أكد علي بن صالح الصالح، رئيس مجلس الشورى، أنَّ مملكة البحرين ستبقى صفاً واحداً مع الدول العربية والإسلامية، وداعمة لكافة القضايا العادلة للأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس الشريف، مشيرًا إلى أن موقف مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظة الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، موقف ثابت تجاه القضية الفلسطينية، والدعوة المستمرة للحكومة الإسرائيلية لتمنع قواتها من التعرض للمصلين في المسجد الأقصى.

جاء ذلك خلال مشاركة رئيس مجلس الشورى، الأربعاء في الجلسة الطارئة للاتحاد البرلماني العربي، والتي عُقدت (عن بُعد) بدعوة من صقر غباش، رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وذلك لمناقشة وبحث التطورات والأوضاع في القدس الشريف، والاعتداءات التي يتعرض لها الأشقاء الفلسطينيون، حيث شهدت الجلسة مشاركة معالي الأستاذ أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى جانب أصحاب المعالي والسعادة رؤساء المجالس والبرلمانات في الدول العربية.



وفي كلمته خلال الجلسة الطارئة، بيّن رئيس مجلس الشورى أن المجلس يشارك جميع مجالس وبرلمانات الدول العربية في الإدانة والاستنكار الشديدين تجاه الاعتداء الذي قامت به القوات الإسرائيلية في شأن إجلاء المقدسيين من مساكنهم في حي الشيخ جراح، والاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى، مؤكدًا ضرورة وقف هذه السلوكيات المرفوضة ضد أبناء القدس، والعمل على حمايتهم من أية اعتداءات.

وأشار رئيس مجلس الشورى إلى أنَّ الخطط المستنكرة لفرض السيادة الإسرائيلية، تحدُّ من المساعي والفرص لنشر السلام في المنطقة، وتقوّض الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار، بما يتعارض مع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، ويتنافى مع قيم التسامح والتعايش والسلام، مؤكدًا أنَّ السلام العادل والدائم في المنطقة لن يتحقق إلا بحصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وقال رئيس مجلس الشورى: "إن مئات الأسر الفلسطينية التي ترفع ضدها دعاوى الإخلاء في القدس الشرقية، هم كيان أصلي مهم وأساسي في تكوين هذه المدينة التاريخية التي تحترمها وتقدسها كل الأديان السماوية. وتعد الانتهاكات والاعتداءات الموجهة ضدهم استفزازاً لمشاعر كل المسلمين في العالم، ولها عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار في الأراضي المحتلة، وعلى الحكومة الإسرائيلية احترام القانون الدولي والوفاء بالتزاماتها الدولية كقوة قائمة بالاحتلال في القدس الشرقية، وعدم تغيير الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة ومراعاة خصوصيتها".

وذكر أن دعوات السلام حين تنطلق، فإنها محاولة دعم الأشقاء الفلسطينيين للحصول على حقوقهم التاريخية، ودفع إسرائيل في مدار السلام وترغيبها إليه بوصفه الطريق إلى قلوب وعقول الشعوب العربية"، مبينًا أن المشهد الجاري على النحو الحالي يدعو للقلق، لاسيما حين تتعرض المقدسات الفلسطينية في مثل هذه الأوقات من شهر رمضان إلى اعتداءات، الأمر الذي يولد مرارات ويخلق عداوات واضحة وقوية، ويعمق الخصام ويقلص من فرص مساعي السلام والاستقرار.

ودعا رئيس مجلس الشورى جميع الدول الكبرى، لاسيما الراعية والداعية للسلام، أن يكون لها دوراً نزيهاً دعوة إسرائيل للتراجع عن مثل هذه التصرفات، ودوراً قوياً وفاعلاً في إنهاء كافة الاعتداءات على أهلنا في القدس، مطالبًا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية في حماية الشعب الفلسطيني الشقيق من كافة الانتهاكات الإسرائيلية، وأن يتحرك لمواجهة الاعتداءات التي ترتكب في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدًا الدعم لكل الخطوات الملائمة في التعاطي مع هذه التداعيات في مدينة القدس الشريف.