازية على سلم أولوياتهم، وعليهم أن يعلنوا دعمهم للقضية الأحوازية بشكل علني ورسمي، كما أن الجبهة العربية لتحرير الأحواز والفصائل الأحوازية الأخرى على أهبة الاستعداد لإشعال الثورة داخل الأحواز وباستطاعتهم التنسيق مع القوميات الأخرى مثل الأكراد والبلوش والأتراك الأذريين، وهذا ما يسهل على العرب المواجهة المباشرة مع إيران، لأن ضرب إيران في العمق هو من أهم عوامل الانتصار في المعركة.

// يلاحظ أن خطابكم شخصيا متأرجحا اتجاه بعض دول المنطقة بالرغم من أنكم صرحتم باسم جبهة الأحواز بدعم دول المنطقة وعلى رأسهم السعودية، كيف ترون ذلك؟

نكرر ونؤكد أننا لا نختلف مع أي من دول الخليج العربي، نحن نصطف مع الجمع العربي ضد أي تهديد خارجي يهدد الأمة العربية بكل أقطارها بدءاً من أرض الحرمين الشريفين، فأي اعتداء على السعودية -نحن كجبهة عربية- نعتبره استكمالاً لمشروع التوسع الإيراني وإعتداء علينا، لذلك تفرض علينا قيمنا وثوابتنا وانتماؤنا للأمة العربية من منطلق المصير المشترك والدفاع عن الأمن القومي العربي أن نتخندق من أجل الدفاع عن عزتها وكرامتها وتاريخها ومجدها وماضيها وحاضرها ومستقبلها، ونحن واثقون من أن الأمة العربية سوف تنتصر بوحدة الكلمة والموقف على العدو الفارسي.

تربطنا مع المملكة العربية السعودية روابط الدم والأخوة العربية والمصير المشترك، لذلك أي تهديد تتعرض له السعودية بمثابة تهديد للقضية الأحوازية في الصميم.

// إلى أي مدى تتأثر البحرين بالميليشيات والخلايا الإرهابية المدعومة من إيران؟ وما الحلول لمواجهتها؟

إيران هيأت للمرحلة المقبلة أساليب متعددة لجعل الصراع يدور داخل الأقطار الخليجية، ومن هذه الأساليب هيأت مجاميع انتحارية نعتقد أنها غير محصورة في البحرين فحسب إنما في كل دول مجلس التعاون الخليجي.

نرى أن تقوم الأجهزة الأمنية المختصة بهذا المجال بمتابعة كل الخيوط التي بإمكانها أن توصلهم بالأوكار "الخلايا" غير المعلومة، لأن إيران هيأت عناصرها داخل دول الخليج في حال حدوث منازلة.

// ما هي علاقة جبهة الأحواز بمجاهدي خلق؟ وهل هناك تعاون؟

علينا أن نعلم بأن كل الإيرانيين "الفرس حصراً" يحملون الفكر القومي بغض النظر عما يطرحونه من أيدلوجيات، لأنهم يسخّرون الأيديولوجية من أجل مشروعهم القومي التوسعي وحصراً على حساب العرب.

علينا كعرب أن نعلم أن الأيديولوجية الإيرانية التي تتمثل في الفكر القومي العنصري الذي يرفض الغير ويحاول أن يسخر من الغير من أجل أهدافهم التوسعية.

وخير دليل وشاهد أن إيران استطاعت من خلال الإطار الشيعي الظاهري الذي باطنه قومي أن تتوسع وتصل إلى ما وصلت إليه على حساب الأمة العربية.

"الوطن": اختلف الموقف العراقي داخلياً ما بين معلن مع إيران في القمة العربية ومخالف داعم للمنطقة العربية من قبل التحالف الوطني العراقي.. ما الخطر الكامن الذي يمكن للعراق أن يشكله على المنطقة؟

نعلم مسبقاً أن الموقف العراقي سيكون على هذه الشاكلة بين مع أو ضد، لأن العراق في الأساس تحت النفوذ الإيراني، وهذا الوفد الذي حضر للقمة العربية قبل أن يحضر أخذ كل الخطوط التي يجب أن يعمل عليها في القمة من إيران.

الوفد العراقي الحاضر في القمة، هو عراقي المظهر ولكنه إيراني المحتوى، فبالتالى لا يجب التعويل على كل ما تحدث به الوفد العراقي خلال الجلسات، بل يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار أن من حضروا من السياسيين العراقيين هم عين وأذن إيران في القمة العربية.

// ما هي الملفات التي تعملون عليها حالياً؟ وهل هناك أفق لاتفاقيات أو تحركات دبلوماسية نحو دخول أكبر للدول العربية؟

لدينا العديد من الملفات التي نعمل عليها، منها سياسية وحقوقية وإنسانية وأمنية، ونحن نتحرك باستمرار على الدول العربية، لأننا ننطلق من منطلق محيطنا القومي، فبالتالى تحركنا على العرب غير محدد بفترة زمنية بعينها.

أما على صعيد المجتمع الدولي أيضاً لدينا تحرك ولمسنا نوعاً من التجاوب الإيجابي والتفاعل مع تلك الجهات الدولية التي التقينا بها حول احتلال إيران إلى الأحواز..

// ما الذي يعرقل حضوركم الدائم في المشهد السياسي العربي؟

هناك الكثير من العراقيل، ولكن من المفترض أن يكون للقضية الأحوازية وقياداتها دور وحضور فاعل في رسم أي رؤية تحجم الدور الإيراني بالمنطقة العربية وإثارة الملفات المهمة التي تخص الأراضي التي استحوذت عليها إيران، ولن تصبح جزءاً من إيران بتقادم الزمن لأنها أرض عربية بشعبها وتاريخها وحضارتها، وهنا نقصد الأحواز كقطر عربي تم احتلاله بقوة السلاح، والجزر الإماراتية الثلاث، والعراق مهد الأنبياء ومنبع الحضارات.

// هناك حديث عن تواصل أمريكي خفي مع الحركات الأحوازية في أوروبا.. ما هي أجندة تلك اللقاءات أو التواصل؟

سنتحدث عن هذا الأمر عندما يكون المناخ مهيأ، ومثل هكذا حديث أو الخوض في تفاصيله سابق لأوانه.

// كيف يمكن للمنطقة العربية التصدي وخلخلة التحالفات الإيرانية، وهل هناك خيارات أخرى أمام العرب دون المنازلة؟

لا توجد خيارات أخرى أمام العرب إلا المنازلة لأننا على وعي بالعقلية الفارسية، حيث لا يمكن ردعها إلا من خلال المنازلة لأنها تخشى يوماً تتكاتف فيه العرب لأن هذا يعني هزيمتها.

فإذا أراد العرب خلخلة التحالفات الإيرانية، فعليهم ضرب طهران ودعم جبهة الأحواز، فإذا تم ضربها عندئذ تحبط كل معنويات حلفائها بالمنطقة، وتتخلخل توازنات كل الأحلاف التي تستند على ميليشيات تم شراؤها بالأموال من أجل استخدامها ضد الأمة العربية، فأي اهتزاز في طهران سينعكس ذلك تماماً على جميع الحلفاء في المنطقة والذين تستخدمهم إيران ضد العرب.

نحن كأحوازيين، نطالب الجامعة العربية وأعضاءها بفتح جبهة أحوازية في العمق الأحوازي، وتكون هذه الجبهة مدعومة عربياً ودولياً من أجل الوقوف بوجه المشروع الساساني الصفوي الخميني والذي تجاوز كل الأعراف والقوانين، ولم يترك أمام العرب إلا خياراً واحداً وهو خيار المنازلة.

// كيف ترون تصاعد الهجمات الحوثية المتزايدة خلال الوقت الحالي وخصوصاً على المملكة العربية والسعودية. وما الهدف منها؟ وهل هناك علاقة تربط بين الأحداث السياسية القائمة وتصاعد تلك الهجمات؟

ذكرنا سابقاً ونكرر ما قلناه اليوم، أن إيران قامت بتجهيز الحوثيين بأسلحة يصل مداها إلى محافظات المملكة العربية السعودية، وهي مستمرة في تحرك الحوثيين تجاه السعودية، وهذا التحرك مبني على رؤية واستراتيجية إيرانية خبيثة من أجل سحب السعودية في صراع وفتح جبهة على الشريط الحدودي السعودي حتى تستطيع إيران أن تستفيد من هذا الصراع وأن تشغل السعودية وتستنزف بعض قدراتها العسكرية.

إن تصاعد الهجمات الحوثية الإرهابية حالياً، فكرة خمينية واستراتيجية مبنية على حرب الوكالة والاستفادة من هذه الحرب من أجل أن تستفيد من عامل الوقت وتثبيت قواتها التي سوف تكون مستعدة لأية حروب قادمة.

// ما تقييمك لمآلات حادث إسقاط الطائرة الأمريكية المسيرة بالقرب من أحد أهم الممرات المائية في خليج عمان وما تبعها من عقوبات أمريكية على الولي الفقيه؟

تصاعد وتيرة التهديدات الأمريكية نحو إيران بسبب حادث الطائرة المسيرة، وتراجع موقفهم غير منطقي وغير معقول ولا يُعترف به من قبل الاستراتيجيين في حربٍ من هذا النوع، حيث برر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ذلك بالقول "إن الخسائر بالأهداف التي كانت مرشحة للضرب هي 150 شخصاً، ما جعلنا نحافظ على أرواح هؤلاء الناس".

ولو رجعنا إلى الوراء ووضعنا أمام أعيننا وأمام الرأي العام كيف أن الولايات المتحدة قتلت آلافاً مؤلفة من العراقيين والسوريين وكيف اتخذت قرارات دون أن ترجع إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتجاوزتهم، وفي نفس الوقت إذا نظرنا لما حدث في ليبيا، واليمن، كيف أن الولايات المتحدة والتحالف الأطلسي قتلوا الآلاف من مواطني تلك الدول العربية، لرأينا أن هناك "كيلاً بمكيالين".

وهذا لا يعد تحليلاً أو اجتهاداً إنما هو ما طبق على أرض الواقع تجاه العرب، كما استطاعت أن تجند الكثير من الميليشيات في العراق واليمن ولبنان لضرب الأمن القومي العربي، وتشتيت شمل الأمة العربية وخلق صراع عربي عربي، وهذا سيؤدي إلى تدمير المنظمة العربية على المدى البعيد.

// كيف تحللون الوضع القائم من خلال التواجد الأمريكي في المنطقة العربية؟

ما وصلت إليه إيران اليوم هو ليس بإرادة إيرانية خالصة على الرغم من أننا نعلم بمشروعها التوسعي، وأن هذا المشروع كان بحاجة إلى قطاع وهذا القطاع يتشكل في الولايات المتحدة الأمريكية عندما كذّبت العرب وأطلقت العنان للإيرانيين في المنطقة، وأيضاً أخرجت المملكة العربية السعودية، الدولة ذات التأثير من كل ما يحدث في المنطقة بعد احتلال 2003.

كما قيدت طهران، دور السعودية في العراق والتي كان من المفترض أن تكون هي اللاعب الرئيس في بسط الأمن والاستقرار في العراق، كونه يمثل الأمن القومي لها، و الدعامة الرئيسة التي كانت تصد العدوان الإيراني عن الأمة العربية عامة ودول الخليج خاصة، وهذا يبين بكل وضوح استراتيجية إيران من أجل السيطرة والهيمنة وتغيير وجهة المنطقة.

// ما هي رسالتكم إلى دول المنطقة؟

إن القضية الأحوازية هي القضية المركزية والوحيدة التي باستطاعتها أن تضع حداً للأطماع التوسعية من خلال قواها الفاعلة وإرادة الشعب الأحوازي الثائر الذي يرى العرب اليوم كيف يواجه أبناء هذا الشعب البطل المحتل الإيراني المعتدي بصدور عارية.

شعبنا على أهبة الاستعداد للمنازلة العربية الكبرى فور إعلان الدعم الرسمي لنا من منطلق قومي مبني على أساس وحدة الدم والمصير المشترك.